الانتهاك: هدم منزل اسرة
الموقع: الجفتلك/محافظة أريحا
الجهة المعتدية: الإدارة المدنية التابعة الاسرائيلية
الجهة المتضررة: اسرة السيدة داليا أبو عبيلة
تفاصيل الانتهاك:
اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي قرية الجفتلك، شمال مدينة اريحا، مصحوبة بجرافات عسكرية وفرق متخصصة بهدف اخلاء منزل فلسطيني بالقوة القسرية، وشرعت بهدم منزل عائلة أبو عبيلة بعد أربعة أشهر من تسليمهم بلاغًا بهدم المنزل والذي تبلغ مساحته 120 مترًا مربعًا والمبني من الطوب منذ عام 2011، حيث كان يقطن المنزل عائلة مكونة من 7 أفراد، ثلاثة ذكور وأربع إناث.
وقبل عام من هدم المنزل، داهمت قوات الاحتلال الإسرائيلي منزل العائلة وقامت بتحطيم جزء كبير منه وتخريب محتوياته، وهو ما كان بمثابة مقدمة لهدم المنزل بشكل كامل.
تم تنفيذ عملية الهدم في ظل ظروف قاسية، حيث كان الأب السيد احمد أبو عبيلة في تلك الاثناء معتقلا لدى الاحتلال، والأم تعمل في احدى المزارع لتأمين قوت العائلة، والأطفال لوحدهم في المنزل يواجهون وحشية الجرافات وهي تدمّر مأواهم الوحيد.
وقد أُجبِرت قوات الجيش الاسرائيلي الأطفال على مغادرة منزلهم وهم يشاهدون كيف يقوم العمال بإخراج أثاثهم وممتلكاتهم ورميها في العراء، وفي الوقت نفسه، قام عمال آخرون بقطع التيار الكهربائي عن المنزل، استعدادًا لعملية الهدم والتي تمت بعد ذلك امام اعين أطفال العائلة.
هذا وقد زعمت سلطات الاحتلال أن سبب الهدم هو “البناء دون ترخيص”، وهي ذريعة تستخدمها بشكل روتيني لتبرير عمليات الهدم، رغم الصعوبات التي يواجها الفلسطينيون في الحصول على تراخيص البناء في المناطق المصنفة “ج”.
رسم توضيحي 1اثناء عملية هدم منزل اسرة داليا ابو عبيلة – الجفتلك
كما تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي حملتها على قرية الجفتلك، حيث هدمت أربعة منازل مأهولة تتراوح مساحة كل منهما ما بين 120-150م وتم تشريد العائلات الفلسطينية من منازلهم بنفس الطريقة حيث تواجه العائلات جميعا صعوبات كبيرة في تأمين مأوى بديل، بسبب منع الاحتلال البناء في المنطقة. وفي سياق التوسع الاستيطاني، قام مستوطنون بتجريف نحو 100 دونم من الأراضي الحكومية بالقرب من مقبرة القرية، بهدف الاستيلاء عليها وزراعتها رغم انها اراضي حكومية.
وقد صرّحت السيدة دالية أبو عبيلة زوجة السيد أحمد بأن عائلتها تواجه صعوبات كبيرة في تأمين مأوى بديل بعد هدم منزلهم، حيث تبدلت أحوال اسرة داليا كثيرا وللأسوأ في ظل عدم توفر مكان بديل مناسب للأسرة حيث تقيم حاليا في بيت والد زوجها والذي هو أساسا لا يتسع لسكانه فكيف عندما يزيد العدد أيضا سبعة افراد اخرين ولكن لا يوجد بديل. أصبحت الاسرة في ضيق جديد حيث ازداد العبء الاقتصادي على الاسرة في تامين الاحتياجات الأساسية فقلة الدخل تزيد الامر صعوبة، وتتركز المعاناة على الاناث بشكل خاص فوجود أربع اناث في الاسرة في مكان غير مناسب يشكل قيود على حريتهن الشخصية فالمساحة الاجتماعية لهن في المسكن غير كافية ويحد ذلك من حريتهن في العيش والتنقل والدراسة والمأوى وغيره من سبل الحياة.
وأكدت السيدة داليا أن الاحتلال يمنع أي نوع من البناء في منطقة الجفتلك، وأضافت ان ذلك لن يثني عزيمتنا واصرارنا على البقاء والتحدي في وجه المحتل.
وقد أكدت الجهات الرسمية الفلسطينية، أن قرية الجفتلك تتعرض لحملة هدم ممنهجة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، وان الاحتلال “واهم” إذا اعتقد انّه بهدمه لمنازل المواطنين وتهجيرهم من أراضيهم، سيضعف من عزيمتهم، بل على العكس، سيزيد ذلك من تمسكهم بأرضهم وثباتهم فيها، مع الإشارة الى ان الحظر على البناء هو جزء من سياسة ممنهجة تهدف إلى تهجير الفلسطينيين وفرض سيطرة إسرائيلية على المنطقة.
قرية الجفتلك
هي إحدى قرى محافظة أريحا، وتقع شمال مدينة أريحا، يحدها من الشرق نهر الأردن، ومن الشمال قرية مرج الغزال وأراضي محافظة طوباس، ومن الغرب قرى شرق محافظة نابلس مثل، دوما، مجدل بني فاضل وعقربة، ومن الجنوب قرية فصايل. وتبلغ مساحة الجفتلك السكنية 972 دونماً، وهي من أكبر القرى الفلسطينية في الأغوار، بينما يبلغ عدد سكانها حوالي 4 آلاف نسمة، نسبة الاناث فيها هي 50%، ونسبة الذكور 50%. وهي منطقة مصنفة “ج”، بمعنى أنها خاضعة لسيطرة مدنية وإدارية وأمنية إسرائيلية، بموجب اتفاقية أوسلو.
******************************************
:تم اعداد الحالة الدراسية من ضمن مشروع
“تحديد وتشخيص سبل عيش المرأة الريفية الفلسطينية وتمكينها اقتصاديًا في المنطقة (ج)”
تنفيذ: معهد الأبحاث التطبيقية – القدس (أريج)
اعداد:
معهد الابحاث التطبيقية – القدس ( أريج)