تواصل سلطات الاحتلال حملتها الشرسة ضد الوعي الفلسطيني المقدسي في مدينة القدس المحتلة، وذلك من خلال محاربتها للمنهاج الأكاديمي الفلسطيني المعمول به في مدارس المدينة المحتلة، فهي تعمل بشكل واضح على استبدال المنهاج الفلسطيني بمنهاج إسرائيلي، وهو المعمول به في المدارس العربية في الأراضي المحتلة عام 1948م.
وقد بدأت بعض المدارس التي افتتحت مؤخراً في شرقي المدينة المحتلة، والتي تتبع لبلدية الاحتلال، من البدء في تدريس المنهاج الإسرائيلي، حيث أن البلدية تقوم بتشجيع المدارس على اعتماد المنهاج الإسرائيلي في تدريسها مقابل الحصول على مخصصات مالية عالية، إضافة إلى إجراء تحسينات على مستوى المدارس.
لكن على ماذا يحتوي المنهاج الإسرائيلي، ولماذا تعمل بلدية الاحتلال على فرضه داخل مدارس المدينة المحتلة..!؟
إن تغيير المفاهيم التاريخية والمتعارف عليها لدى الطلاب لهو السبب الرئيسي وراء فرض منهاج إسرائيلي. فالمنهاج الإسرائيلي يناقش جغرافية دولة “إسرائيل” .. وتاريخ دولة “إسرائيل” ، ويعرف القدس “أورشليم” بأنها عاصمة شعب “إسرائيل” وأنها تقع على جبال “يهودا”، كما يتناول المنهاج تعريف لدولة “إسرائيل” وربطها بالتاريخ، ويذكر “الأقليات” التي تقيم في الدولة ويقصد العرب الفلسطينيين.
إن كل ما ذكر يهدف بشكل أساسي إلى كي الوعي وطمس الذات العربية الفلسطينية في المدينة المحتلة، حيث أنه يحتوي على كلمات وعبارات وجمل تحمل دلالات إسرائيلية تزوّر الواقع والتاريخ والجغرافيا، وهذا جميعه يندرج تحت مشروع أسرلة مدينة القدس المحتلة وقلب الواقع، ويضاف هذا إلى سلسلة من المشاريع الإسرائيلية التهويدية التي تهدف إلى تغيير الهوية الحقيقية للمقدسيين داخل مدينتهم المحتلة، وسلخهم عن محيطهم الاجتماعي والثقافي، “فإسرائيل” تقوم بملاحقة المؤسسات المقدسية وإغلاقها واعتقال موظفيها بتهمة الإرهاب، وحظر نشاطها، وأي عملية لصقل الوعي العربي الفلسطيني تواجه بالإغلاق والمنع .. بالمقابل تقوم بلدية الاحتلال بفتح مراكز جماهيرية داخل الأحياء العربية المقدسية، وتقوم بربط خدمات أساسية للمواطنين فيها لتجبرهم على التعامل معها.
اعداد: