تصاعدت اعتداءات سلطات الاحتلال والمستعمرين منذ مطلع شهر تموز 2020، على المزارعين وأراضيهم الزراعية، في مناطق متفرقة من بلدة يطا، جنوب الخليل، تمثلت في تقطيع أشجار والاعتداء على مزروعات وشق طرق استيطانية جديدة وغيرها.
ووثق فريق البحث الميداني في مركز أبحاث الأراضي ابرز الاعتداءات على الفلسطينيين وممتلكاتهم:
- ففي تاريخ 6 تموز 2020 ، أقدمت سلطات الاحتلال على هدم ومصادرة خيمة زراعية، مقامه على أقواس معدنية، كان مزارعون من عائلة النجادة قد نصبوها في أراضيهم الزراعية ليستظلوا بها أثناء العمل على حصاد أراضيهم. فقد داهمت منطقة ” الدقيقة” قوة من جيش الاحتلال وبرفقتها ما يسمى بدائرة والتنظيم، وحفار وشاحنة وعمالاً من شركة مدنية إسرائيلية، ووصلوا الى خيمة المزارعين، وقام عمال الشركة الإسرائيلية بتفكيكها، وتحميلها على الشاحنة ومصادرتها.
- بتاريخ 7 تموز 2020 أقدم مستعمرون من البؤرة الاستعمارية ” يعقوب داليا – حافات تاليا” على تقطيع الأشجار في أراضي المواطن عثمان أبو قبيطة، بمنطقة ” لصيفر” الواقعة خلف جدار الضم والتوسع شرق بلدة يطا. فقد عثر المواطن أبو قبيطة على (4 شجرات خروب) مقطوعة باستخدام مناشير على ما يبدو، وتبلغ أعمار الأشجار (5 سنوات). ويقيم أبو قبيطة في أراضيه الواقعة خلف مقطع من جدار الضم والتوسع المحيط بمستعمرة ” متسادوت يهودا” ويتنقل ما بين قريته ” لصيفر” وبلدته يطا عبر المعبر المقام في الجدار.وينفذ المستعمرون اعتداءات مستمرة على أراضي ابو قبيطة ومساكنه ومساكن إخوانه المقيمين معه، بهدف إجباره على الرحيل عنها لصالح المشاريع الاستيطانية.
- بتاريخ 8 تموز 2020، أقدم أحد المستعمرين من مستعمرة ” سوسيا” على إدخال قطيع المواشي الذي يملكه في أراضي مواطنين من عائلة النواجعة، بمنطقة ” الرجم” شرق قرية سوسيا. حيث قام القطيع برعي أجزاء من محصول الشعير في أراضي المواطنين، الذين حاولوا طرده واخراجه منها، وتم ابلاغ شرطة الاحتلال بهذا الاعتداء، حيث حضرت الشرطة الى الموقع، وتم تقديم شكوى لديها، لكن المواطنون لا يعولون على هكذا شكاوى، حيث ان شرطة الاحتلال لا تلاحق المستعمر المعتدي، كغيرها من الشكاوى العديدة التي يقدمها المواطنون.
- بتاريخ 8 تموز أيضاً، شرعت آليات تابعة للمستعمرين بشق طريق استيطاني جديد يربط مستعمرة ” ماعون” بمزرعة الابقار التابعة لها، شرق بلدة يطا وفي المنطقة المعروفة (الشفا) أقام المستعمرون منذ مطلع الثمانيات مستعمرة ” ماعون” على أراضي المواطنين المصادرة، وتحديداً بالقرب من قرية التواني، كما أقاموا إلى الشمال من المستعمرة مزرعة ضخمة للأبقار، حيث تبعد المزرعة عن المستعمرة حوالي ( 700متر)، وبمحاذاة الشارع الالتفافي رقم (317). ومنذ 8 تموز بدأت آليات المستعمرين العمل على شق طريق جديد لربط المستعمرة بمزرعة الأبقار، حيث أتت الطريق الجديدة على منطقة ” ام زيتونة” ذات الجبال والأودية الواقعة إلى الشرق من المستعمرة والمزرعة أيضاً. ومنذ بدء العمل في شق الطريق، تم شق حوالي ( 800 متر) منه، ولا يزال العمل جارياً في استكمال شقه.
المزارعون والمقيمون في المنطقة، أوضحوا بأن الطريق الاستيطاني الجديد يجري العمل فيه بشكل متعرج ليلتهم مساحات أكبر من الأراضي، وليحتجز مساحات أخرى.
كما أشاروا إلى أنه في حال سار العمل هكذا، فلبرما يصل طول الطريق لحوالي (3كم) وسيمر بسفوح الجبال وبطون الأودية في المنطقة، وسيلحق الضرر الكبير بالمزارعين ورعاة المواشي.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن سلطات الاحتلال ومنذ زمن تهدف الى ايجاد حزام استيطاني متواصل في منطقة جبال جنوب الخليل، حيث تردد صدى هذا الطرح في وسائل الاعلام وعلى السنة قادة المستعمرين، في المستعمرات المقامة على أراضي جنوب الخليل.
ومن الملاحظ على أراضي الواقع بأن هذا الطريق قد بوشر بتنفيذه بالفعل، عبر اقامة بؤر استعمارية جديدة في المناطق الفاصلة بين المستعمرات الكبرى، في الوقت الذي يتم فيه تسمين المستعمرات الكبرى وايجاد احياء استيطانية جديدة فيها، وهدم مساكن المواطنين في القرى والتجمعات السكانية الواقعة ضمن هذا الحزام.
كما لوحظ ازدياد العمل على انشاء وتحديث البنية التحتية والخدماتية التي تخدم المستعمرات في هذه المنطقة، ومنها مد شبكة مياه ضخمة تخدم المستعمرات وتمر في اراضي المواطنين، كما يجرى العمل على إنشاء وتحديث شبكة كهرباء أخرى، بالإضافة إلى تحديثات على مقاطع الشوارع الالتفافية ( طريق 60، طريق 317، طريق 356) التي تربط ما بين هذه المستعمرات.
ومن المتوقع بأن الطريق الاستيطاني الجديد في منطقة ” ام زيتونة” يأتي كأحد الحلقات ضمن السلسلة الاستيطانية والحزام الاستيطاني في منطقة ” شفا يطا”، علماً بأن مسافر يطا وقراها وأراضيها الزراعية تقع خلف هذا الحزام الاستيطاني.
اعداد: