شهدت البلدة القديمة من مدينة الخليل، منذ مطلع العام الحالي 2019 تصعيداً في اعتداءات المستعمرين وقوات الاحتلال الإسرائيلي على المواطنين وممتلكاتهم، خصوصاً في ظل قرار حكومة الاحتلال بطرد فريق بعثة التواجد الدولي ( TIPH) من مدينة الخليل.
فمنذ إعلان حكومة الاحتلال عن نيتها بطرد البعثة الدولية، قام المستعمرون باعتداءات عديدة على المواطنين وممتلكاتهم، في ظل غياب أعضاء الفريق الدولي الذين كانوا يراقبون ويوثقون هذه الاعتداءات.
فمن خلال الرصد والتوثيق تم تسجيل الاعتداءات التالية للمستعمرين المتطرفين والذين يقطنون في بؤر استعمارية داخل البلدة القديمة:
- ففي يوم الأحد الموافق 13/01/2019 اعتدى المستعمرون على أراضي المواطنين في منطقة ” وادي الحصين” شرق الخليل، وبالقرب من مستعمرة ” كريات أربع”، حيث قام المستعمرون ببناء درج من الحجارة والصخور في أراضي المواطنين من عائلتي الجعبري وأبو سعيفان، وكان المستعمرون يستخدمون هذه الأدراج للعبور عبر أراضي المواطنين إلى مستعمرة ” كريات أربع” والمناطق الأخرى. كما قاموا بإغلاق طرق وممرات بالحجارة بين منازل المواطنين، لإعاقة مرورهم في المنطقة، وتقدم المواطنون بشكوى لدى شرطة الاحتلال حول هذا الاعتداء، فصدر قرارا منها بإزالة هذه الأدراج، لكن المستعمرون قاموا بإعادة بناءه في أراضي المواطنين.
الصورة 1: قيام المستعمرون ببناء الأدراج في أراضي المواطنين
- وفي يوم الخميس الموافق 31/01/2019 أعلنت حكومة الاحتلال رسمياً إنهاء عمل فريق بعثة التواجد الدولي في الخليل، وفي اليوم التالي الجمعة 01/02/2019 انتشر المستعمرون في البلدة القديمة وحول البؤر الاستعمارية ” فرحين” بطرد بعثة التواجد الدولي من المدينة، وتوجهوا إلى منقطة “وادي الحصين” وقاموا بالاعتداء وخلع الأسلاك الشائكة المحيطة بأراضي المواطنين، والتي كان المواطنون قد أقاموها حول أراضيهم لحمايتها من اعتداءات المستعمرين الذين كانوا يتجولون فيها ويعتدون على المزروعات فيها.
الصورة 2: آثار الاعتداء على أراضي المواطنين في وادي الحصين
- وفي يوم الاثنين الموافق 04/02/2019 قامت قوات الاحتلال بعزل محل تجاري قرب الحرم الإبراهيمي، حيث استقدمت الحواجز الحديدية ووضعتها أمام محل المواطن عبد الرؤوف المحتسب، ما أعاق وصول المواطنين والسياح إلى هذا المحل التجاري.
الصورة 3: محل المواطن عبد الرؤوف المحتسب
- وفي يوم الثلاثاء 05/02/2019 قامت قوات الاحتلال باعتقال خمسة معلمين وتلميذ أثناء توجههم إلى مدرستهم في البلدة القديمة، حيث احتجزتهم حتى ساعات الظهيرة، كما سجل قيام مستعمر بدهس الطفل أحمد وجيه جابر ( 14 عاما) في البلدة القديمة، ما أدى إلى إصابته بجروح وتم نقل للمستشفى لتلقي العلاج.
- وفي يوم الخميس بتاريخ 07/02/2019 تم رصد قيام الاحتلال باعتقال إثنين من المتضامنين الأجانب الذين يساندون ويرافقون طلبة المدارس في الوصول إلى مدارسهم، حيث تم اعتقالهم واقتيادهم إلى جهة مجهولة.
- وفي مساء يوم السبت 09/02/2019 تجمع أعداد كبيرة من المستعمرين في ساحة الحسبة ( سوق الخضار القديم) بالبلدة القديمة، ثم قاموا بجولة استفزازية في منطقة “الكرنتينا” واخذوا يهتفون عبر مكبرات الصوت ” الموت للعرب” وأطلقوا تهديدات باقتحام حارة جابر وأبو سنينية، كما قام أحد حاخامات المستعمرين بإلقاء كلمة في الحشد يطالب فيها بـ ” قتل العرب وترحليهم عن مدينة الخليل”.
- وفي يوم الاثنين بتاريخ ( 11/2/2019) اعتلت مجموعة من المستعمرين سطح منزل المواطن أبو عماد قنيبي في منطقة ” خزق الفار” بالبلدة القديمة، وطالبوا المواطن باخلاء منزله والرحيل عنه، كما هددوه في حال لم يغادر المنزل بأن يقوموا بذبحه وذبح أبناءه، فتوجه قنيبي بشكوى لدى شرطة الاحتلال حول هذا الاعتداء، وقال بأنه وأسرته ( 5 أفراد) لم يناموا تلك الليلة خوفاً من اعتداءات المستعمرين، مستذكرا قيام المستعمرين بحرق عائلة دوابشة وهم نيام.
- وفي يوم الثلاثاء بتاريخ ( 12/2/2019) أصدرت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمراً عسكرياً بإغلاق شارع الشهداء وسط مدينة الخليل وحظر حركة المواطنين الفلسطينيين فيه، وقامت بطرد المتضامنين الأجانب والنشطاء منه، بعد أن شكل المواطنون والنشطاء في البلدة القديمة مجموعات تطوعية لمرافقة المواطنين إلى منازلهم والطلاب إلى مدارسهم بعد طرد فريق بعثة التواجد الدولي، حيث يتلخص عمل هذه المجموعات المحلية بمرافقة المواطنين ومراقبة اعتداءات المستعمرين وتوثيقها.
الصورة 4: الأمر العسكري الذي أصدره الاحتلال
وفي ساعات المساء من ذات التاريخ هاجم عشرات المستعمرين منازل المواطنين في شارع الشهداء، وسط حراسة جنود الاحتلال، كما اعتدوا على منزل المواطن مفيد الشرباتي بالحجارة، وحاولوا اقتحامه وخلع أبوابه للدخول إليه، كما توجه عدد من المستعمرين إلى منطقة ” تل الرميدة والكرنتينا” ونفذوا جولات استفزازية وسط منازل المواطنين، وقاموا بتوجيه العبارات النابية والشتائم لهم.
بات من الواضح تصاعد اعتداءات المستعمرين على المواطنين في البلدة القديمة، بعد طرد فريق بعثة التواجد الدولي، حيث غاب الرقيب الذي كان يراقب ويوثق هذه الاعتداءات.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مصدر الصور: مواطنو البلدة القديمة بالخليل
اعداد: