الانتهاك : حرق واقتلاع العشرات من أشجار الزيتون في قرية اللبن الشرقية.
الجهة المعتدية: مستوطنو مستوطنة ‘عيلي’ .
الجهة المتضررة: عدد من المزارعين في قرية اللبن الشرقية جنوب محافظة نابلس.
تاريخ الانتهاك: 21 و 23 من شهر تشرين أول 2010.
تقديم:
جاء موسم الزيتون, وجاء اليوم الذي انتظره المزارع الفلسطيني ساعة بعد أخرى, وليلة بعد ليلة, وحلم بعد حلم, فكل يوم يتفقد المزارع حقله ليعرف كم كبرت حبات الزيتون بتلك الأشجار و كيف تغير لونها من الأخضر إلى الأسود لتنذر بالنضوج و الامتلاء بالزيت و تقدم نفسها لأيدي هذا الفلاح لكي يقطفها و يحملها برفق إلى الطاحونة لتعطيه ما رزقه الله تعالى من زيت يكون عماد بيته وما يبلل زاد أبنائه حتى العام القادم و موعد القطاف التالي . هذا ما ينتظره الفلاح الفلسطيني الذي ورث أرضه أبا عن جد و جد عن جد و كانت في كل فترة من الفترات تشتاق لفأسه وحنان يديه.
ما كاد موسم القطاف يبدأ حتى بدأت حرب المستوطنون ضد أصحاب الزيتون, وهذا ليس غريبا من أعداء الإنسانية, فهذا متوقع من هؤلاء المتطرفين الذين ينظرون إلى تلك الشجرة بحقد لما تمثله بالنسبة للمزارع والفلاح الفلسطيني من أهمية فهي رمز البقاء والصمود بالنسبة للمزارع الفلسطيني وعدو يجب تدميره بالنسبة لهؤلاء عصابة المستوطنين المتطرفين.
تجدر الإشارة إلى أن قرية اللبن الشرقي كغيرها الكثير من القرى الفلسطينية استقبلت موسم الزيتون لهذا العام بتجدد اعتداءات المستوطنين المتطرفين، فخلال اليومين الماضيين شهدت قرية اللبن أعمال حرق و قطع للأشجار من قبل مستوطني مستوطنة ‘عيلي’، حيث يأتي هذا الفعل الإجرامي مع قيام هؤلاء المستوطنين من نفس المستوطنة بمداهمة مدرسة بنات الساوية الثانوية وتخريب وحرق عدد كبير من أثاث المدرسة بالإضافة إلى كتابة عبارات مسيئة على جدران المدرسة.
حرق و تدمير 47 شجرة زيتون في قرية اللبن الشرقية
تعتبر قرية اللبن الشرقية الواقعة في الريف الجنوبي من محافظة نابلس، نموذجا لمعاناة المزارع الفلسطيني و خاصة في موسم الزيتون حيث يوجد على أراض القرية ثلاث مستوطنات كبيرة وهي ‘معاليه ألبونه’، ‘شيلو’، و ‘عيلي’ تسيطر على ما يقارب 38% من مساحة القرية الاجمالية حيث أن هؤلاء المستوطنون لهم باع طويل في حرق وتدمير أشجار الزيتون في قرية اللبن الشرقية، فحسب معطيات منظمات حقوق الإنسان فان قرية اللبن الشرقي خلال الأعوام العشر الماضية لم تسلم موسماً واحداً من مضايقات المستوطنين التي طالت الإنسان و الشجر في القرية.
يذكر أن يوم الخميس 21 تشرين أول 2010، وخلال ساعات الظهيرة أقدم مجموعة من المستوطنين من مستوطنة ‘عيلي’ على إضرام النيران بقطعة ارض تقع في منطقة الرغوات جنوب شرق قرية اللبن الشرقي حيث تبعد عن قرية اللبن مسافة 3كم جنوبا. يذكر أن انتشار الأعشاب الخريفية الجافة ساهمت في انتشار النيران وامتدادها في المنطقة حيث طال الحريق 47 شجرة زيتون مثمرة يقدر عمرها بنحو 30 عاماً والتي أحرقت بالكامل وتعود ملكية تلك الأشجار إلى كل من: علي عبد الرحمن نوباني وإخوانه، جهاد عامر دراغمه، خضر اسماعيل عويس، جمال محمد دراغمه.
صورة 1 – 4: الأراضي التي حرقها المستعمرون الإسرائيليون في قرية اللبن الشرقية
يشار إلى أن قوات الاحتلال حضرت إلى المنطقة ومنعت المزارعين وحتى الصحفيون من الاقتراب من المنطقة بدعوى أن تلك المنطقة منطقة عسكرية يمنع الفلسطينيين من الدخول إليها بحجة وقوعها بالقرب من مستوطنة عيلي، أو بحسب إفادة رئيس المجلس القروي فان تلك المنطقة لا يسمح لأحد بالدخول إليها إلا خلال فترة محددة من العام فقط لجني ثمار الزيتون بعد الحصول على موافقة ما يسمى الارتباط الإسرائيلي.
يذكر أن سيارات الإطفاء التابعة للاحتلال حضرت إلى موقع النيران بعد مضي فترة طويلة على حدوث الحريق بعد أن أجهزت النيران على مساحات واسعة من الأراضي واقتربت النيران من السياج والطريق المؤدي إلى مستوطنة ‘عيلي’، وبدأت سيارات الإطفاء بمحاولة إطفاء النيران بالقرب من أعمدة الكهرباء التي تمد مستوطنة عيلي بالكهرباء حرصا منهم على سلامة كهرباء المستوطنة في حين سمح للفلاحين من قرية اللبن الشرقي بعد وقت متأخر من الوصول إلى أراضيهم بعد أن التهمت النيران مساحات واسعة من أراض القرية.
قطع 14 شجرة زيتون مثمرة في قرية اللبن الشرقية:
يذكر أن اعتداءات المستوطنين لم تقف عند هذا الحد، فحقد المستوطنون ضد الفلاح والأرض الفلسطينية لا حدود له وبالتالي لا حدود لعربدتهم واعتداءاتهم ضد الفلاحين، ففي ساعات الفجر الأولى من صباح يوم السبت 23 تشرين اول أقدم مجموعة من المستوطنين على قص و تدمير 14 شجرة زيتون مثمرة يقدر عمرها بنحو 23عاماً، حيث تعود ملكيتها إلى المواطن رجا جميل عويس و اخوانه من قرية اللبن الشرقية، تقع تلك الأشجار ضمن حوض منطقة النجمه شرق القرية و المحاذية لمستوطنة عيلي المقامة على أراض القرية.
صورة 5 – 10: أشجار زيتون قلعها المستعمرون – اللبن الشرقية
يذكر أن صدمة المزارع صاحب الأرض كانت كبيرة عندما رأى أشجاره التي أمضى وقت طويل و هو يزرعها و يتابع نموها عام بعد عام وهو الآن ينتظر بفارغ الصبر موسم الزيتون الحالي ليجمع حبات الزيتون التي تعتبر مصدر عائلته المكونة من 12 فرداً، لكن حلمه تبدد فجاه عندما راى أشجاره قد تم تقطيعها بطريقة وحشية يندب لها الجبين.
يشار إلى أنها ليست المرة الأولى التي يتم الاعتداء عليها على الأشجار من قبل المستوطنين، بل تقرر هذا العمل عدة مرات من قبل المستوطنين من المستوطنات المجاورة خاصة مستوطنة ‘معاليه البون’ المحاورة حينما أقدموا في 22 من شهر تشرين اول من عام 2007م على تدمير ما يقارب 40 شجرة زيتون جنوب قرية اللبن، بالإضافة إلى غيرها من الحوادث التي تسبب بها المستوطنون.
قرية اللبن الشرقية:
تقع قرية اللبن الشرقية في الجهة الجنوبية الغربية من محافظة نابلس، على بعد 20 كيلومترا جنوب مدينة نابلس، وتعتبر القرية آخر القرى الجنوبية في محافظة نابلس، حيث تحيط بالقرية عدة تجمعات وقرى فلسطينية وهي: الساوية وقريوت وعمورية وياسوف وسنجل وعبوين وسلفيت واسكاكا.
تبلغ المساحة الإجمالية للقرية نحو 12075 دونما، منها 150 دونما عبارة عن المخطط الهيكلي للقرية، بالإضافة إلى وجود 240 دونما عبارة عن أراضي سهلية تزرع بالخضار والحبوب على مدار العام، و 700 دونم خاضعة بشكل مباشر للنشاط الاستعماري على أراضي القرية و 200 دونم دمرت تحت طريق رقم (60) وما تبقى من أراضي فهي مزروعة باللوزيات و الزيتون والتين ( المصدر: وحدة نظم المعلومات الجغرافية – مركز أبحاث الأراضي).
توجد في القرية حمولتين رئيسيتين وهما: عوايسه وضراغمة، حيث يبلغ المجموع العام للسكان الان حوالي 2900 نسمة وتبلغ نسبة البطالة في القرية قرابة 51% بسبب إجراءات الإغلاق والحصار ومصادرة الأراضي. ويذكر أن 14% من السكان فقط يعملون في الوظائف الحكومية والخاصة وما تبقى يعتمدون على الزراعة كمصدر أساسي للدخل لديهم (المصدر: المجلس القروي لقرية اللبن الشرقية)