صورة 4+5: سواد يعم على أراضي قرية اماتين الفلسطينية سببها مستعمرو كدوميم
يشار إلى أن أهالي القريتين حاولوا جاهدين إطفاء الحريق إلا أن قوات جيش الاحتلال كالعادة أخذت على عاتقها حراسة المستعمرين الإسرائيليين المتجمهرين في المكان، وفي نفس الوقت قاموا بإبعاد المواطنين الفلسطينيين أصحاب الأراضي عن المكان بحجة عدم وجود تنسيق مسبق لدخول المواطنين إلى أراضيهم، علماً بأن المناطق التي حدث بها الحريق وهي منطقة حوض ‘اودله’ في قرية كفر قدوم ومنطقة ‘الحوطه’ في قرية اماتين ليست المرة الأولى التي يحدث بها اعتداء من قبل المستوطنين وهي مناطق يمنع المزارعين من الوصول اليها منذ عام 2000م حتى اليوم، إلا في موسم الزيتون من العام وذلك بعد الحصول على تنسيق مسبق من الإدارة المدنية في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، كون المنطقة محاذية لمستعمرة ‘كدوميم’، إلا انه وبعد محاولات حثيثة من قبل المواطنين وتدخل عدد من المنظمات الحقوقية تمكن عدد محدود من المزارعين من الوصول إلى مكان الحريق بصحبة سيارة تابعة للدفاع المدني الفلسطيني، بعد تأخير قرابة ساعتين حيث أتى الحريق على قرابة 290 شجرة زيتون مثمرة، كان في الموقع غزالاً طالته السنة اللهب.
صورة 6+7: لم يقتصر الحريق على الشجر بل على الحيوانات !!؟
يوضح الجدول التالي أسماء المزارعين المتضررين حسب الموقع وعدد الأشجار التي تم حرقها:
الرقم |
اسم المزارع |
الموقع |
القرية |
عدد الأشجار التي تم حرقها |
1 |
فؤاد عبد الله عبد القادر عبد القادر |
اودله |
كفر قدوم |
48 |
2 |
صادق حامد عبد الله اشتيوي |
اودله |
كفر قدوم |
35 |
3 |
عمر يوسف إسماعيل اشتيوي |
اودله |
كفر قدوم |
27 |
4 |
صالح يوسف إسماعيل اشتيوي |
اودله |
كفر قدوم |
36 |
5 |
صايل ابراهيم غانم |
الحوطة |
اماتين |
40 |
6 |
احمد عثمان غانم |
الحوطة |
اماتين |
34 |
7 |
محمد سرور غانم |
الابساط |
اماتين |
28 |
8 |
عبد الرحيم محمد غانم |
الابساط |
اماتين |
18 |
9 |
باسل قدري غانم |
الابساط |
اماتين |
24 |
مجموع الأشجار المحروقة |
290 |
يشار إلى أن أعمال حرق الأراضي والمحاصيل الزراعية أصبحت ظاهرة شائعة في قرى شرق محافظة قلقيلية حيث خلال الأعوام الثلاثة الماضية تم تسجيل العشرات من حالات الاعتداء على مزارعين وحرق أراض زراعية وأتلاف وسرقة محاصيل من قبل المستوطنين في مستوطنة كدوميم والبؤر الاستيطانية العشوائية المنتشرة في المنطقة والتي من أبرزها البؤرة الاستيطانية ‘حفات غلعاد’ على أراضي اماتين والبؤرة الاستيطانية ‘غلعاد زوهر’ على أراض قرية تل، والذين بدورهم يتبعون أسلوب العصابات في مهاجمة المزارعين والاعتداء عليهم وسرقة محاصيلهم تحديداً خلال موسم الزيتون وموسم حصاد القمح.
تجدر الإشارة إلى أن اعتداءات المستوطنين ممنهجة ولا تتركز في منطقة واحدة، بل تعمّ كل المناطق الفلسطينية في الضفة الغربية. وهناك عمل منظم مخطط له مسبقاً، يهدف إلى بثّ الرعب والإرهاب في صفوف الشعب الفلسطيني، وخاصة مع تزامن موسم قطف الزيتون، بهدف إرهاب المزارعين وإجبارهم على ترك أراضيهم، وهؤلاء المستوطنون في معظمهم ينتمون إلى تنظيمات إرهابية معبأة بروح عقائدية دينية تجيز لهم تعذيب الفلسطينيين والتنكيل بهم، وهذه الأفكار يتم تعزيزها في نفوس صغارهم جيلاً بعد جيل، وهذا ما يفسر تصاعد الاعتداءات دوماً.
كل هذه الأعمال العدوانية تجري بحماية جيش الاحتلال الإسرائيلي على حساب حياة المزارعين الفلسطينيين، حيث إذا حاول المزارعين الدفاع عن أنفسهم، يقوم جيش الاحتلال الإسرائيلي بقمعهم ويشارك المستوطنون في طردهم من أرضهم وحرمانهم جني محصولهم الذي يشكل مصدر الرزق الوحيد عند نسبة كبيرة من العائلات الفلسطينية الفقيرة.[1]
معاناة أخرى خلّفها جدار الفصل العنصري:
لم تقتصر معاناة المزارعين الفلسطينيين عند حد حرق أشجارهم أو الاعتداء عليهم أثناء تواجدهم في أرضهم، بل إن المُزارع الفلسطيني في القرى المحاذية لجدار الفصل العنصري يتعرض لمعاناة كبيرة، حيث يجب عليه استصدار تصريح عن طريق الارتباط المدني للسماح له بدخول أرضه وقطف الثمار حيث يمنع الكثير من الأهالي من السماح لهم بدخول الأراضي الزراعية خلف الجدار بدعوى أنهم مرفوضون أمنياً!؟.
علاوة على ذلك، فان مماطلة جيش الاحتلال في الالتزام بمواعيد فتح البوابات الزراعية وطرق التفتيش المهينة تسبب معاناة حقيقية للمزارعين، بالإضافة إلى إعطاء المزارع تصريح للدخول من بوابة تبعد مسافة 5كم عن أرضه رغم وجود بوابة قريبة.
خلال الزيارة الميدانية لباحث مركز أبحاث الأراضي التقى المزارع شريف محمد خالد من قرية جيوس إلى الشرق من مدينة قلقيلية والذي يقول بدوره: في كل عام نتوجه بطلب لتصاريح خاصة تخولنا بدخول حقول الزيتون التي تقع خلف الجدار العنصري بجوار القرية، حيث يمنع الاحتلال منح فئة الشباب بدعوى أمنية، حيث يقع كاهل العمل لجني ثمار الزيتون على كبار السن والأطفال والنساء، كما أننا ننتظر على البوابة لأكثر من ساعة يومياً للسماح لنا بالدخول إلى الحقل، وفي ساعات المساء، حيث تكون البوابة مغلقة، ننتظر لأكثر من ساعتين، حيث يخيم الليل علينا ونحن ننتظر مجيء الدورية التابعة للجيش الإسرائيلي لتفتح لنا الأبواب لنعود إلى منازلنا حيث يتكرر السيناريو يومياً طوال موسم قطف ثمار الزيتون.
من جانبه، يقول محمد خليل من بلدة سنيريا وصاحب حقل زيتون بجوار مستوطنة ‘شعار كفا’، إلى جنوب قلقيلية: ‘ إن أشجار الزيتون في الحقول الواقعة داخل الجدار العنصري يتراجع إثمارها عاماً بعد عام، بسبب عدم الاعتناء بها لوجود قيود مشددة من قبل الاحتلال ولم يسمح لنا بدخولها وفلاحتها، كما أن المستوطنين يقومون برشّ الحقول بمواد كيماوية تجعلها قليلة الإنتاج’.
[1] المصدر: إفادات أهالي و مجلس قروي كفر قدوم ومجلس قروي اماتين لباحث مركز أبحاث الأراضي – تشرين أول 2009.
ملاحظة: الصور من 1- 7 خاصة بمجلس قروي اماتين.