الانتهاك: إتلاف 36 شجرة زيتون مثمرة.
الموقع : منطقة أللحف من أراضي بلدة حوارة / محافظة نابلس.
تاريخ الانتهاك: التاسع من أيلول 2011.
الجهة المعتدية: مستوطنو مستوطنة ‘يتسهار’.
الجهة المتضررة: المزارعين يوسف خالد حامد و ضرار خالد حامد.
تقديم:
منذ احتلال الضفة الغربية عام 1967م، وقيام الاحتلال بسرقة مقدرات البلاد والاستيلاء على الأراضي الزراعية لصالح النشاطات الاستيطانية، أدرك الاحتلال أهمية شجرة الزيتون بالنسبة للفلاح الفلسطيني كونها مصدراً للدخل لديه وتعتبر أيضاً رمزاً للبقاء والتمسك بالأرض لذلك ومن هنا تعتبر شجرة الزيتون خصماً حقيقياً للاحتلال وقطعان مستوطنيه، هؤلاء المستوطنون الذين لم يتركوا طريقة إلا واتبعوها لنشر الخراب والدمار في الأرض، فحتى شجرة الزيتون لم تسلم هي من اعتداءاتهم.
فحاول المستوطنون على مدار سنوات الاحتلال تدمير ما يمكن تدميره من حقول الزيتون بشتى الطرق والوسائل، بالإضافة إلى الاعتداء على المزارعين لثنيهم عن ممارسة عملهم في حقولهم الزراعية من خلال إطلاق النار عليهم في أحيان كثيرة خاصة في مواسم الزيتون والذي يمثل عرساً حقيقياً للمزارع الفلسطيني يعد أيضاً الأكثر تصعيداً من قبل المستوطنين الذين يسعون إلى ضرب هذا الموسم بشتى الوسائل التي ترفضها الإنسانية والعقل البشري.
تفاصيل الانتهاك:
في ساعات المساء من يوم الخميس 9 أيلول 2011، وبعد مغادرة المزارعين لأراضيهم الزراعية في منطقة أللحف شمال غرب بلدة حوارة بعد يوم جهيد في الاعتناء بالأرض، أقدمت مجموعة حاقدة من مستوطني مستوطنة ‘يتسهار’ الواقعة في الجهة الشمالية للبلدة على تقطيع وتخريب بصورة جزئية 36 شجرة زيتون يقدر عمرها بنحو 30 عاماً من أراضي المزارعين في بلدة حوارة في المنطقة المعروفة باسم ‘ أللحف’ و التي تبعد عن مستوطنة ‘براخا’ قرابة 1كيلومتر، حيث تعود ملكية الأشجار المتضررة إلى كل من المزارع يوسف خالد حامد والمزارع ضرار خالد حامد من بلدة حوارة.
الصور 1-2: مواطن من عائلة حامد يتفقد أشجار الزيتون المقطوعة على يد المستعمرين اليهود – حوارة
‘ هم يقلعون ونحن نزرع’ بهذه الكلمات البسيطة تحدث بها المزارع يوسف خالد حامد (41) عاماً لباحث مركز أبحاث الأراضي بمرارة والذي أكد : ‘منذ فترة طويلة ونحن في مواجهة مع المستوطنين الذين يتربصون بنا، فمنذ فترة وهم يراقبون تحركاتنا في المنطقة وبمجرد تواجدنا في أرضنا يتعمد المستوطنين إخافتنا وأحياناً التحرش بنا لمنعنا من التواجد في أرضنا التي تقدر مساحتها بـ 8 دونم في منطقة أللحف، ففي موسم الزيتون الماضي تعرضنا لاعتداء من قبل المستوطنين أثناء موسم الزيتون والذين رشقونا بالحجارة أمام نظر شرطة الاحتلال التي لم تألو جهداً في منعهم من الاعتداء علينا، ورغم هذا استمر المستوطنون في اعتداءاتهم علينا، ولكننا مصرين على التواجد في أراضينا رغم عنهم لحمايتها من أطماعهم ومخططاتهم للاستيلاء عليها. فالأرض بالنسبة لي مثل الابن لا يمكن التفريط بها، وتواجدنا في أراضينا يغيظ هؤلاء المستوطنين الذين بدورهم قاموا مساء يوم الخميس بتقطيع أغصان أشجاري بواسطة أدوات حادة بهدف الانتقام مني ومنعي من دخول ارضي، ورغم هذا فأنا مصر على التواجد هنا وزراعتها من جديد، فهم يقلعون ونحن نعمر الأرض و نزرع’.
يشار إلى أن منطقة ‘ أللحف’ تشهد بين الفترة والأخرى استهدافاً ملحوظاً من قبل المستوطنين من اعتداء على المزارعين وسرقة ثمار الزيتون والانتهاء بحرق وتكسير الأشجار، حيث حاول المستوطنون مرات عديدة سرقة الأرض و صب بيوت متنقلة عليها إلا أن يقظة الأهالي حالت دون تنفيذ ذلك. حيث تعد منطقة أللحف كغيرها الكثير من الأراضي الزراعية الواقعة في الريف الجنوبي من مدينة نابلس والتي تشهد اعتداءات يومية من قبل مستوطني ‘يتسهار’ و’براخا’ الذين عاثوا في الأرض دماراً وخراباً كيف لا وهم ينفذون أجندة الاحتلال على الأرض من قتل وتدمير وحرق للمزروعات في صورة بشعة ترفضها الإنسانية قاطبة.
مستوطنة يتسهار:
أقيمت مستعمرة ‘يتسهار’ عام 1983 على أراضي المزارعين الفلسطينيين في قرى بورين وعصيرة القبلية جنوب غرب مدينة نابلس وذلك كنواة استعمارية صغيرة على التلال التابعة لتلك القرى، ومن ثم أخذت المستعمرة بالتوسع لتصادر عشرات الدونمات الزراعية من قرى بورين، عصيرة القبلية، عوريف، مادما، حوارة. وبلغت الحدود البلدية للمستعمرة حتى نهاية عام 2005 نحو 1223 من بينها 269 دونماً مسطحات بناء ( المصدر- مؤسسة سلام الشرق الأوسط – واشنطن). وتقع المستعمرة ضمن الحوض الطبيعي رقم (8) على أجزاء من قطع الأراضي المسماة (سلمان الفارسي، المرج، جبل الندى، خليل سلامة المهر) ويوجد في المكان الذي أقيمت على أراضيه المستعمرة مقام القائد المسلم سلمان الفارسي والجبل المحيط عرف بجبل سلمان الفارسي نسبة له.