أقدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي في يوم الاثنين الموافق 13 تموز 2020 على تجريف أراضي المواطنين، شرق الخليل، وقص الأشجار فيها ومصادرتها، بذريعة أن هذه الاراضي مصنفة ” أراضي دولة”. وقد تركزت هذه الاعتداءات على أراضي المواطنين في ثلاث مناطق وهي كالتالي:
أولا: العديسة جنوب سعير:
ففي ساعات الصباح اقتحمت منطقة العديسة قوة من جيش الاحتلال وبرفقتها ما يسمى بالإدارة المدنية، وعمالاً من شركة مدنية إسرائيلية، وانتشروا في أراضي المواطنين، الواقعة الى الجنوب الغربي من بلدة سعير، حيث حاصر جنود الاحتلال الموقع، وشرع عمال الشركة الإسرائيلية بقص أشجار الزيتون من أراضي المواطن يوسف اسماعيل يوسف جرادات.
وقد استخدم العمال المناشير الكهربائية في قص اشجار الزيتون، حيث تم قص حوالي ( 70 شجرة) يبلغ عمرها ( 15 سنة)، وقاموا بتحميلها على عربات تجرها مركبات تابعة لما يسمى بالإدارة المدنية.
الصور 1-4: آثار قص ومصادرة الأشجار من أراضي المواطن جرادات
فقد قامت سلطات الاحتلال بقص الاشجار المزروعة على مساحة حوالي ( 12 دونماً) كان المواطن قد غرسها في أرضه التي يتهددها الاستيطان، علماً بأن منطقة العديسة الجبلية تقع قبالة مستعمرتي ” كريات اربع” و” خارصينا” ويمر بمحاذاتها الشارع الالتفافي ( طريق رقم 60).
وأوضح جرادات بأن سلطات الاحتلال كانت قد أعلنت عن هذه الأراضي في العام 2001 بأنها أراضي دولة (تتبع لدولة الاحتلال ولا يحق للمواطنين التصرف فيها)، حيث استهدفت الاعلانات في حينها نحو ( 90 دونماً) من أراضي عائلتي جرادات والعرامين.
ومنذ ذاك التاريخ قام المواطنون بالاعتراض على هذا الاعلان، وأثبتوا ملكيتهم لأراضيهم، ثم قاموا بزراعتها بأشتال الزيتون وقامت سلطات الاحتلال في وقت سابق بقص ومصادرة الاشتال، ثم زرعوها مرة أخرى، وقامت أيضا بقصها ومصادرتها.
ثانياً: البقعة شرق الخليل:
وفي الوقت الذي كانت سلطات الاحتلال وموظفيها وعمالها تقوم بقص أشجار المواطن جرادات بمنطقة العديسة، كانت قوة أخرى تستهدف أراضي المواطن محمد مصطفى جابر، في منطقة البقعة وبالقرب من مدخل منطقة الجلاجل شرق مدينة الخليل.
فقد اقتحمت المنطقة قوة من جيش الاحتلال، وما يسمى بالإدارة المدنية، ومعهم جرافة من إنتاج شركة ” كتربلر” تابعة لشركة مدنية اسرائيلية، وقامت بتجريف أراضي المواطن جابر، بذريعة تصنيفها ” أراضي دولة ” أيضاً. فقد جرفت سلطات الاحتلال قطعة أرض مساحتها ( 2 دونم) كانت مزروعة بالخضروات، وهدمت السلاسل الحجرية المحيطة بالقطعة.
وتعتبر هذه المرة هي الثالثة التي يقوم بها الاحتلال بتجريف وتدمير أراضي المواطن جابر، حيث كانت قد جرفتها في العام 2009، وفي العام 2015، وكان مركز أبحاث الاراضي قد وثق هذا الانتهاك، للمزيد راجع التقرير التالي: الاحتلال يجرف أراضي في موقع البقعة شرق الخليل.
ثالثا: خلة العيدة جنوب الخليل:
وبعد ان فرغت سلطات الاحتلال من تجريف أراضي المواطن جابر بمنطقة البقعة، توجهت إلى منطقة خلة العيدة القريبة من جبل جوهر جنوب مدينة الخليل، وقامت بتجريف قطعة ارض يملكها المواطن نمر فهمي بدر جابر، وبذريعة تصنيفها ” أراضي دولة” أيضا.
فقد حاصر جنود الاحتلال الموقع، وقامت الجرافة بهدم السلاسل الحجرية المحيطة بقطعة أرض مساحتها ( 2 دونم) واقتلاع وتجريف اشتال الزيتون فيها، حيث كان المواطن جابر قد عمل على استصلاح هذه القطعة منذ اربع سنوات، وزرعها بأشتال الزيتون.
الصور 5-6: إخطار إخلاء أراضي جابر وآثار تجريفها
وكانت سلطات الاحتلال قد أخطرت بتاريخ ( 17/3/2020) بإخلاء هذه القطعة بذريعة تصنيفها ” أراضي دولة” وامهلت المواطن مدة ( 45 يوما) للتقدم باعتراضه على أمر الاخلاء، لكن هذه المدة شهدت تفشي مرض كورونا، وحجر صحي على المواطنين، وإغلاقات للمؤسسات والدوائر الرسمية التي تصدر الأوراق والوثائق الثبوتية اللازمة لإعداد ملف الاعتراض، حيث لم يتمكن المواطن من إعداد ملف الاعتراض، فقامت سلطات الاحتلال بتجريف القطعة.
الصورة رقم 7 : امر الاخلاء الاسرائيلي
خاتمة:
إن ما قامت به سلطات الاحتلال من عمليات تجريف لأراضي المواطنين واقتلاع الاشجار فيها ومصادرتها، يأتي في إطار ما تسميه بعملية ( الاخلاء) المرافقة للإعلانات أراضي الدولة، علماً بأن هذه الأراضي هي ملكيات خاصة، ومتوارثة جيلاً بعد جيل، ويملك أصحابها إخراجات قيد مالية كإثباتات لملكيتهم لها.
لكن سلطات الاحتلال تطمح للسيطرة على مزيد من أراضي الضفة الغربية خدمة للمشاريع الاستيطانية، وعليه تقوم بإعلان مساحات من الأراضي التي قد تصل في بعض الأحيان إلى مئات الدونمات، وتصنفها أراضي دولة، وعليه تحظر سلطات الاحتلال على المواطنين (المالكين الأصليين) استخدام هذه الأراضي، أي أن ملكية الأراضي وحق التصرف ينتزع من المالك ويصبح بيد ” دولة الاحتلال”، وبالتالي تقوم المستعمرات والمشاريع الاستيطانية على هذه الأراضي.
اعداد: