الانتهاك: هدم مساكن زراعية.
تاريخ الانتهاك:27/05/2020م.
الموقع: الطيبة – بلدة ترقوميا / محافظة الخليل
الجهة المعتدية: جيش الاحتلال الإسرائيلي.
الجهة المتضررة: 3 أشقاء من عائلة جعافرة.
التفاصيل:
هدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي في يوم الأربعاء 27 أيار 2020، ثلاثة مساكن زراعية، بذريعة بناءها دون ترخيص في منطقة الطيبة شرق بلدة ترقوميا بمحافظة الخليل.
فقد داهمت المنطقة، عند الساعة التاسعة صباحاً، قوة من جيش الاحتلال وما يسمى بحرس الحدود، وبرفقتهم مسؤولي التنظيم والبناء في ” الإدارة المدنية” وحفار ” جنزير” من انتاج شركة ” هونداي” تابع لشركة مدنية إسرائيلية، وبعد أن حاصر جنود الاحتلال الموقع، شرعت الآلية بعملية الهدم، وتخريب بعض المزروعات في المكان.
الصور 1-4: آثار هدم الاحتلال لمساكن المواطنين الزراعية – الطيبة – ترقوميا
وتعود ملكية المساكن الزراعية التي هدمها الاحتلال لثلاثة أشقاء من عائلة الجعافرة وهم:
1- المواطن رائد محمد سلامة جعافرة: حيث هدم الاحتلال المسكن الزراعي البالغ مساحته (70م2)، يتكون من غرفة ومطبخ وحمام، ومبني من جوانب طوب ومسقوف بالإسمنت المسلح، وقد تم بناؤه في العام 2018م، في قطعة أرض تبلغ مساحتها حوالي ( 1 دونم)، وقد تمت عملية الهدم على ما بداخل المسكن من أغراض وموجودات ( فرشات، كراسي، أدوات مطبخ)، كما جرفت آلية الاحتلال كمية من الطوب ( حوالي 150 طوبة) كانت بجوار المسكن.
كما هدمت سلطات الاحتلال وجرفت البوابة المعدنية المقامة على مدخل قطعة الأرض، لتسهيل مرور الحفار ودخوله إلى قطعة الأرض للوصول إلى المسكن الزراعي وهدمه.
وكان المواطن قد عثر، بتاريخ 19/5/2020م على إخطار صادر عن سلطات الاحتلال ومعلق على مدخل قطعة الأرض، يطالب بـ ” هدم وازالة المبنى” خلال مدة ( 96 ساعة).
2- المواطن احمد محمد سلامة جعافرة: حيث هدم الاحتلال المسكن الزراعي الذي يملكه، والذي تقدر مساحته بحوالي (70م2) مبني من الطوب والاسمنت المسلح، ويتألف أيضاً من غرفة ومطبخ وحمام، وقد بناه المواطن في قطعة الأرض التي يملكها ( 1 دونم)، وقد هدم الاحتلال المبنى على كمية من الاسمنت ( 1.5 طن) كانت بداخله.
وقد عثر المواطن على إخطار بإزالة المبنى خلال ( 96 ساعة) صادر عن سلطات الاحتلال بتاريخ ( 19/5/2020) أيضاً.
3- المواطن وائل محمد سلامة جعافرة: حيث هدم الاحتلال الغرفة الزراعية التي يملكها في ذات المنطقة، والبالغ مساحتها ( 25م2) وملحق بها حمام خارجي بمساحة (1م2)، وهما مبنيان من الطوب والاسمنت المسلح، وقد بنيت في العام 2018 أيضاً.
كما جرفت آلية الاحتلال سلسلة حجرية بطول حوالي (5 متر) كانت بجوار الغرفة.
وقد عثر المواطن على إخطار بإزالة هذا المبنى خلال ( 96 ساعة) صادر عن سلطات الاحتلال، بحجة بناءه دون ترخيص.
وتجدر الاشارة إلى أن سلطات الاحتلال قد استندت في عملية هدم هذه المنشآت الزراعية على الامر العسكري رقم ( 1797)، والذي يستهدف المباني غير المسكونة أو حديثة البناء، حيث هدم الاحتلال العديد من المباني والمنشآت استناداً إلى هذا الأمر، علماً أن المساكن مبنية ليست حديثة البناء بل مبنية في العام 2018، إلا أن الاحتلال أخطرها بأمر “96” ساعة ونفذ عملية الهدم ؟!!!.
الصور 5-7: إخطارات الاحتلال التي استهدفت المساكن الزراعية
صورة جوية توضح موقع المساكن المهدومة
كما أن سلطات الاحتلال لا تقبل الاعتراض أو التدخلات القانونية في حال تقدم بها المواطن للاعتراض على هذا النوع من الإخطارات، بل تصر على تنفيذ الإخطار وهدم المبنى المستهدف، في الوقت الذي لا تمنح فيه التراخيص ( تصريح البناء) رغم تقدم المواطنين بهذا الطلب.
وقد استهدف الاحتلال هذه المنشآت الزراعية التي يستخدمها المواطنون للاستراحة فيها أثناء عملهم على خدمة أراضيهم وفلاحتها، كما يستخدمونها لخزن الأدوات الزراعية والعدد اليدوية.
وتقع منطقة الطيبة الى الشرق من بلدة ترقوميا، وتعد ابرز مناطق البلدة الزراعية، ومنطقة التوسع العمراني المستقبلي، وكان الاحتلال قد أقام مستعمرتي ” تيلم ” و” ادورا” على أراضي هذه المنطقة، كما يمر الشارع الاستيطاني ( طريق رقم 35) من هذه المنطقة.
وقد صعدت سلطات الاحتلال من استهدافها لهذه المنطقة في الآونة الأخيرة، حيث اصدر العديد من إخطارات وقف العمل وأوامر الهدم، بل ونفذت العديد من عمليات هدم منشآت المواطنين الزراعية، لأجل إفراغ المنطقة من ساكنيها ومرتاديها، لتسهل السيطرة عليها لصالح المشاريع والأطماع الاستيطانية.
تعريف بقرية ترقوميا[1]:
تقع قرية ترقوميا على بعد 10كم من الجهة الغربية من مدينة الخليل، ويحدها من الشمال قرية بيت أولا وبيت كاحل ، ومن الغرب قرية إذنا، ومن الشرق الخليل وتفوح، ومن الجنوب قرية تفوح ودورا.
يبلغ عدد سكانها 19,311 نسمة حتى عام 2017 م. وتبلغ مساحة القرية الإجمالية 22,106 دونماً منها 2,117 دونم عبارة عن مسطح بناء للقرية.
نهبت المستعمرات الإسرائيلية 948 دونم ولخدمة الاستيطان، فمستعمرة ” أدورا” صادرت 442 دونم ويقطنها 191 مستعمر، وتأسست سنة 1982م.
أما مستعمرة ” تيلم ” فقد صادرة من اراضي القرية 506 دونم ويقطنها 127 مستعمر، وتأسست سنة 1981م.
هذا وتصنف أراضي القرية حسب اتفاق أوسلو إلى مناطق (B وC) حيث تشكل مناطق B (37 %) بينما المناطق المصنفة C تشكل المساحة الأكبر وهي خاضعة للسيطرة الكاملة للاحتلال الإسرائيلية تشكل نسبة ( 63%) ونوضح هنا المساحات بالدونم:
- مناطق مصنفة B ( 8,186 ) دونم.
- مناطق مصنفة C ( 13,920) دونم.
إن ما تقوم به سلطات الاحتلال من عمليات هدم للمساكن والمنشآت الفلسطينية يأتي ضمن انتهاكاتها للقانون الدولي والإنساني بشكل عام، ولكن في ظل وباء كورونا يعتبر الهدم جريمة مضاعفة فهو يستغل انشغال العالم بهذه الجائحة من جهة، والتزام الفلسطينيين بالحجر المنزلي وإتباع إجراءات السلامة من جهة أخرى بهدم المزيد من المنشآت وتصاعد الاعتداءات على الفلسطينيين وممتلكاتهم.
ففي 3 نيسان 2020 أصدر قائد جيش الاحتلال “نداف بدان ألوف” أمراً عسكرياً بشأن تأجيل المواعيد بقضايا التخطيط والبناء بسبب ” فايروس كورونا الجديد رقم 1840″ واعتبره بأنه ضمن “تعليمات مؤقتة”، حيث أن هذا القرار ينطبق تماماً على هذه الحالة من الإخطارات حيث يجب تمديد المهلة للاعتراض لمدة شهرين، إلا أن الاحتلال ينفذ عملية الهدم ضارباً بعرض الحائط المصلحة الفلسطينية، فالاحتلال يطبق هذا القرار عند ترخيص الأبنية الإسرائيلية، فما كتب على الورق لا ينفذ في حال كان المستفيد منه فلسطينياً وإذا كان إسرائيلياً فالقوانين تتحول لصالحه ؟!!!.
[1] المصدر : مركز ابحاث الاراضي – جمعية الدراسات العربية.
اعداد: