- الانتهاك: الاعتداء على مزارعين اثناء عملهم في ارضهم.
- المكان: قرية جيبيا شمال مدينة رام الله.
- تاريخ الانتهاك 16 نيسان 2020م.
- الجهة المعتدية: البؤرة الاستعمارية جنوب مستعمرة حلميش.
- الجهة المتضررة: الموطنان موسى و عيسى عبد الغني فايز قطاش..
- تفاصيل الانتهاك:
أصيب موطنان من مخيم الجلزون مساء يوم الخميس الموافق 16 من شهر نيسان الحالي بجروح مختلفة و كدمات في انحاء متفرقة من الجسم، و ذلك إثر اعتداء مستعمرين إسرائيليين عليهما بالضرب في قرية جيبيا شمال غرب رام الله. حيث تم نقلهم بواسطة سيارة الاسعاف التابعة للهلال الاحمر الفلسطيني الى المستشفى لتلقي العلاج. والمصابان هما عيسى عبد الغني قطاش وشقيقه موسى، وهما من مخيم الجلزون،
يشار الى ان باحث مركز ابحاث الاراضي تواصل تلفونيا مع احد المتضررين و هو موسى عبد الغني قطاش (36عاما) حيث افاد الاخير بالتالي:” انا من سكان مخيم الجلزون للاجئين الفلسطينين شمال مدينة رام الله، وانا و اخي عيسى قطعة ارض مساحتها نحو دونمين تقع في حيبيا الواقعة شمال غرب محافظة رام الله، وقطعه الارض هذه تقع في وسط جبل اسفل اسكان المهندسين المقام في تلك المنطقة، وهذه الارض مزروعة باشجار الزيتون، و انا وعائلتي وكذلك اخي وعائلته كل فتره نذهب الى الارض هناك بهدف الاستجمام. يذكر انه وحسب معرفتي فـإن المنطقة الواقعة بها ارضنا هي منطقه “جيم” حسب اتفاقيه اوسلو .
يوم الخميس الموافق 16/4/2020 تقريبا الساعة الحادية عشرة صباحا، توجهت انا واخي عيسى وعائلتينا وكذلك والدتنا (67 عاما) الى قطعه الارض للعناية بها والتنزه، وقد كان معي زوجتي وطفالي الثلاثة واكبرهم عمره 8 سنوات، وكذلك اخي كان معه وزوجته واطفاله الثلاثة واكبرهم عمره 10 سنوات، واثناء وجودنا في الارض نزلت انا باتجاه الوادي، اذ ان من هواياتي التقاط صور للازهار والنباتات البرية بهاتفي النقال. وبينما انا انزل الى الوادي، فوجئت بصوت شخص يصرخ بي من خلف شجرة بلوط قائلا لي بالعربية توقف فتوقفت، وعندها رأيت مستعمرين اثنين يخرجان من خلف شجرة البلوط ويتوجهان لي، وكما لاحظت فإن احدهما اشقر وله سوالف طويلة ويضع قبعة المستعمرين الصغيرة، اضافة الى ان هنالك شراشيب تتدلى من تحت بلوزته، واقدر عمره بـ 25 عاما، اما المستعمر الاخر فيبدو في بداية العشرينيات من عمره، وهو ممتلئ الجسم وكان يرتدي بلوزه سوداء وبنطال كاكي، وانا لم ار سلاحا معهما، لكني شعرت بالخوف منهما اذ يبدوان قويا البنية، وعندما توقفت وقال لي المستعمر الاشقر ماذا تفعل هنا، فقلت له ان لي ارض ازورها، فصار يصرخ بي بكلمات بالعبرية لم افهمها رغم اني اعرف بعضا من اللغة العبرية، ثم انهال علي ضربا بغصن زيتون سميك كان يحمله بيده، بحيث وجه لي عدة ضربات على ساقي، ثم وجه لي ضربة على المنطقة الحساسة فشعرت بالم شديد وجلست ارضا وانا اصيح من الالم، وقد سمعت المستعمر الاشقر يقول للمستعمر الاخر احضر حبلا نريد ان نربطه ونقتله، وبسرعه توجه المستعمر الاخر الى داخل الحرش، وعندها تمكنت من النهوض عن الارض بسرعة ودفع المستعمر الاشقر والهرب، واختبأت خلف اشجار حرجية وكنت اردد الشهادتين في سري خوفا وكلي خوف ان يكتشف المستعمرين مكاني ويقتلونني. وبينما انا على تلك الحال، شاهدت ثلاثة مستعمرين اخرين يأتون من اعلى الجبل، واحدهم كان مسلحا بندقية واخر كان يحمل خنجرا كما رأيت، بحيث التقوا مع المستعمرين اللذين يطارداني الصاعدين من اسفل الجبل، وهو ما تصادف مع نزول اخي عيسى للبحث عني اذ يبدو انه شعر بالقلق علي لتأخري بالعودة، وعندها شاهدت المستعمرين الخمسة يحيطون بأخي عيسى وينهالون عليه بالضرب المبرح،
وانا كنت اسمع صوت اخي يصيح من الالم، ولكن لم اكن استطيع عمل شيء له، واستمر المستعمرين يضربون اخي لنحو نصف ساعة، وانا لم املك ان افعل شيئا، كون الهاتف الذي احمله لا شريحة للاتصال وهو فقط لالتقاط الصور، اما هاتفي الذي استعمله للمكالمات فموجود بسيارتي في ارضي، وقد كانت لحظات عصيبة وانا افكر ان المستعمرين حتما سيقتلون اخي وقد يقتلونني اذا ما عثروا علي.
وعندها تمالكت شجاعتي وبدأت ازحف نحو الارض حيث عائلتينا رويدا رويدا، وعندما وصلت كنت في غاية التعب ووجهي احمر واتنفس بصعوبة، فقام زوجتي بسكب الماء على وجهي وسألتني ما بك فأخبرتها بما حصل، وبسرعة قمت بالاتصال بشخص من جيبيا اسمه “صابر شلش” قام بدوره بالاتصال بالارتباط الفلسطيني لكي يقوم بالاتصال بالارتباط الاسرائيلي، وقد حضرت قوة من جنود الاحتلال الاسرائيلي بعد نحو نصف ساعة من اجرائنا للاتصالات، وكما اخبرني اخي عيسى فقد فر المستعمرون بسرعة من المكان عند رؤيتهم للجنود، وانا وصلت للمكان ورأيت اخي الذي كان بوضع صعب والدماء تسيل من فمه ولا يستطيع السير على قدمه اليسرى، اضافة الى وجود العديد من الكدمات في وجهه. وقد حضر الاسعاف بعد مدة وجيزة، ونقل اخي عيسى الى مجمع فلسطين الطبي، حيث اجريت له صور اشعة وفحوصات، حيث تبين ان الضرب المبرح الذي وجهه له المستعمرون ادى الى كسر عددا من اسنانه كما ادى الى كسر ساقه اليسرى، وقام الاطباء بوقف النزيف في فمه ووضعه قدمه المكسورة بالجبصين. وبعد قليل جاء طاقم من الطب الوقائي واجرى لأخي عيسى فحص الكورونا، وتم نقله الى الحجر الصحي في فتدق ابراج الزهراء في البيرة، خوفا من ان يكون مصابا بفيروس الكورونا ، كون المستعمرون تعمدوا البصق عليه اضافة الى امساكه بأيديهم، وبالتالي هنالك احتمالية ان يكون اصيب بالكورونااذا ما كان المستعمرون مصابون بهذا الفيروس.
يشار الى انه و بحسب التقارير السابقة لمركز ابحاث الأراضي فقد رصد قيام مجموعة متطرفة من المستعمرين بإقامة بؤرة عشوائية لتربية الاغنام على سفوح جبل القسطل التابع لقرية ام صفا، و ذلك في مطلع كانون الاول من العام 2019م، حيث ينطلق المستعمرون من هذه البؤرة لشن هجمات على المزارعين في الاراضي المحاذية و التي كان اخرها الاعتداء على المزارعين في قرية جيبيا، علما بانه حسب تقديرات البحث الميداني فان الموقع المستهدف يقع على مسافة لا تتعدى كيلومتر واحد عن تلك البؤرة العشوائية..
الصور 1: البؤرة الاستعمارية التي انطلق منها الاعتداء و هي جديده من تصوير مركز ابجاث الاراضي
الصور2-4: المتضررين مكن تصوير الصحفي علي دار علي و لا يمنع من استخدامها للمركز
اعداد: