يعرب معهد الأبحاث التطبيقية – القدس (أريج) عن تخوفه من انعكاس أثار الأزمة الروسية-الأوكرانية على الفلسطينيين حيث يزداد أعداد اللاجئين الأوكرانيين الذين يغادرون أوكرانيا يوميا بسبب الحرب. وفي حين ان غالبية اللاجئين الاوكرانيين يتوجهون إلى دول الاتحاد الأوروبي، فإن دولة الاحتلال الإسرائيلي فتحت أبوابها لاستضافة اليهود الأوكرانيين، حيث تتوقع حكومة الاحتلال الإسرائيلي قدوم 110 ألف لاجئ أوكراني يهودي الى المنطقة. وفي الأيام الثلاث الأخيرة، وصل عدد منهم الى دولة الاحتلال وتم استيعابهم في احدى المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة, وبالتحديد في مستوطنة ريفافا الإسرائيلية المقامة على أراضي محافظة سلفيت (صحيفة يديعوت احرونوت,2022). وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي، نفتالي بينيت، قد صرح في وقت سابق “بأن على إسرائيل التزامًا أخلاقيًا بالوساطة بين أوكرانيا وروسيا. وبطبيعة الحال، ستركز إسرائيل على اللاجئين اليهود. تأسست إسرائيل كدولة هي أكثر الأماكن أمانًا في العالم لليهود. هذا هو جوهر هدفها؛ لذلك سنركز على هذا بالطبع“. وبهذا الصدد، كشفت المنظمة الصهيونية العالمية (WZO) في السادس والعشرين من شهر شباط الماضي (شباط 2022) عن مخطط طوارئ لبناء حوالي 1000 مبنا جديدا في جميع أنحاء المناطق الريفية في دول الاحتلال الإسرائيلي لاستيعاب المهاجرين الجدد من أوكرانيا. وبحسب المخطط، ستقام المباني على الحدود الشمالية في مرتفعات الجولان والنقب وعرفا ووادي الينابيع وغور الأردن. (جيروساليم بوست 2022).
وكانت وزارة الهجرة والاستيعاب الاسرائيلية قد أعلنت في السادس من شهر اذار من العام 2022 أنه سيتم منح المهاجرين الجدد القادمين من أوكرانيا وضعًا خاصًا يمكنهم من الحصول على دفعة لمرة واحدة من الدولة تبلغ حوالي 6000 شيكل جديد لكل مهاجر (حوالي 1800 دولار)، 11000 شيكل (3350 دولارًا) للزوجين وما حولهما، و15000 شيكل (4580 دولار) للأسرة. هذا بالإضافة إلى المزايا التي سوف تقدمها الوزارة خلال الأشهر الستة الأولى لأي مهاجر يصل إلى إسرائيل، والتي تبلغ حوالي 19000 شيكل (5800 دولار) للفرد و36000 شيكل (10995 دولار) للعائلة. (تايمز أوف إسرائيل, 2022).
تجدر الإشارة الى أن العديد من وسائل التواصل الاجتماعي انتقدت الحكومة الإسرائيلية لعنصريتها وتمييزها ضد غير اليهود واعادة اللاجئين الأوكرانيين من غير اليهود. (تايمز أوف اسرائيل, 2022).
وفي حين، فتحت محكمة الجنايات الدولية ملف تهجير الأوكرانيين باعتباره جريمة حرب واستجابة المحكمة السريعة للطلب الأوكراني فإن على محكمة الجنايات الدولية أن تعمل على منع المهاجرين الأوكرانيين اليهود من الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة والذي يعتبر جريمة حرب. كما أن استقدام 110 الاف أوكراني يهودي للاستيطان سيدفع عدد المستوطنين إلى أكثر من مليون مستوطن وينسف حل الدولتين الذي أقرته الشرعية الدولية.
ويستذكر المعهد أنه بعد انحلال الاتحاد السوفياتي عام 1991, أدى إلى استقدام 350 ألف يهودي روسي حيث قامت الولايات المتحدة الأميركية بتوفير ضمانة قروض لإسرائيل بمبلغ 9 بليون دولار لاستيعابهم وكان هذا ثمن إقناع رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك, اسحق شامير, بقبول المشاركة في مؤتمر مدريد السلام.
اعداد: معهد الابحاث التطبيقية – القدس
(أريج)