الانتهاك: إتلاف 270 شجرة زيتون.
تاريخ الانتهاك: 20 شباط 2011.
الجهة المعتدية: البؤرة الاستيطانية ‘ياش ادم’ التابعة لمستوطنة ‘شيلو’.
الجهة المتضررة: عدد من المزارعين من قريتي قصرة ودوما.
تقديم:
تعتبر شجرة الزيتون منذ القدم رمزاً للخير والعطاء، حيث ظهر ذلك جلياً في مؤلفات ورسومات الشعوب القديمة التي تعاقبت على أرضنا الفلسطينية، وهي تعد إحدى الأنواع من الأشجار التي بوركت فيها هذه البلاد المقدسة، وتعتبر في الوقت ذاته إحدى المحاصيل الرئيسية في فلسطين والتي يزيد عددها عن عشرة ملايين شجرة مزروعة في مساحة تزيد عن 900 ألف دونم تشكل 50% من المساحة المزروعة وتحتل معظم المناطق الجبلية[1]، وتعتبر هذه الشجرة الأكثر انتشاراً بالمقارنة مع الأشجار المثمرة الأخرى حيث تشكل مساحة أكثر من 80% من مساحة الأشجار المثمرة.
إلا أنها في الوقت ذاته تعتبر خصماً حقيقياً للاحتلال وقطعان مستوطنيه، هؤلاء المستوطنون الذين لم يتركوا طريقة إلا واتبعوها لنشر الخراب والدمار في الأرض، فحتى شجرة الزيتون لم تسلم هي من اعتداءاتهم. لقد أدرك الاحتلال منذ اليوم الأول لاحتلاله الضفة الغربية أهمية تلك الشجرة بالنسبة للفلاح الفلسطيني بصفتها رمزاً للبقاء والخير والعطاء، فحاول المستوطنون تدمير ما يمكن تدميره من حقول الزيتون بشتى الطرق والوسائل، بالإضافة إلى الاعتداء على المزارعين لثنيهم عن ممارسة عملهم في حقولهم الزراعية من خلال إطلاق النار عليهم في أحيان كثيرة، فموسم الزيتون و الذي يمثل عرسا حقيقيا للمزارع الفلسطيني يعد الأكثر تصعيدا من قبل المستوطنين الذين يسعون إلى ضرب هذا الموسم بشتى الوسائل التي ترفضها الإنسانية و العقل البشري.
الانتهاك:
في 20 من شهر شباط 2011 شهد الريف الجنوبي من محافظة نابلس وقع كارثة جديدة خلفها الاحتلال وغلاة المستوطنين في المنطقة، فلقد أقدم مجموعة من مستوطني البؤرة الاستيطانية التي يدعي الاحتلال إخلائها ‘ ياش ادم’ والتابعة لمستوطنة ‘شيلو’ على تقطيع واقتلاع 270 شجرة زيتون، منها 200 شتلة زيتون بعمر سنة واحدة تم اقتلاعها بالإضافة إلى 70 شجرة زيتون يزيد عمرها عن 30 عاماً تم إتلافها ، حيث استخدم المستوطنون خلال العملية التي تمت تحت جنح الظلام أدوات حادة في تقطيع الأشجار باستعمال طرق وحشية.
يذكر أن الأشجار والاشتال المتضررة تعود ملكيتها إلى كل من المواطنين عبد الرزاق دوابشة ( 100 شتلة زيتون)، محمد دوابشة وشحادة دوابشة (70 شجرة زيتون)، وصابر دوابشة ( 100 شتلة زيتون).
مشاهد من قطع الأشجار في صور:
الصور 1-5
يشار إلى أن منطقة’ اللحف ‘ و ‘ الوادات’ و ‘ خلة عيسى’ والتي تتربع على مساحة تزيد عن 200 دونم من أراضي قريتي قصرة ودوما، والتي شهدت فيها أعمال تقطيع واقتلاع الأشجار مؤخراً تميزت خلال سنوات العشر الماضية بوقوع سلسلة اعتداءات منظمة فيها من قبل المستوطنين انطلاقاً من مستوطنة ‘شيلو’ التي ارتبط اسمها بالدمار والخراب في المنطقة، فلقد تم تسجيل العديد من حالات اقتلاع الأشجار وحرق المحاصيل والانتهاء بالاعتداء على المارة والمزارعين أثناء تواجدهم في المنطقة خلال الفترة الماضية.
يذكر أن الاحتلال أقدم في منتصف عام 2008م على إجراء تفكيك شكلي للبؤرة الاستيطانية ‘ ياش ادم’ وذلك بهدف خداع الرأي العام العالمي، إلا أن الزائر إلى تلك المنطقة يلمس حقيقة أن المستوطنين لا زالوا يتمسكون ويسيطرون على تلك المنطقة، بل صعّدوا من حمى مصادرة الأراضي فيها ومن وتيرة اعتداءاتهم اليومية بحق الأرض والإنسان الفلسطيني، حيث أن ما حدث مؤخراً من تقطيع للأشجار يعكس حقيقة الواقع الذي تمر فيه المنطقة ويكشف حقيقة تواطؤ شرطة وجيش الاحتلال مع المستوطنين والذين بدورهم وفروا الأمن والحماية للمستوطنين ليمارسوا عربدتهم في المنطقة.
يذكر أن مستوطنة ‘شيلو’ تأسست في أواخر السبعينات من القرن الماضي على أراض خربة سيلون جنوب قرية قريوت- (هذه الخربة الأثرية )، حيث استولت مستعمرة ‘شيلو’ على جميع هذه الآثار القديمة والعريقة حيث بنو في هذه الخربة البيوت واخذوا الأرض التي كانت من أفضل أراضي قريوت للزراعة حيث كان يعتمد عليها أهل القرية في زراعة الحبوب . ومع مرور الوقت والزمان بادت المستوطنة بالتوسع بشكل كبير لتصادر المئات من الدونمات الزراعية على أراض قرى جالود وقريوت وقصرة، حيث استغل المستوطنون أحداث انتفاضة الأقصى وصعود حكومة اليمين المتطرف في احتلال التلال إقامة البؤر العشوائية من بينها البؤرة الاستيطانية ‘ ياش ادم’.
هذه البؤر الاستيطانية التي كان لها الدور الكبير في السيطرة على معظم تلال المنطقة واعاثة الخراب في المنطقة وخاصة مناطق المراح ومنطقة عين مرة ومنطقة رأس مويس ومنطقة الصرارة والدفوف وجميع المناطق المجاورة للمستعمرة والبؤر الاستعمارية، حيث أن حكومات الاحتلال المتعاقبة لها الدور البارز في تطوير المنطقة ودعم النشاطات الاستيطانية فيها.
[1] المصدر: وزارة الزراعة الفلسطينية.