الانتهاك: اعتداءات مستعمرين على الفلسطينيين وممتلكاتهم.
تاريخ الانتهاك: النصف الأول من أيار 2021.
الموقع: التواني والمفقرة- بلدة يطا/ محافظة الخليل.
الجهة المعتدية: المستعمرون.
الجهة المتضررة: أهالي التواني والمفقرة.
التفاصيل:
لوحظ في الآونة الاخيرة تصاعد في اعتداءات المستعمرين على أهالي قريتي التواني والمفقرة شرق بلدة يطا، اذ لا يكاد يخلو يوماً من تسجيل اعتداء على مواطني القريتين أو ممتلكاتهم، وقد وثق مركز أبحاث الأراضي العديد من هذه الاعتداءات والانتهاكات في أوقات سابقة.
وللتنويه من جديد، فإن مستعمرة ” ماعون” مقامة على أراضي المواطنين الى الشرق من قريتي التواني والمفقرة، شرق بلدة يطا جنوب الخليل، وتشهد المستعمرة تمدد وتوسع عمراني استعماري بشكل دائم، ويطمح المستعمرون في السيطرة على مزيد من الأراضي المحيطة بالمستعمرة، حتى أن الغابات القريبة من المستعمرة قد بدأ المستعمرون يتسللون اليها ويقطعون الأشجار الحرجية – وعلى مساحات كبيرة- ويقيمون مكانها حظائر للأغنام وبيوت متنقلة للإقامة فيها.
واللافت في مستعمرة” ماعون” أن جنود الاحتلال يقيمون بشكل دائم على أطراف المستعمرة، وتكاد دورياتهم لا تغادر المنطقة الفاصلة بين المستعمرة والقرى القريبة منها، أي أن جنود الاحتلال يؤمنون الحماية للمستعمرين الذين ينطلقون من المستعمرة تجاه القرية الفلسطينية ويعتدون على مواطنيها وممتلكاتهم ؟!.
التقى فريق البحث الميداني في مركز أبحاث الأراضي بتاريخ 20 ايار 2021، برئيس مجلس قروي التواني والمفقرة، السيد محمد ربعي، وحاول سرد أبرز اعتداءات المستعمرين على اهالي المنطقة في الآونة الاخيرة وفي غضون شهر منصرم تقريباً.
وقبل أن يبدأ ربعي سرد الاحداث والاعتداءات أوضح بأنه ومواطني القرية تقدموا بـ ( 15 شكوى) لدى شرطة الاحتلال منذ 15 نيسان 2021 وحتى تاريخ اللقاء به، فضلاً عن عشرات الشكاوى خلال الأيام والأشهر الماضية، ويتابعون الشكاوى عبر محامين وجهات حقوقية، لكنهم لم يسمعون يوماً بأن سلطات الاحتلال وشرطته قد القت القبض على أحد المستعمرين، أو فتحت تحقيقاً جدياً في أي اعتداء على المواطنين وممتلكاتهم، بل تقوم شرطة الاحتلال وجيشها باعتقال واستدعاء المواطنين ( الضحايا) الذين تعرضوا للاعتداء وليس المستعمرين المعتدين !.
ومن أبرز الاعتداءات التي نفذها المستعمرون على قريتي التواني والمفقرة حسب ما أفاد به رئيس المجلس القروي:
- بتاريخ 6 أيار 2021 قام المستعمرين بالاعتداء على المواطن محمود حمامدة ( 57 عاماً) حين كان يرعى قطيع أغنامه في أراضيه القريبة من مكان اقامته بقرية المفقرة، حيث قدم اليه مستعمرين اثنين وملثمين من البؤرة الاستعمارية” أفيجال” وقاما برشقه بالحجارة، ما أدى الى اصابته في اليد ونقل على اثرها للمركز الطبي لتلقي العلاج.
- بتاريخ 8 أيار 2021، وفي ساعات الظهيرة من نهار شهر الصيام ( شهر رمضان) أقدم المستعمرون على إحراق محصول زراعي من الشعير في أراضي المواطنين محمد ربحي ربعي وبلال مفظي ربعي، في منطقة ” صارورة” شرق قرية التواني، حيث اتت النيران على حوالي ( 75 دونماً) من أراضي المواطنين الذين لم يتمكنوا من الوصول اليها لإطفائها نظراً لتواجد العديد من المستعمرين الذي يرشقون المواطنين بالحجارة، وتواجد جنود الاحتلال الذين يؤمنون الحماية للمستعمرين، كما أن سيارات الاطفاء لم تتمكن من الوصول الى تلك المنطقة نظراً لوعورة الطريق الموصل اليها، واعتداءات المستعمرين، حيث اوضح رئيس المجلس القروي إلى أن النيران التهمت هذه المساحات الى أن توقفت لوحدها حين وصلت مناطق فارغة.
- وفي ساعات عصر يوم 8 أيار أيضاً، هاجم المستعمرون منزل المواطن موسى ربعي في الطرف الشرقي من قرية التواني ( أقرب المنازل الى مستعمرة ماعون) وقاموا برشقه بالحجارة، وحين حاول أهالي القرية التصدي للمستعمرين لمنعهم من الوصول الى المنزل وخشية الاعتداء على منازل أخرى، حضر جيش الاحتلال الى الموقع وقاموا بإطلاق قنابل الغاز السام والدخان تجاه المواطنين ومنازلهم، ما ادى الى اصابة العديد منهم بحالات اختناق، واثارة حالة الرعب في وسط المواطنين وأطفالهم.
- بتاريخ 15 أيار 2021 وفي ساعات العصر، اقتحمت مجموعة من المستعمرين قادمين من مستعمرة” ماعون” كهفاً كان يستخدمه نشطاء في إحدى لجان الحماية في منطقة جبال جنوب الخليل، وكان الكهف يستخدم مقرأ لهؤلاء النشطاء الذين اعادوا ترميمه في السابق، وزودهم المجلس المحلي بكافة مستلزمات المعيشة ( فراش وادوات مطبخ ومولد واضاءات…)، حيث استغل المستعمرون عدم تواجد أحد من النشطاء في الكهف وقاموا بإشعال النار في المقتنيات بداخله، حيث أتت النيران على كل ما يحويه الكهف، إذ قدر رئيس المجلي القروي المواد والادوات التي أحرقت بحوالي ( 23 الف شيقل)، كما قامم المستعمرون بهدم جدران مبنى من الطوب كان النشطاء ينوون بناء مطبخ خارجي.
الصور 1-3: اثار احراق الكهف – المصدر نشطاء لجان الحماية جنوب الخليل
كما قام المستعمرون في ذات التاريخ باقتلاع نحو عشرين شتلة زيتون من أراضي المواطن ربحي ربعي، واشعلوا النار في قطعة ارض قريبة من اشتال الزيتون حيث اتت النيران على مساحة حوالي ( 1.5 دونم) من الأراضي المراعي.
تعتبر هذه أبرز الاعتداءات التي نفذها المستعمرون على هاتين القريتين خلال فترة وجيزة، وربما لن تكون الأخيرة، ما دامت المستعمرات قائمة على أراضي المواطنين في الضفة الغربية، وفي ظل التشجيع والحماية التي يجدها المستعمرون من جيش وشرطة الاحتلال، وفي ظل عدم ملاحقتهم من الناحية القانونية وعدم التعاطي الجدي مع الشكاوى التي يتقدم بها المواطنون الفلسطينيون ضد هذه الاعتداءات.
اعداد: