الانتهاك: الشروع بشق طريق استعماري.
تاريخ الانتهاك:03/11/2019م.
الموقع: مخيم العروب، بلدتي بيت أمر وحلحول / محافظة الخليل.
الجهة المعتدية: ما تسمى بالإدارة المدنية الإسرائيلية.
الجهة المتضررة: أصحاب وملاك الأراضي في المواقع المذكورة.
التفاصيل:
شرعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، في يوم الأحد الموافق 3 تشرين الثاني 2019م، بأعمال تجريف في أراضي المواطنين ببلدتي حلحول وبيت أمر، تمهيداً لإقامة طريق استعماري جديد على هذه الأراضي.
فقد بدأت الأعمال الأولى لشق هذا الطريف في أراضي بلدة بيت أمر بالقرب من ” بيت البركة” المسيطر عليه من قبل المستعمرين، حيث قامت آليات الاحتلال بإقتلاع أشجار العنب واللوزيات كمقدمة لعمليات التجريف الكبرى في المنطقة، كما قام جنود الاحتلال المرافقين للآليات بمنع المواطنين من الوصول إلى أراضيهم التي يتم فيها التجريف، وأعلنوا المنطقة ” منطقة عسكرية مغلقة” يحظر على الفلسطينيين دخولها.
الصور 1-6: أعمال تجريف الأراضي تمهيدا لإقامة الشارع
كما أعلنت سلطات الاحتلال عبر وسائل الإعلام بأن أعمال شق الطريق ( شارع 60 الالتفافي) قد بدأت فعلياً على أرض الواقع، موضحة بأن حكومة الاحتلال قد رصدت مئات ملايين الشواقل لهذا الغرض، وانه من المقرر البدء بأعمال تعبيد في هذا الطريق في شهر إبريل 2020، على أن يتم الانتهاء من العمل فيه في العام 2022م.
وكانت سلطات الاحتلال قد أعلنت عن إقامة هذا الشارع في العام 2003، فتقدم المزارعون والمواطنون المتضررون منه باعتراضات قانونية موضحين الأضرار الجسيمة التي ستلحق بهم وبأراضيهم، فعاد الاحتلال ونشر في العام 2006م مخططات توضح المسار الجديد للشارع، بعد رفض الاعتراضات التي تقدم بها المزارعون، حيث سيبلغ طول الشارع حوالي ( 8كم).
الصورة 7-8: مخطط الشارع الذي نشره الاحتلال
وحسب المخططات المنشورة فإن مسار هذا الشارع سيبدأ من المنطقة القريبة من ما يعرف بـ ” دوار عتصيون” إلى الشمال من مخيم العروب للاجئين ( أقصى شمال محافظة الخليل) مروراً بالأراضي الزراعية ومزرعة محطة العروب الزراعية، مروراً بالمحمية الطبيعية ( محمية القرن) إلى الغرب من مخيم العروب، وصولاً إلى منطقة ” النبي يونس” شمال شرق بلدة حلحول، حيث سيمر بأراضٍ مزروعة بالأشجار وأخرى تزرع بالمحاصيل الحقلية ومراعي وغيرها.
وحسب مشروع التنظيم التفصيلي رقم ( 20/901 ) للطريق رقم 60، والصادر عن سلطات الاحتلال والذي يخص الشارع الجديد فإن هذا الشارع سيمر في المناطق التالية:
- أراضي بلدة بيت أمر: سيمر في الحوض الطبيعي رقم (2): في أجزاء من المواقع (خربة أم طلع، خربة بريقوت، بيت زعتة، جبل أبو سودا، فريديس، جبل القرن، واد الشيخ)، كما سيمر في الحوض الطبيعي رقم ( 4) جزء من الموقع واد العروب، وكذلك في الحوض الطبيعي رقم ( 8) جزء من الموقع ( القنية)، حيث سيستولي الشارع على حوالي (740) دونماً من أراضي البلدة.
- أراضي بلدة حلحول: سيمر في الحوض الطبيعي رقم (8) في أجزاء من المواقع ( خربة بيت خيران، الحواور، رأس القاضي، خربة أم درج، خربة بيت خراف، الجمجمة، ارض عين الشنار، أم سليمان، الرموز)، كما سيمر في الحوض الطبيعي رقم ( 10) جزء من المواقع ( ظهر البو، وردان)، وكذلك في الحوض الطبيعي رقم ( 11) جزء من الموقع ( وردان)، حيت سيستولي على حوالي ( 530) دونماً من أراضي البلدة.
وحسب مخططات الشارع فأنه سيتضمن إقامة جسور وأنفاق وقنوات ومنشآت تصريف مياه وأسوار وجدران استنادية، كما أشارت المخططات إلى أن متعهد المشروع هو (م.ط.ع- اللجنة الفرعية للطرق) وان مقدم المشروع (ماعتص- دائرة الأشغال العامة-الشركة الوطنية للطرق م.ض).
وجاء في مخطط مشروع الطريق أن ملكية الأراضي التي سيقام عليها هذا الطريق تعود لما يسمى ب (المسؤول عن أملاك الدولة المتروكة وآخرون).
كما قامت سلطات الاحتلال بتاريخ ( 3/4/2019) بإصدار أمر عسكري بإستملاك مساحات شاسعة من أراضي المواطنين، قدرت بحوالي ( 401 دونم) لغرض بسط مزيد من السيطرة على الأراضي لأجل تمرير مخطط الشارع.
وحسب المخطط فإن مساحات الطرق المقترحة – الجديدة – تبلغ ( 461) دونما، وان مساحة الطرق القائمة حالياً والمصادق عليها تبلغ (105) دونما، في حين تبلغ مساحات المنطقة المحظور البناء عليها (707) دونما، ليصبح مجموع مساحات الأراضي المستولى عليها لصالح هذا الطريق وارتداداته ( 1309) دونما.
ويتضح من المساحات الشاسعة التي سيتم مصادرتها لإقامة مشاريع استعمارية جديدة خدمة للمستعمرات على أراضي الضفة الغربية بان سلطات الاحتلال لا تزال تمعن في مصادرة أراضي الفلسطينية، الأمر الذي سيلحق الضرر بالمزارع الفلسطيني الذي ستُسلب أرضه خدمة للمستعمرات والمستعمرين.
كما يُتوقع توسع المستعمرات وتمددها على جنبات هذا الطريق، حيث أن الاحتلال يهدف من هذا الطريق إلى مزيد من الربط والتواصل بين المستعمرات، الأمر الذي سيؤدي إلى تضخيمها وإقامة مباني استيطانية جديدة.
ومن خلال تتبع مسار الطريق الاستيطاني الجديد فإنه سيلتهم مساحات شاسعة من أراضي المواطنين المزروعة بالأشجار المثمرة وخاصة العنب واللوزيات ، كما سيلتهم مساحات من أراضي كلية العروب الزراعية، ويلحق الضرر بالاشتال والأشجار في هذه المساحات والمعدة للتجارب والبحوث الزراعية، وبحسب مخططات هذا الطريق فإن سلطات الاحتلال ستبني جسرا على مقربة من مدخل كلية العروب الزراعية، حيث ستقام أعمدته في أراضي الكلية، وسيخترق هذا الجسر المحمية الطبيعة ” جبل القرن” شرق بلدة بيت أمر.
كما سيأتي هذا الطريق على مقربة من مقبرة مخيم العروب، في الجهة الجنوبية الغربية من المخيم، وسيلحق الضرر بملعب رياضي مقام في الجهة الغربية أيضا.
كما سيلحق الضرر، وخطر الهدم بمنازل المواطنين في مخيم العروب وخاصة في الجهة الغربية من المخيم، حيث قامت سلطات الاحتلال بتوجيه إخطارات بوقف العمل وهدم المنازل التي بُنيت في المنطقة الغربية من المخيم.
تجدر الإشارة إلى أن الطريق الاستيطاني رقم ( 60) يمتد من جنوب الضفة الغربية وحتى شمالها، حيث يبدأ من مدينة بئر السبع بالداخل المحتل، وصولا إلى مدينة الناصرة المحتلة عام 1948، كما يخترق هذا الطريق معظم المدن والبلدات الفلسطينية خاصة في محافظتي الخليل وبيت لحم والقدس ورام الله وجنين، وتقوم سلطات الاحتلال بإحداث تعديلات مستمرة عليه ليساهم في ربط وتواصل المستعمرات المقامة على جنبات هذا الطريق.
اعداد: