انتهاك للسيادة الاردنية وتعزيز السيطرة على الاراضي الفلسطينية وترسيخ الحدود
أعلن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي في الثالث من شهر أيلول من العام 2023 عن قراره بناء سياج أمني على طول الحدود الشرقية مع المملكة الأردنية الهاشمية بذريعة “ردع المهاجرين وطالبي اللجوء” من العبور الى دولة الاحتلال دون تصاريح. وجاء إعلان نتنياهو عقب اجتماع المجلس الوزاري الإسرائيلي الذي تم فيه مناقشة الإجراءات التي سيتم اتخاذها من قبل دولة الاحتلال بحق المهاجرين الإريتريين الذين قاموا بحسب ما وصفته دولة الاحتلال “بأعمال شغب” قبل يوم واحد من انعقاد الاجتماع الوزاري.
ويرى الفلسطينيين أنفسهم يدفعون ثمن القرارات الإسرائيلية بحق احتجاجات المهاجرين الاريتريين، اذ ان الجدار الذي تنوي دولة الاحتلال الإسرائيلي بناءه على الحدود الشرقية مع الأردن، هو بمثابة فرض المزيد من الحقائق المريرة على الأرض الفلسطينية وسوف تكون له تبعيات خطيرة على جميع الاصعدة.
ان الحدود الوحيدة لدولة الاحتلال الإسرائيلي مع المملكة الأردنية الهاشمية هي من الشمال والجنوب وليس لدولة الاحتلال الاسرائيلي اية حدود شرقية مع أي دولة أخرى. كما أن الأراضي التي تنوي دولة الاحتلال الإسرائيلي بناء الجدار عليها هي أراضي احتلتها بشكل غير قانوني واحادي الجانب في العام 1967 وما زلت تفرض سيطرتها عليها حتى يومنا هذا وتعزز الاستيلاء عليها من خلال البناء الغير قانوني للمستوطنات (عددها 201) والبؤر الإسرائيلية (عددها 243) وشق الطرق الالتفافية (أكثر من 980 كم ) وتخصيص مساحات شاسعة من الأراضي الفلسطينية كمناطق أمنية (مناطق عسكرية مغلقة ومناطق اطلاق نار ومناطق الغام) ومناطق محميات طبيعية (704 كم مربع) ومناطق صناعية (23 مستوطنة صناعية إسرائيلية قائمة و 35 أخرى مخطط اقامتها) ومناطق سيادة ونفوذ (تشكل 9.6% من مساحة الضفة الغربية المحتلة) غيرها من المسميات الواهية الاسرائيلية.
ان المجتمع الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة، لا يعترف بسيادة دولة الاحتلال الإسرائيلي على الأراضي التي احتلتها في العام 1967. وبالتالي، ليس لدى دولة الاحتلال الإسرائيلي الحق في التصرف في هذه الأراضي بالطريقة التي تريدها دون موافقة دولية الامر الذي يزيد من التوتر السياسي في المنطقة. وعليه:-
- فان أي ترسيم للحدود على الحدود الشرقية مع المملكة الأردنية الهاشمية يجب أن يتم بالتنسيق مع السلطة الوطنية الفلسطينية والمملكة الأردنية الهاشمية بصفتهما الجهتين الرئيسيتين المعنية بتلك المناطق.
- يعتبر بناء جدار إسرائيلي على الحدود الشرقية من الضفة الغربية المحتلة، بين دولة الاحتلال الاسرائيلي والمملكة الأردنية الهاشمية، انتهاكًا للسيادة الأردنية والسلطة الفلسطينية[1] اذ أن القرار الصادر جاء دون موافقة كلا من الحكومة الأردنية والسلطة الفلسطينية، وأيضا اعتداءًا على الموارد الطبيعية في المنطقة.
- يعتبر بناء الجدار على الحدود الشرقية من الضفة الغربية المحتلة استمرارًا للاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية ويقوض فرص تحقيق حل سلمي بين الفلسطينيين والإسرائيليين وبالتالي مزيدا من العنف والتوتر في المنطقة.
- ان عملية بناء الجدار الإسرائيلي على الحدود الشرقية مع المملكة الأردنية الهاشمية يعكس نية دول الاحتلال الاسرائيلي في ترسيخ سيطرتها على الأراضي في تلك المنطقة الامر الذي سوف يؤدي إلى زيادة التوترات بين دولة الاحتلال الاسرائيلي والمملكة الأردنية الهاشمية وفلسطين.
- ان بناء جدار إسرائيلي على الحدود الشرقية مع المملكة الأردنية الهاشمية سوف ينعكس سلبا وخطيرا على الاقتصاد في المنطقة اذ قد يعمل على إعاقة حركة التجارة والتبادل التجاري بين دولة الاحتلال الإسرائيلي والأردن والجانب مما قد يؤدي ذلك إلى زيادة تكاليف الشحن وتأخيرات في نقل البضائع.
- ان بناء الجدار على الحدود الشرقية مع الأردن سوف يكون له أثر على سير المشاريع الاقتصادية في المنطقة ما بين دول الجوار وبالتالي تراجع النشاط الاقتصادي.
- سوف يؤثر بناء الجدار على الحركة السياحية في المنطقة اذ قد يقلل من جاذبيتها السياحية ويؤدي إلى انخفاض في عدد السياح الوافدين.
- سوف يؤثر بناء الجدار على الحدود الشرقية مع الأردن على البيئة والحياة البرية اذ من الممكن أن يعرقل ديناميكية الحياة البرية ويؤدي إلى تغييرات في مكونات النظام البيئي.
- يعتبر نهر الأردن والبحر الميت من أهم المصادر المائية في منطقة الشرق الأوسط (فلسطين، الأردن ودولة الاحتلال)، ولكن، قرار حكومة الاحتلال الإسرائيلي ببناء جدار على الحدود الشرقية للضفة الغربية قد يؤثر بشكل كبير أو حتى يمنع حق الفلسطينيين من الوصول إلى هذه المصادر المائية الحيوية.
- ان بناء الجدار على الحدود الشرقية من الضفة الغربية المحتلة سيؤثر على حركة الجريان السطحي لمياه الامطار وتصريفها اذ قد يؤدي إلى تراكم مياه الامطار في مناطق معينة وتوقفها عن الوصول إلى مناطق أخرى والذي بدوره سوف يتسبب في فيضانات في بعض المناطق وجفاف في مناطق أخرى.
- ان بناء الجدار الإسرائيلي سوف يؤثر على الخزانات المائية الجوفية في فلسطين، اذ يمكن أن يؤدي إلى تدني مستوى المياه في الخزانات المائية الجوفية بسبب تغييرات في جريان وتصريف المياه وبالتالي سيشكل تهديدًا كبيرًا على الامن المائي.
- لبناء الجدار أيضا عواقب سلبية على المناخ والبيئة، اذ سوف يعمل على زيادة التصحر والتغير المناخي بسبب تأثيره على حركة المياه وفقدان التوازن في تدفق المياه والذي بدوره سوف يساهم في تدهور البيئة وتقليل القدرة على مواجهة التحديات البيئية.
هذا وجاء خطاب نتنياهو حول “السلام” الذي القاه في الجمعية العامة للأمم المتحدة في الثاني والعشرين من شهر أيلول من العام 2023 ليؤكد على ما تخطط اليه دولة الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة الا وهو الضم الفعلي والكامل للأراضي الفلسطينية لحدود دولة الاحتلال حين قام بعرض خريطة تمثل ما أطلق عليه بـ «الشرق الأوسط الجديد» حيث تظهر فيها دولة الاحتلال الإسرائيلي تمتد على كامل الأرض, من النهر إلى البحر, دون الإشارة للأراضي الفلسطينية التي احتلتها إسرائيل بشكل غير قانوني و احادي الجانب في العام 1967 وهو يعتبر بمثابة نفي لوجود دولة فلسطين وإنكار لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته في الوقت الذي يرسخ فيه نتنياهو أطول احتلال عسكري مستمر حتى يومنا هذا.
نتنياهو في الجمعية العامة للأمم المتحدة – أيلول 2023
المصدر: عربي 21
[1] هذه الأراضي تعتبر جزءًا من الضفة الغربية والأراضي الفلسطينية وهي أراضي محتلة.
اعداد:
معهد الابحاث التطبيقية – القدس ( أريج)