في ساعة متأخرة من يوم الأربعاء الموافق 21 نيسان 2021، اعتدت مجموعات من المستوطنين على المواطنين العرب الذين تواجدوا في أحياء غربي المدينة المحتلة وخاصة عند شارع يافا، حيث تم الاعتداء بالضرب والقاء الحجارة والزجاجات الفارغة عليهم، وهاجموا العمال العرب الذين يعملون في المحلات التجارية هناك. الأمر الذي تحول فيما بعد إلى عراك بالأيدي بين مجموعة من المستوطنين وبين الشبان الفلسطينيين الذين قاموا بالتجمع في المكان والاشتباك مع المستوطنين، تواصت الاشتباكات لوقت طويل قبل أن تحضر الشرطة وتقوم بتفريقهم واعتقال عدد من الفلسطينيين.
في اليوم التالي، أعلن المستوطنون عبر شبكات التواصل الاجتماعي على أنهم سيقومون بالتجمع عند الساعة العاشرة ليلاً عند مدخل شارع يافا غربي المدينة المحتلة، ومن هناك سيتوجهون نحو باب العامود وذلك بشكل واضح ومعلن للاعتداء على الفلسطينيين، وبدأت حشودات كبيرة من الشرطة الإسرائيلية تتواجد بين باب العامود وباب الخليل، وعند الساعة العاشرة انطلقت مسيرة مكونة من مئات المستوطنين المتطرفين يحملون أعلام دولة الاحتلال ومسلحين بالعصي وأدوات قتال يدوية، حيث كان المئات من الفلسطينيين قد استعدوا لصد الاعتداء المخطط له. وما أن اقتربت المسيرة حتى اشتبك الفلسطينيون مع المستوطنين وقوات الشرطة، حيث تحول المكان إلى ساحة اشتباك حقيقية، استخدمت فيها الشرطة القنابل الصوتية والأعيرة المطاطية وسيارات رش المياه تجاه المتظاهرين، دون أن تستطيع إن توقف الاشتباكات. واتسعت دائرة الاشتباكات لتصل لعدة نقاط في أحياء المدينة المحتلة وداخل البلدة القديمة، حيث أعلنت الشرطة بخروج الوضع عن السيطرة. فكان المستوطنون يقومون بالتجمع على شكل قطعان ويقومون بالاعتداء على الفلسطينيين في الشوارع والأحياء وداخل منازلهم في البلدة القديمة ومحيطها، وكان الشبان الفلسطينيون يتصدون لهم بالحجارة والعصي والضرب.
قوات الاحتلال شنت حملة اعتقالات كبيرة في صفوف الفلسطينيين كما أوقعت العديد من الإصابات في صفوف الشبان نتيجة إصابتهم بأعيرة مطاطية وقنابل صوتية بشكل مكثف، طوال ساعات تواصلت لغاية ساعات الفجر.
ومنذ بداية شهر رمضان المبارك والمدينة تشهد اعتداءات من قوات الاحتلال بحق المقدسيين والمصلين والتجار، فيتم قمع المواطنين المتواجدين في باب العامود وباب الساهرة، وملاحقتهم ومنع أي تجمعات بحيث يتم فضها بالقوة، مستخدمة أدوات التفريق الهمجية.
اعداد: