تفصيل الانتهاكات الإسرائيلية خلال العام 2023 … التقرير الكامل
مقدمة،
في العادة، يعتبر عيد الميلاد المجيد وقتًا للاحتفال حيث يحمل رسائل الأمل والفرح للعالم بشكل عام. ومع ذلك، هذا ليس الحال هنا في فلسطين المحتلة، حيث تظهر الصور والتقارير القادمة من قطاع غزة المحاصر دمارًا هائلًا وجرائم قتل جماعية ارتكبها الطيران الحربي الإسرائيلي. في حين، فشل المجتمع الدولي في وقف الحرب الإسرائيلية المسعورة على قطاع غزة، ولم يتمكن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة من إصدار قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار بسبب الفيتو الأمريكي. وحتى الآن، قُتل أكثر من 21,300 فلسطيني، بما في ذلك أكثر من 8,800 طفل و6,300 امرأة، وأكثر من 20 ألفًا لا يزالون مفقودين تحت أنقاض منازلهم التي قصفتها الطائرات الحربية الإسرائيلية هذا بالإضافة الى ما يزيد عن 55,000 جريحا. كما طالت الحرب الإسرائيلية البنية التحتية في القطاع الامر الذي أدى الى تدمير أكثر من 355,000 ألف وحدة سكنية، منها 65,000 وحدة سكنية مدمرة بالكامل أو لا تصلح للسكن وأكثر من 290,000 وحدة مدمرة جزئيا.
وتصل المساعدات الإنسانية بصعوبة إلى قطاع غزة المحاصر بسبب الإجراءات الأمنية الإسرائيلية المشددة على دخول هذه المساعدات في محاولة منها لاستغلال الوضع الإنساني للضغط على الوضع السياسي في القطاع. كما يتم تهجير نحو 2 مليون غزي إلى جنوب قطاع غزة بشكل قسري، حيث يعيشون في خيام تحت ظروف قاسية للغاية بعد أن دمرت منازلهم بالكامل بسبب القصف الإسرائيلي الهمجي حيث فقد 308 ألف أسرة فلسطينية منازلها جراء القصف الاسرائيلي. كما تعرضت مستشفيات قطاع غزة وكذلك المدارس والمساجد والكنائس والمقرات الحكومية والمباني العامة والشوارع ومحطات تحلية المياه ومحطات الصرف الصحي للاستهداف الإسرائيلي المباشر.
وتستهدف دولة الاحتلال الإسرائيلي أيضا البنية التحتية في قطاع غزة بفضل تزويد الولايات المتحدة الامريكية المستمر بالأسلحة والذخائر، مما يجعل الولايات المتحدة شريكًا في جريمة الإبادة التي ترتكبها دولة الاحتلال في قطاع غزة المحاصر. أما عن الضفة الغربية المحتلة، فقد زادت إسرائيل من عدد الحواجز العسكرية على الطرقات ومداخل البلدات والقرى الفلسطينية وفصلت بين المحافظات الفلسطينية وحولت الضفة الغربية إلى أكثر من 35 معزلا. كما زادت وتيرة هجمات المستوطنين الإسرائيليين تجاه المدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم ووصلت إلى ذروتها في العام 2023, الى ما يزيد عن 2000 انتهاكا بحق كل ما هو فلسطيني بارتفاع غير مسبوق عن الأعوام السابقة. كما أعلنت حكومة الاحتلال الإسرائيلي بوضوح أنه لا توجد مناطق “ا” و “ب” في الضفة الغربية، وبذلك تكون قد قضت على اتفاقيات أوسلو. كما أعلنت الحكومة الإسرائيلية أنها تعتزم القضاء على حركة حماس، ولكن التاريخ أثبت أن القضاء على الأيديولوجيات أمر مستحيل. وأعلنت الحكومة الإسرائيلية أيضا أنها تعتزم الحفاظ على الأمن في قطاع غزة، مما يعني استمرار احتلال قطاع غزة، في حين تشير اتفاقيات أوسلو وبكل بوضوح (اتفاقية اعلان المبادئ -حول ترتيبات الحكومة الذاتية الفلسطينية في الثالث عشر من شهر أيلول من العام 1993) وتحديدا البند الرابع منها، على انه ” يعتبر الطرفان الضفة الغربية وقطاع غزة وحدة جغرافية واحدة، يجب المحافظة على وحدتها وسلامتها خلال الفترة الانتقالية”.
ان تصريحات المسؤولين الإسرائيليين تثير الرعب حيث انها تكشف عن دعوة غير مسبوقة للانتقام والثأر، ووصف الفلسطينيين بأنهم كحيوانات. حيث يُنظر إلى موت المدنيين الأبرياء الفلسطينيين على أنه ضرر جانبي. وتحت القصف الإسرائيلي المستمر على مدار 24 ساعة في القطاع، يُجبر الغزيين على دفن الموتى في مقابر جماعية أينما استطاعوا. فيما يتوافد الزعماء الغربيون لزيارة إسرائيل وتقديم الدعم عملياتها، في حين يتظاهر معظم سكان العالم ضد استمرار العدوان الإسرائيلي على القطاع، داعين إلى وقف فوري لإطلاق النار. كما يستمر الزعماء الغربيون في إصدار تصريحاتهم العير جدية حول حل النزاع من خلال حل الدولتين، لكن على أرض الواقع لا يتم اتخاذ خطوات فعلية نحو تحقيق هذا الحل. فمنذ السابع من شهر تشرين الأول من العام 2023, قامت إسرائيل بمنع دخول العمال الفلسطينيين إلى إسرائيل، وبالتالي حرمان أكثر من 200,000 عامل فلسطيني من كسب رزقهم. في بيت لحم، مدينة الميلاد, انهار قطاع السياحة بالكامل، مما أضاف 15,000 فلسطيني يعملون في هذا القطاع الى عدد العاطلين عن العمل. كما اعتقلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 4,000 فلسطيني منذ بدء حربها على قطاع غزة، مع تقارير عن وفاة عدة سجناء فلسطينيين بسبب التعذيب الاسرائيلي. وفي ظل هذه الظروف، يعمل معهد الأبحاث التطبيقية -القدس (أريج) على محاولة إشعال أكبر عدد ممكن من الشموع في ظلام الواقع المفروض عليه.
وفي ظل استمرار الحرب الإسرائيلية المسعورة على قطاع غزة المحاصر، لا تسلم الضفة الغربية المحتلة أيضا من اعتداءات جيش الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه والتي باتت تشكل كابوسا للفلسطينيين وخاصة أن هذه الاعتداءات التي تسجّل يوميًّا هي اعتداءات عنف ضدّ المواطنين الفلسطينيّين بجميع اشكالها من ضرب وقتل واطلاق نار واعتداء بالأدوات الحادة هذا بالإضافة الى عمليات الترهيب وتدمير الممتلكات وسرقة الأراضي وأيضا الاعتداء المتعمد على الأشجار الفلسطينية (وخاصة الزيتون) وكأنها فعلا أصبحت سياسة ممنهجة ينفذها المستوطنون كل عام. فيما يلي تفصيل للانتهاكات الإسرائيلية خلال العام 2023
اعداد: