الانتهاك: إحراق 2143 دونماً من أراضي بلدة بيت فوريك.
تاريخ الانتهاك: 5/08/2010
الموقع: جنوب شرق بلدة بيت فوريك.
الجهة المعتدية: مستوطنو مستوطنة ايتمار.
الجهة المتضررة عدد كبير من مزارعي بلدة بيت فوريك.
تفاصيل الانتهاك:
مع حلول ساعات الغروب، يغادر مزارعو بلدة بيت فوريك أراضيهم الزراعية بانتهاء عمل يوم شاق لهم في الاعتناء بأراضيهم الزراعية المزروعة بالتين والزيتون تلك الأشجار التي حظيت بتكريم الله عز وجل حيث ذكرها في كتابه الحكيم واعتبرت على مدار الأزمنة والعصور رمزاً للعطاء و الخير و شعاراً للاستقرار والسلام على الأرض.
إلا أنها اعتبرت في الوقت ذاته بالنسبة للمستوطنين بمثابة شوكة في حلوقهم لا بد من اجتثاثها والتخلص منها لما تمثله رمزاً و تراثاً وعزة للفلسطينيين وللأرض الفلسطينية، ولذلك استخدم المستوطنون كافة الطرق والأساليب على مدار سنوات الاحتلال لتدمير تلك الشجرة المباركة والحد منها من قطع وحرق وتجريف وحتى سكب أنواع من المواد الكيميائية المحرمة دولياً على بوادر تلك الأشجار للقضاء من خلالها على أي فرصة لتنمو من الجديد.
ورغم ذلك ما تزال أشجار الزيتون صامدة بصمود أصحابها في وجه الاحتلال وقطعان المستوطنين الذين يتصيدون أي فرصة تلوح إليهم لمواصلة أعمال التخريب والتدمير في المنطقة والتي كان آخرها مساء يوم الخميس الخامس من شهر آب الحالي، حيث استغل مستوطنو مستوطنة ايتمار حلول ساعات المساء وخلو الأراضي الزراعية من أصحابها، وأضرموا النيران في المنطقة المعروفة باسم خلة الحنني و خلة الجدوع و خلة الشيخ محمد في الجهة الجنوبية الشرقية من البلدة.
يذكر أن ارتفاع درجة حرارة الجو وانتشار الأعشاب الجافة في حقول التين والزيتون في المنطقة ساعدت بشكل كبير على انتشار النيران بشكل واسع فيها، حيث أتت النيران على الأخضر و اليابس في مساحات واسعة من الأراضي و التي طالت ما مساحته 2143 دونماً[1] مزروعة بالتين والزيتون بحسب إفادة السيد عاطف حنني رئيس بلدية بيت فوريك لباحث مركز أبحاث الأراضي، والذي أضاف بدوره قائلاً: ‘ ( منذ الساعات الأولى من اندلاع الحريق في ساعات غروب الشمس الأولى من يوم الخميس الخامس من آب حاول أصحاب الأراضي وأهالي البلدة التوجه إلى منطقة الحريق وذلك رغم صعوبة الطريق بهدف إخماد الحريق إلا أنهم فوجئوا بتواجد المستوطنين من مستوطنة ‘ايتمار’ على التلال المرتفعة لمنطقة الحريق بالإضافة إلى تواجد جنود الاحتلال بكثافة في المنطقة المحاذية للحريق والذين كان لهم دور كبير في حراسة المستوطنين المتطرفين الذين كانوا يحرقون الأشجار ويعيثون في الأرض خراباً في المنطقة، حيث ساعدت الرياح الشرقية على امتداد مجال النيران لتطال عشرات الدونمات الزراعية، أما نحن فقد منعنا لساعات طويلة من الوصول إلى أراضينا حتى سيارات الدفاع المدني الفلسطيني منعت من الوصول إلى المكان، حيث بقيت النيران مشتعلة لساعات طويلة ونحن نقف نتفرج عليها ممنوعون من الوصول إليها حتى توسعت النيران وامتدت لتصل لمسافات قريبة من مستعمرة ‘ايتمار’، مما دفع المستعمرون للاستعانة بسيارات الإطفاء الاسرائيلية لإخماد النيران في المناطق المحاذية لمستعمرة ‘ايتمار’ بهدف حماية امن المستعمرة، أما اهالي البلدة فسمح لهم بالدخول إلى أراضيهم في ساعات متأخرة من الليل بعد أن امتدت النيران لمساحات واسعة ودمرت أراض كبيرة، حيث استمر اهالي البلدة في إخماد النيران لفترة تزيد عن 24 ساعة حتى مساء يوم الجمعة الماضي).
يشار إلى أن 25% من سكان وأهالي بلدة بيت فوريك البالغ عددهم 10500 نسمه يمتلكون قطع أراض في المنطقة المتضررة بفعل النيران. تجدر الإشارة إلى أن منطقة خلة الحنني وخلة الشيخ محمد تم استهدافها ثلاث مرات من قبل مستوطني مستوطنة ‘ايتمار’ بواسطة حرق الاراض الزراعية في تلك المنطقة التي لا تبعد سوى 200 متر عن مستعرة ‘ايتمار’ ومسافة 2.5كم عن المخطط الهيكلي لبلدة بيت فوريك، حيث كان الحريق الأول خلال عام 2002م، أما الحريق الثاني فكان في عام 2007م، وها هي المرة الثالثة التي تستهدف بها أراضي المواطنين في تلك المنطقة والتي تعتبر محط أطماع المستوطنين الذين حاولوا اكثر من مرة الاستيلاء عليها لصالح توسعة مستعمرتهم غير الشرعية.
بلدة بيت فوريك في سطور:
تقع بلدة بيت فوريك إلى الشرق من مدينة نابلس حوالي 7 كم، على مشارف السفوح الغربية لجبال شفا الغورية، حيث تتوسط المسافة ما بين مدينة نابلس والأغوار، وتمتاز بطبيعة جبلية وعرة تتخللها بعض السهول والوديان العميقة، ويقع جزء من أراضيها على مشارف الغور، حيث تمتد معظم أراضيها جهة الشرق باتجاه الأغوار. تبلغ المساحة الإجمالية لبلدة بيت فوريك 34,910 دونم، حيث تعتبر أراضيها امتداد للأغوار الفلسطينية، في حين تبلغ مساحة البناء 1,668 دونماً[2].
يذكر أنه عندما جاء الاحتلال الإسرائيلي شرع في عام 1967م في عملية فصل الأغوار الأردنية لما لها من أهمية إستراتجية حيث حول الاحتلال نحو 18 ألف دونماً من أراضي بيت فوريك الشرقية التي تقع في الأغوار الفلسطينية إلى منطقة عسكرية مغلقة وتم استخدامها كمعسكرات لتدريب جيش الاحتلال وكثكنات عسكرية. وفي عام 1969 أقدم الاحتلال على شق طريق رقم 80 في أراضي بيت فوريك عازلاً 18 ألف دونماً تقع شرق طريق رقم 80 عن بقية أراضي بلدة بيت فوريك علماً بأن طريق رقم 80 يقع على بعد 2كم إلى الشرق من خربة طانا التابعة لبلدة بيت فوريك ، وفي نفس العام شهدت المنطقة البدء لتأسيس مستعمرة ‘مخولا’ والتي قامت قوات الاحتلال ببنائها ونهب ومصادرة الأراضي المجاورة لصالح توسعها حتى أصبحت المستعمرة مدينة مسطحها 233 دونماً تسيطر على مساحة 10 آلاف دونماً من الأراضي المجاورة والمملوكة للمزارعين الفلسطينيين ملكية خاصة وتستغل للزراعة، حيث يشار هنا إلى أن المستعمرة ما تزال تزحف بشكل تدريجي على الأراضي المجاورة وذلك لنهب اكبر قدر مستطاع من أراضي الفلسطينيين الزراعية والتي تحيط بها لصالح تلك المستعمرة، وأصبحت تلك المستعمرة مصدر تهديد لبقاء المزارعين في بلدة بيت فوريك حيث يقدم جيش الاحتلال بين الفترة والأخرى على مطاردة رعاة الماشية وطردهم من أراضيهم الزراعية المحاذية لطريق رقم 80 بالإضافة إلى منعهم من عبور طريق 80 باتجاه أراضيهم الشرقية الغورية لاستغلالها بصفتها أراضي عسكرية مغلقة، علاوة على ذلك يقدم المستعمرون خلال فترة الصيف في استغلال الينابيع المائية المنتشرة في المنطقة بهدف السباحة في حين يمنع المزارعون الفلسطينيون من استغلالها حتى في مجال الزراعة. بالإضافة إلى ذلك يعمد المستعمرون بشكل منظم إلى مطاردة رعاة الماشية و إلى إتلاف المحاصيل الزراعية التي يزرعها أهالي بلدة بيت فوريك في أراضيهم الزراعية المنتشرة في المنطقة.
و إلى الجهة الجنوبية الشرقية من بلدة بيت فوريك حيث تتربع مستعمرة ايتمار اليوم على أراضي قرى وبلدات عورتا وبيت فوريك واليانون وروجيب وتحتل مساحة حدودها البلدية الآن 6963 دونما ، ومسطح البناء فيها 253 دونما، وبلغ عدد المستعمرين فيها حتى نهاية عام 2005م نحو 651 مستعمرا ( المصدر: مؤسسة سلام الشرق الأوسط- واشنطن).
يذكر أن مستعمرة ايتمار ارتبط اسمها منذ سنوات طويلة إلى اليوم بأعمال الإرهاب و القتل و الدمار، و تعتبر معقلا من معاقل المتطرفين اليهود الذين يعيثون في الأرض فسادا، فكم من شهيد سقط في القرى المحاذية لمستعمرة ايتمار، و كم شجرة تم تدميرها أو حرقها أو حتى خلعها و سرقتها من قبل هؤلاء المتطرفين الحاقدين، أما اليوم فيحرقون أراض بلدة بيت فوريك على أمل منهم بتهجير و قطع تواصل المزارعين بالأرض التي ورثوها أب عن جد، ولكن صمود الناس و تمسكهم بأرضهم لقناعتهم الشخصية بان الزيتون هو الماضي و الحاضر و المستقبل لأبناء بيت فوريك وسيبقون شوكة في حلق هؤلاء المستعمرين الغرباء.[3]
[2] المصدر: وحدة نظم المعلومات الجغرافية – مركز أبحاث الأراضي.
[3] المصدر: مجلس بلدي بيت فوريك