أقدمت مجموعة من مستوطني ‘ يتسهار’ يوم الخميس الموافق 19 من حزيران 2008 على إحراق عشرات الدونمات من أراضي المواطنين الفلسطينيين الزراعية والمزروعة بالزيتون والقمح في الأراضي الشمالية الغربية من قريتي بورين وحوارة قرب مدينة نابلس, و ذلك بعد أن قاموا بإغلاق عدداً من الطرق الرئيسية والفرعية على طريق نابلس حوارة ونابلس يتسهار الالتفافي.
صورة 1+2: الحريق الذي تسبب به المستوطنيين في أراضي حواره و بورين
حيث أن عشرات المستوطنيين من مستوطنة ‘يتسهار’، هاجموا عدداً من منازل المواطنين الفلسطينيين في قرية بورين وقرية عصيرة القبلية ورشقوا المنازل الفلسطينية بالحجارة كذلك قاموا برشق السيارات الفلسطينية المارة بالطريق بالحجارة، ثم قاموا بإشعال النار في جبل مزروع بأشجار الزيتون تتجاوز مساحته مائة دونم.
يشار إلى أن الجيش الإسرائيلي، منع سيارات الإطفاء والدفاع المدني الفلسطيني من إخماد النيران، إلا بعد أن التهمت النيران الجبل بأكمله، حيث تذرع الجيش إلى انه لا يوجد ما أسماه بالتنسيق الأمني الذي يسمح لسيارات الإطفاء الفلسطينية بالوصول إلى الموقع تحت أسباب أمنية، و قد عمد الجيش الاسرائيليإلى إغلاق طريق ‘يتسهار’ نابلس لعدة ساعات أمام تنقل المواطنين الفلسطينيين, بالتزامن مع إغلاق المستعمرين الذين تظاهروا ليومين على التوالي في نابلس وقاموا بإغلاق طرق رئيسية بالقرب من حاجز حوارة لأكثر من ساعة.
يذكر أن سكان مستوطنة ‘يتسهار’ يقدمون بين فترة وأخرى إلى النزول إلى الأراضي الزراعية المحيطة بالمستوطنة والتعرض إلى رعاة الماشية الفلسطينيين و المزارعين في القرى المجاورة، بالإضافة إلى سرقة الأغنام التي بحوزتهم، حيث يعتبر المواطن محمد حامد (72عاماً) من قرية عصيرة القبلية شاهداً على الاعتداءات والتي تعرض إلى الضرب المبرح و إلى سرقة 15 رأس من الأغنام التي بحوزته، وذلك خلال شهر نيسان من عام 2004م، حتى الحمير لم تسلم من السرقة من قبل المستعمرين حيث تكررت عملية سرقة الحمير أكثر من مرة في المنطقة، مثلما حدث مع المواطنين: إبراهيم محمد مخلوف، عبد الباسط محمد احمد، حتى خلال مواسم الزيتون في كل عام ورغم وجود تنسيق مسبق ما بين المجالس القروية و البلدية و مابين الارتباط المدني عن طريق الصليب الأحمر بالسماح للمزارعين بجني ثمار الزيتون وفلاحة أراضيهم الزراعية، إلا أن المستوطنين يتسهار’ يقومون بمضايقة المزارعين من خلال إطلاق الرصاص الحي تجاههم ومطاردتهم بين الجبال ويعمدون إلى إصابة المزارعين وبث روح الخوف و الرعب تجاههم ، وثم سرقة ثمار الأراضي الزراعية في بعض الأحيان، حيث يعتبر ما حدث مع المواطن هاني عبد الرؤوف شحادة ( 35عاماً) شاهداً على هذه الاعتداءات، حيث أصيب المواطن هاني برصاص حي في الرقبة و نقل على إثرها إلى المستشفى في حالة خطرة و ذلك أثناء التصدي للمستطونيين أثناء قيامهم بالاعتداء على بعض النسوة خلال موسم قطف الزيتون في قرية عصيرة القبلية عام 2005.
* نبذة عن مستوطنة ‘ يتسهار’:
أقيمت مستوطنة يتسهار عام 1983 على أراضي المزارعين الفلسطينيين في قرى بورين وعصيرة القبلية جنوب غرب مدينة نابلس وذلك كنواة استعمارية صغيرة على التلال التابعة لتلك القرى، و من ثم أخذت المستوطنة بالتوسع لتصادر عشرات الدونمات الزراعية من قرى ( بورين، عصيرة القبلية، عوريف، مأدما، حوارة) حيث يبلغ مسطح البناء في المستوطنة حتى عام 2005 نحو 158دونماً والمساحة الإجمالية للأراضي المصادرة للمستوطنة نحو 1800دونماً، وتقع ضمن الحوض الطبيعي رقم (8) على أجزاء من قطع الأراضي المسماة (سلمان الفارسي، المرج، جبل الندى، خليل سلامة المهر) حيث يوجد في المكان الذي أقيمت على أراضيه المغتصبة مقام القائد المسلم سلمان الفارسي والجبل المحيط عرف بجبل سلمان الفارسي نسبة له.
بلغ عدد المستوطنيين في يتسهار حسب معطيات مركز المعلومات الفلسطيني في عام 2004 نحو 534 مستعمراً، ينتمي 90% منهم إلى تيار المتدينين المتطرفين تحديداً إلى جماعة ما تسمى بـ ‘أمناء الهيكل’.