الانتهاك: زراعة أراضي المواطنين بأشتال العنب.
تاريخ الانتهاك: آب 2021م.
الموقع: العين البيضا – بلدة يطا/ محافظة الخليل.
الجهة المعتدية: مستعمرة “ماعون” الإسرائيلية.
الجهة المتضررة: مواطنون من بلدة يطا.
التفاصيل:
باشر المستعمرون بزراعة أراضي المواطنين المُستولى عليها في منطقة ” عين البيضا” شرق يطا بمحافظة الخليل، بأشتال العنب، وتسييجها ومنع الدخول إليها، حيث أقاموا مزرعة جديدة على أراضي المواطنين.
وتعود بدايات الاستيلاء على أراضي المواطنين في تلك المنطقة، مطلع شهر آذار 2021م، حين قام مستعمرون بجلب آليات قامت بالحفر في أراضي المواطنين الواقعة مقابل مستعمرة “ماعون”، وبمحاذاة الشارع الاستيطاني ” 317″ من الجهة الغربية.
وحين حاول المواطنون مالكو الأراضي اعتراضهم أخبرهم المستعمرون بأنهم قد استأجروا هذه الأراضي من ” حارس أملاك الدولة” أي أن هذه الأراضي قد صودرت من مالكيها وآلت ملكيتها لدولة الاحتلال وأصبحت تسمى ” أراضي دولة” لذلك قام المستعمرون باستئجار جزء منها.
لم يتضح في حينها ماذا ينوي المستعمرون القيام به في تلك الأراضي، وأقام المواطنون الفعاليات الاحتجاجية الشعبية الرافضة للاعتداء على أراضيهم، وكانت قوات الاحتلال وشرطتها تقوم بقمع المشاركين وإعلان المنطقة مغلقة عسكرياً.
ترافق ذلك – في شهر آذار- قيام الاحتلال بنشر إعلان مفاده بأن ما يسمى بلجنة الخط الأزرق المسؤولة عن تعديل وتثبيت حدود أراضي الدولة قد عاينت ومسحت تلك الأراضي، وبالتالي أصبح جزء من الأراضي الواقعة في موقع ” أم الخير” في حوض طبيعي رقم (2) أراضي دولة، وقد أشارت الخرائط المرفقة بالإعلان إلى أن الأراضي التي يتم العمل فيها تعتبر من الأراضي التي مُسحت وقد ” أكدت لجنة الخط الأزرق ذلك” أي أنها آلت أيلولة كاملة ” للدولة”.
وعلى الصعيد القانوني، تقدم المواطنون بعدة شكاوى لدى شرطة الاحتلال حول اعتداء المستعمرين على أراضيهم، وقاموا بتوكيل المحامين ورفع قضية لدى أعلى هيئة قانونية في دولة الاحتلال ( المحكمة العليا) التي أصدرت حكماً مؤقت بوقف العمل في الأراضي لمدة 3 أيام، وما انتهت تلك المدة حتى عادت آليات المستعمرين وبكل قوة للعمل في أراضي المواطنين المستهدفة، مستندين على قرار المحكمة العليا التي منحت ” الشرعية” لأعمال المستعمرين.
فقد جلب المستعمرون جرافات وحفارات ضخمة، وباتوا يعملون ليل نهار، دون معرفة ما الذي ينوون إقامته في تلك الأراضي، بعد أن طالت عمليات التجريف ما يقارب ( 100 دونماً)، حيث كان من المتوقع أن تُقام مستعمرة أو بؤرة جديدة على تلك الأراضي.
لكن المستعمرون في شهر حزيران قاموا بجلب كميات من التراب الأحمر والسماد العضوي ووضعه في تلك الأراضي، فبات يتضح شيئأ فشيئاً بأنهم ينوون إقامة مزرعة أو بستان أو حديقة في تلك المنطقة.
توالت الأيام وفي شهر آب قام المستعمرون بجلب خزانات مياه ضخمة للموقع، ومدوا شبكات ري أرضية، وعملوا على تسييج الأراضي التي تم تهيئتها للزراعة، وقاموا بزراعتها بأشتال العنب، وخلقوا في الموقع مزرعة استعمارية جديدة إن صح التعبير، ينطبق عليها ما ينطبق على البؤر الاستعمارية التي يقطنها المستعمرون من حيث منع الاقتراب إليها، أو الدخول إليها، أو البناء في محيطها.
الصور 1-8: مراحل الاستيلاء على أراضي المواطنين وتجريفها وزراعتها
وتعود تلك الأراضي لمواطنين من عائلات ( إدعيس، بحيص، أبو زهرة) من بلدة يطا، وكانت أجزاء من تلك الأراضي تعتبر من المراعي لمواشي المواطنين، في حين تزرع أجزاء منها بالحبوب والمحاصيل الشتوية.
وفي مفارقة عجيبة، وبالتزامن مع قيام المستعمرين بزراعة أراضي المواطنين التي صادروها منهم بأشتال العنب، كانت آليات الاحتلال والتي يقودها مستعمرون أيضاً تقوم بتجريف أشجار العنب المثمر في أراضي المواطنين على مقربة من تلك المنطقة! وكأن الاحتلال قد أصدر حكماً مزدوج المعايير بإعدام تلك الشجرة التي زرعها الفلاح الفلسطيني وانتظر ثمارها لسنوات طوال، وحكم بالحياة والبقاء على شجرة ذلك المستعمر الذي استولى على أراضي المواطنين وزرعها، والذي نصت كل الشرائع والقوانين الدولية بأن وجود هذا المستعمر- في الأصل- على أراضي الضفة الغربية المحتلة يُعد خرقاً ومخالفة للقانون الدولي.
الصور 9-10: آثار تجريف الاحتلال لأشجار العنب في أراضي المواطنين
الصورة 11: أشجار العنب التي زرعها المستعمرون في اراضي المواطنين
اعداد: