الانتهاك: مستعمرون يتلفون ما يزيد عن 560 شجرة زيتون مثمرة.
الجهة المعتدية: مستوطنو مستوطنة ‘ معالية افرايم’.
الجهة المتضررة: 9 عائلات زراعية من قرية قصرة.
المكان: المنطقة المعروفة باسم شعب الخراب ومنطقة اللحف في قرية قصرة / محافظة نابلس.
تاريخ الانتهاك: 25 أيلول من عام 2011م.
تقديم:
تعتبر شجرة الزيتون منذ الأزل رمز للعطاء والخير، وارتبط اسمها عند الشعب الفلسطيني بالانتماء إلى الأرض والعطاء، فقد تم ذكرها في القرآن الكريم كشجرة مقدسة تستمد قدسيتها من عظمة الله الذي خص بلادنا بتلك الشجرة المعطاءة. لقد أدرك الاحتلال أهمية تلك الشجرة عند الشعب الفلسطيني لذلك سخر كافة إمكانياته في قطع التواصل ما بين المزارع الفلسطيني وأرضه عبر مصادرة الأرض وحرق الزيتون، بل تعدى الأمر إلى سرقة أشجار الزيتون ونقلها إلى داخل المستوطنات وداخل الخط الأخضر لإعادة زراعتها من هناك في خطوة تندرج تحت ما يسمى بسرقة التراث العربي ونسبه إلى هؤلاء المتطرفين الحاقدين.
الانتهاك:
يذكر أن المستوطنين بدأ عندهم موسم الاعتداءات بحق شجرة الزيتون خلال موسم قطاف الزيتون مبكراً هذا العام، ففي ساعات المساء من يوم الأحد 25 أيلول أقدمت مجموعة حاقدة من المستوطنين على مداهمة الأراضي الزراعية في الجهة الجنوبية الشرقية من قرية قصرة والمعروفة باسم شعب الخراب ومنطقة اللحف، حيث استغلوا ساعات المساء في نشر وتخريب 250 شجرة زيتون مثمرة بعمر 30 عاماً بواسطة نشرها باستخدام الآلات الحادة، بالإضافة إلى اقتلاع ما يقارب 310 غرسة زيتون بعمر سنتين في نفس المنطقة ومن ثم إتلافها بالكامل.
تجدر الإشارة إلى أن الطريقة التي تعامل معها المستوطنون مع شجرة الزيتون تدل على مدى الحقد الدفين الذين يكنه هؤلاء المتطرفين لتلك الشجرة المباركة، فلم يكتفي المستوطنين بنشر أغصان الأشجار بل إتلافها بالكامل عبر تكسير فروع الأغصان بالكامل بصورة لا يقبلها عقل إنسان. يشار إلى أن الأشجار المتضررة تعود في ملكيتها إلى كل من: صابر عبد الهادي حسن (250 شجرة)، وزياد هلال عودة (80 شجرة) بعمر سنتين، وأيمن يوسف عودة (30 شجرة) بعمر سنتين، وعبد حسن بدران ( 30) بعمر سنتين وهو جد الشهيد عصام بدران، وعوض عبد الرازق (40) شجرة بعمر سنتين، وإسماعيل رزق (30) بعمر سنتين، وصقر شحادة (40) بعمر سنتين، وجمعة عبد المجيد (30) بعمر سنتين، وعماد بدري (30) بعمر سنتين وجميعهم من قرية قصرة.
الصور 1-4: مشاهد من الدمار الذي حلّ بشجرة الزيتون في قصرة
يشار إلى أن منطقة شعب الخراب ومنطقة اللحف تعد من أكثر المناطق التي تشهد اعتداءات من قبل المستوطنين المتطرفين على أراض قصرة التي صادر الاحتلال منها مساحات واسعة لصالح توسعة الاستيطان. فخلال السنوات الماضية التي تلت انتفاضة الأقصى تم تسجيل عشرات الاعتداءات بحق المزارعين في منطقة اللحف وذلك أثناء موسم الزيتون حيث طالت تلك الاعتداءات الاعتداء الجسدي على المزارعين وحرمانهم من الوصول إلى أراضيهم الزراعية تحت حراسة وحماية جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي يوفر الحماية للمستوطنين أثناء اعتداءاتهم المتكررة هناك. بالإضافة إلى سرقة ثمار الزيتون كما حصل في موسم الزيتون الماضي عام 2010م، كذلك حرق الأراضي الزراعية وتكسير الأشجار حيث تكررت تلك العملية أكثر من مره خلال العام الحالي.
معلومات عامة عن قرية قصرة:
تقع هذه القرية إلى الجنوب الشرقي من مدينة نابلس وعلى بعد 18كم، وتتبع إدارياً لمجلس قروي قصرة، تقع إلى الجنوب من قرية عقربا، وبلغ مسطح البناء 776 دونماً حيث أن هذه المساحة لا تكفي لمواكبة التمدد العمراني في القرية تلبية للزيادة الطبيعية مما دفع كثير من السكان إلى التوسع ضمن المنطقة C من اتفاق أوسلو، في حين بلغ مجموع مساحة أراضيها 9,878 دونماً، تحيط بأراضيها قرى مجدل بني فاضل، جالود، تلفيت، حيث يبلغ عدد سكان قرية قصره حتى عام 2007م قرابة 4377 نسمة.
تجدر الإشارة إلى انه في عام 1982م شهدت قرية قصرة وقرية جوريش المجاورة حملة مصادرة أراضي من أراضي القريتين تمهيداً لتأسيس مستعمرة ‘مجدوليم’ والتي توسعت على حساب أراضي قرية قصرة بشكل سريع وعلى حوض 1 موقع الرزة وموقع الفتر، لتصبح مساحتها الإجمالية 170.6 دونماً وعدد المستعمرين بها 152 مستعمراً.
يشار إلى أن مستعمرة ‘مجدوليم’ تعتبر مصدر تهديد حقيقي لحياة وأراضي المواطنين في قرية قصرة من خلال مصادرة أراضيهم الزراعية، حيث أقدم المستعمرون خلال صيف 2008 على تجريف أراضي المواطنين في قرية قصرة في منطقة الوعار وخلة عتاب وأبو جربة تمهيداً لزراعتها والاستيلاء عليها، علماً أن هذا الإجراء من قبل المستعمرين لا يعتبر المرة الأولى بل تكرر أكثر من مرة خلال الأعوام الماضية في نفس المكان، كذلك المستعمرين في مستعمرة ‘مجدوليم’ لا يتوانون بين الفترة والأخرى على مهاجمة المزارعين ورعاة الماشية في قرية قصرة، حيت تم تسجيل عدد كبير من حالات الاعتداء على مزارعين وخاصة خلال موسم الزيتون من قبل هؤلاء المستعمرين.
من جهة أخرى، تعاني قرية قصرة من تزايد حملة إخطار المنشآت السكنية والزراعية بالقرية بالهدم أو وقف البناء على حساب أهالي القرية، حيث انه يوجد في قرية قصرة قرابة 15 منشأه سكنية وزراعية مخطرة بالهدم أو وقف البناء من بينها شارع القرية، مما يهدد ذلك وجود المزارعين في تلك المنطقة.