وجهت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، بتاريخ 11/11/2020م، استدعاءات خطية لمواطنين من قرية التواني جنوب بلدة يطا بمحافظة الخليل، في إطار إمعانها في استهداف منازلهم ومنشآتهم وصولاً إلى هدمها.
فقد داهمت القرية، في ساعات العصر، مركبة تابعة لما يسمى بدائرة التنظيم والبناء في ” الإدارة المدنية” وبرفقتها دورية لجيش الاحتلال، وقام ما يسمى بمفتش الأبنية بإلصاق كتباً خطية على المباني المستهدفة، وجاءت الكتب على نوعين هما:
1_ إعطاء فرصة إضافية للاعتراض على امر هدم : حيث تلقى المواطن محمد عيسى ربعي كتابين من هذا القبيل، مفادهما بأن سلطات الاحتلال تنوي هدم غرفة زراعية وبئر مياه يملكهما، وفي حال أراد التقدم باعتراض على امر الهدم الصادر فيهما، عليه التقدم به خلال 3 أيام من تاريخ صدور هذا الكتاب.
الصور 1+2: كتب “الفرصة الإضافية” الخاصة بمباني المواطن محمد عيسى ربعي
وحسب ما أفاد به رئيس محلس قروي التواني، السيد محمد ربعي، الذي يتابع ملفات الاعتراض المقدمة من مواطني قريته، فإن سلطات الاحتلال كانت قد أصدرت أوامر بهدم هذه المباني في العام 2011، وقام حينها المواطن بالتقدم بطلب الترخيص، والاعتراض القانوني على هذا الأمر، ومنذ ذاك الوقت وحتى شهر 11/2020م تدحرجت القضية داخل أروقة لجان التنظيم التابعة لسلطات الاحتلال، التي رفضت بدروها طلب الترخيص المقدم من قبل المواطن، ووصلت إلى مرحلة تخطيط قطعة الأرض ( مخطط تنظيمي تفصيلي) لتغيير طبيعة استخدام الأرض من أراضٍ زراعية إلى أراض للبناء، وتقديم هذا المخطط خلال مدة قصيرة.
ونظراً لتعقيدات إعداد هذا المخطط والعراقيل والمتطلبات التي تفرضها سلطات الاحتلال، لم يتمكن المواطن من إعداد المخطط التفصيلي والتقدم به في الموعد المطلوب، فعادت سلطات الاحتلال وأرسلت له كتاباَ خطياً في حال أراد الاعتراض ( إعداد المخطط) خلال 3 أيام، وهي غير كافية أيضا، لذا تم تدارك الموضوع عبر التوجه إلى المحكمة المركزية لتجميد قرار الهدم لمدة معينة ( أمر احترازي) لحين إتمام إعداد المخطط التفصيلي والتقدم به.
وتجدر الإشارة إلى أن المباني المهددة هي : غرفة زراعية مبنية من الطوب ومسقوفة بالواح الصفيح بمساحة ( 40 م2)، وبئر مياه مستخدم للأغراض الزراعية، كان المواطن قد أقامهما في قطعة أرض يملكها في قرية التواني.
2_ استدعاء: كما وجهت سلطات الاحتلال كتبا خطية بعنوان ” استدعاء”، لا تختلف في مضمونها كثيرا عن كتاب ” إعطاء الفرصة الإضافية” سوى بالمدة الزمنية الممنوحة للتقدم باعتراض على أوامر الهدم الصادرة، حيث اتضح بأن المدة الممنوحة في ” الاستدعاء” جاءت حوالي ( 19 يوما) من تاريخ تسليم الاستدعاء، في حين تبلغ ( 3 أيام) في كتاب منح الفرصة الإضافية.
وقد تلقى المواطن فضل محمد إبراهيم العمور استدعاءاَ مفاده بأن ما يسمى باللجنة الفرعية للتفتيش في ” الإدارة المدنية” ستعقد جلسة بتاريخ ( 30/11/2020م) لمناقشة هدم المبنى الذي يملكه والصادر فيه أمرا بالهدم في وقت سابق ( منتصف العام 2020).
الصورة 3: الاستدعاء الخاص بالمواطن فضل العمور
وكان المواطن العمور قد تلقى بتاريخ ( 30/6/2020) إخطارا بوقف العمل في غرفة زراعية مبنية من الحجارة والطين ومسقوفة بألواح الصفيح، مساحتها حوالي ( 20 م2).
كما تلقى المواطن أشرف محمود العمور كتابا من هذا النوع ( استدعاء) للتقدم باعتراض على أمر الهدم الصادر في بئر مياه وغرفة سكنية يملكهما، حيث كانت سلطات الاحتلال قد أصدرت بتاريخ ( 30/6/2020م) إخطارات بوقف العمل في الغرفة والبئر، ولم يتمكن المواطن من إعداد ملف الترخيص والاعتراض القانوني، على هذه الاخطارات بسبب إجراءات الاحتلال التي تمنحه أحد الوثائق الهامة في هذا الملف ( إخراد قيد المالية).
ويملك المواطن اشرف العمور بئر مياه لا يزال في مرحلة الإنشاء، بالإضافة إلى مسكنه البالغ مساحته ( 100 م2) تقطنه أسرة مكونة من ( 10 أفراد) من بينهم ( 8 أطفال).
الصور 4+5: الاستدعاءات الخاصة بالمواطن اشرف العمور
تعريف بقرية التواني :
تقع قرية التواني جنوب شرق بلدة يطا الواقعة إلى الجنوب من مدينة الخليل بالضفة الغربية، حيث تبعد عن بلدة يطا حوالي 20 كيلومترا، ويبلغ عدد سكانها حوالي 400 نسمة، يديرها مجلس قروي، ويوجد في الخربة عيادة صحية ملحقة بمبنى المجلس القروي، كما تحتوي على مسجد للصلاة ومدرسة مختلطة حتى الصف الثامن الأساسي، وتعتمد التواني في مياه الشرب على مياه الأمطار وآبار الجمع، وفي الإضاءة تعتمد على مولد كبير كشراكة بين أبناء القرية، وتعتبر قرية التواني من ابرز القرى والخرب المحاصرة والتي تعاني من مضايقات مستمرة من قبل المستعمرين، كما أنها محاصرة من جهاتها الأربع بالمستعمرات والشوارع الالتفافية.
اعداد: