سلطات الاحتلال الإسرائيلي تعلن السيطرة على 404 دونما من الأراضي الفلسطينية في بيت لحم لغرض البناء الاستيطاني
لا تنفك سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن الإعلان عن مخططات استيطانية جديدة لتوسيع مستوطنة بيتار عيليت الإسرائيلية غرب مدينة بيت لحم والسيطرة على الأراضي الفلسطينية التي تحيط بها وكأنها المستوطنة الوحيدة على أجندة الاحتلال الإسرائيلي في الوقت الحاضر.
ففي العاشر من شهر اذار من العام 2021 أصدرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي مخططا استيطانيا جديدا لتوسيع مستوطنة بيتار عيليت يحمل الرقم 1/3/426 و يصادر ما مساحته 404 دونما من الأراضي الفلسطينية التابعة لبلدات واد فوكين و حوسان غرب مدينة بيت لحم للأغراض الاستيطانية التوسعية في المواقع التالية: الحوض رقم 3, قسم من موقع البص من أراضي قرية وادي فوكين. والحوض رقم 4 , قسم من موقع الفور من أراضي قرية واد فوكين. والحوض رقم 2, قسم من موقع عين الهاوية من أراضي قرية حوسان. والحوض رقم 3 قسم من موقع واد أبو حمرا من أراضي قرية حوسان. والحوض رقم 4 قسم من موقع أرض الحسينة في قرية حوسان. و يهدف المخطط الى تغيير استعمال الأراضي المستهدفة من منطقة عامة مفتوحة الى مناطق سكنية تشمل بناء 773 وحدة استيطانية تتبع لمستوطنة بيتار عيليت هذا بالإضافة الى مباني تجارة, ومباني ومؤسسات عامة, ومنطقة عامة مفتوحة وطرق ومناطق تجارة وصناعة ومباني ومؤسسات للجمهور, هذا بالإضافة الى موقف ومنطقة للتخطيط في المستقبل.
وفي تحليل اجراه معهد الأبحاث التطبيقية – القدس (أريج) للمخطط الاستيطاني الصادر (المخطط رقم 1/3/426) تبين أن هذا المخطط الاستيطاني ما هو الا مقدمة لمخطط اكبر تنوي سلطات الاحتلال الإسرائيلي تنفيذه في تلك المنطقة (في محيط مستوطنة بيتار عيليت) حيث ان المخطط الاستيطاني الجديد رقم 1/3/426 يربط بمخطط استيطاني اخر كانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي قد أعلنت عنه في العاشر من شهر شباط من العام الماضي ( 2020 ) والذي يحمل رقم 426/9 وهو عبارة عن إقامة منطقة صناعية إسرائيلية كبيرة الى الشمال من مستوطنة بيتار عيليت على مجمل مساحة قدرها 633 دونما من الأراضي الفلسطينية في المنطقة وتستهدف على وجه التحديد الأراضي التابعة لكل من بلدات حوسان وواد فوكين والقبو.
المخطط الاستيطاني الصادر (رقم 1/3/426)
وأيضا في شهر اب من العام 2020, أصدرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي مخططا استيطانيا اخر لمصادرة 303 دونما من الأراضي الفلسطينية التابعة لبلدتي نحالين وحوسان يحمل رقم 19 / 3 / 1 /426, لاقامة حي استيطاني جديد في القسم الجنوبي الشرقي لمستوطنة بيتار عيليت, يشمل بناء 1061 وحدة استيطانية جديدة في المنطقة لتوطين المزيد من المستوطنين الإسرائيليين في المستوطنة. واستهدف المخطط الصادر الحوض رقم 3 في موقع ظهر المترسية من أراضي بلدة نحالين. والحوض رقم 3 في موقع وادي أبو حمرة من أراضي بلدة حوسان. والحوض رقم 4 في موع خربة الكبرة في بلدة نحالين.
المخطط الاستيطاني الإسرائيلي رقم 1/3/426 ومخطط المنطقة الصناعية شمال مستوطنة بيتار عيليت
واليوم, يقطن مستوطنة بيتار عيليت اليوم ما يزيد عن 64 ألف مستوطن إسرائيلي وتحتل المستوطنة ما مساحته 2243 دونما من الأراضي الفلسطينية التابعة لبلدات حوسان و نحالين و واد فوكين, وهذه المساحة تشمل فقط المنطقة العمرانية التابعة للمستوطنة, ولا تشمل المنطقة المحيطة بالمستوطنة والتي تم عزلها عن المحيط الفلسطيني من خلال إقامة اسلاك شائكة حول المستوطنة لتبلغ مساحة المستوطنة بما فيها المنطقة العمرانية و المناطق المحيطة 4803 دونما.
و تعتبر مستوطنة بيتار عيليت هي احدى المستوطنات الاحد عشر المكونة لما يطلق عليه الاسرائيليون “تجمع غوش عتصيون الاستيطاني” الذي تسعى اسرائيل الى ضمه لحدودها بالإضافة الى تجمعين اخرين حول مدينة القدس, معاليه أدوميم وجفعات زئيف شرق وشمال غرب مدينة القدس على التوالي, من خلال بناء جدار العزل العنصري. والحقيقة أن اسرائيل تحاول اعادة تعريف حدود بلدية القدس بشكل احادي الجانب ويتنافى مع القوانين والمعاهدات الدولية, والتلاعب في نسبة السكان اليهود في المدينة والتجمعات الاستيطانية التي تحيط بها من خلال توسيع البناء الاستيطاني فيها وتوطين المزيد من المستوطنين اليهود لتصبح المدينة ذات اغلبية يهودية واقلية فلسطينية. كما أن بناء جدار العزل العنصري حول مدينة القدس هو جزء من مخطط أوسع تسعى اسرائيل الى تنفيذه في المنطقة يعرف بمخطط “القدس الكبرى”, ويشمل ضم التجمعات الاستيطانية الكبرى التي تحيط بالمدينة, تجمع مستوطنات معاليه أدوميم في الشرق, وتجمع مستوطنات جفعات زئيف في الشمال وتجمع مستوطنات غوش عتصيون في الجنوب هذا بالإضافة الى مستوطنات جيلو وهار جيلو وهار حوما وجفعات هماتوس التي لا تتبع أي من التجمعات الاستيطانية السابقة الذكر بل تشكل حزام استيطاني يصل بين التجمعات الاستيطانية الاسرائيلية جنوب الضفة الغربية (غوش عتصيون وكريات اربع) والمستوطنات الاسرائيلية في القدس
في الختام
إن قضية الاستيطان الإسرائيلي كانت ولا تزال من ابرز قضايا الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث أن إسرائيل ومنذ قيامها باحتلال الضفة الغربية وقطاع غزة في العام 1967, دأبت على إنشاء وبناء المستوطنات الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية المحتلة في سياسة مبرمجة رامية إلى تعزيز وجودها على هذه الأرض والقضاء على أي إمكانية لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة المتصلة جغرافيا والمستدامة اقتصاديا. وعاما بعد عام تتصاعد انتهاكات حكومة الاحتلال الاسرائيلي ومستوطنيها بحق الشعب الفلسطيني وأرضه وممتلكاته والتي أثرت بشكل سلبي وخطير على حياة المواطنين الفلسطينيين. فبالرغم من المساعي الدولية الحثيثة خلال الاعوام الماضية لحل النزاع الفلسطيني-الاسرائيلي واحلال السلام الشامل والعادل في المنطقة الا أن دولة الاحتلال الاسرائيلي ما زالت تتمادى في انتهاكاتها بحق الشعب الفلسطيني ومستمرة في النشاطات الاستيطانية في الاراضي الفلسطينية المحتلة والمتمثلة بمصادرة الاراضي الفلسطينية والتوسعات الاستيطانية المختلفة وشرعنة البؤر الاستيطانية الغير القانونية في ذات الوقت لا تتواني عن هدم المنازل الفلسطينية وتستهدف مئات المنازل والمنشآت الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة.
اعداد:
معهد الابحاث التطبيقية – القدس (أريج)