- الانتهاك: الاعتداء على طفل بالضرب و تجريده من كامل ملابسه.
- الموقع: قرية برقة – محافظة نابلس.
- تاريخ الانتهاك: السادس من أيلول 2017م.
- الجهة المعتدية: عصابات المستعمرين المتمركزة هناك.
- الجهة المتضررة: الطفل جميل أسامة جميل احمد دغلس.
- تفاصيل الانتهاك:
على الرغم من ادعاء الاحتلال الاسرائيلي بإخلاء مستعمرة " حومش" الجاثمة على أراض قرية برقه من جانب واحد، الا انه على ارض الواقع ما تزال تلك المنطقة حكراً على المستعمرين الذين لا يتوانوا في ملاحقة المزارعين الفلسطينيين وشن اعتداءات متواصلة على المنطقة. يذكر أن الطفل جميل أسامة جميل احمد دغلس (16 عاماً) قد تعرض لاعتداء المستعمرين في المنطقة .
دغلس توجه برفقة صديقه وابن عمه صلاح محمد احمد عوايص مساء يوم الأربعاء الموافق السادس من شهر أيلول في منطقة " القصور" وهي منطقة جبلية مطلة على قرية برقة شمال نابلس، وتعتبر من المناطق التي اعتاد أهالي القرية على التنزه بها، علماً بأنها تبعد عن موقع مستعمرة "حومش" التي يدعي الاحتلال إخلائها مسافة كيلومترا واحد، حيث أراد اللعب والتنزه هناك، و كاد أن يلقى حتفه كفاتورة ثمن لذلك على يد عصابات المستعمرين.
بحسب إفادة دغلس لباحث مركز أبحاث الأراضي :" أثناء تواجدنا للعب بمنطقة القصور عند حوالي الساعة الخامسة مساءً من يوم الأربعاء وبعد عودتنا من المدرسة، تفاجئنا بقدوم عشرين مستعمراً باتجاهنا من موقع مستعمرة "حومش"، استطاع صلاح مراوغتهم والهرب، لكن أنا لم استطع".
أضاف دغلس القول:" تحلق المستعمرون العشرون حولي، شعرت بالخوف والتوتر، وبدأوا بإلقاء الحجارة اتجاهي فأصبت بأحدها برأسي وفقدت الوعي".
لم يكتف المستعمرون بضرب دغلس بالحجارة، بل استمروا بركله بأقدامهم وتوجيه اللكمات على جسده، وسحبه على ظهره فوق الشوك لمسافة تصل كيلومترا من منطقة القصور باتجاه المستعمرة أعلى الجبل بعد تمزيق ملابسه بشكل كامل، ثم باشروا بدحرجته لأسفل الجبل باتجاه منطقة باب الواد.
وبعد أن استعاد دغلس جزءً من وعيه حاول الوصول لمنزل عائلته الذي يبعد مئتي متر عن المكان، إلا أن المستعمرين باغتوه بإطلاق القنابل الصوتية نحوه أدت لارتطام رأسه بصخرة أفقدته الوعي من جديد، حيث ظن المستعمرين انه قد مات ثم غادروا المكان. وعقب والد جميل دغلس القول:" سمع راعي اغنام كان قريب من المنطقة يدعى يوسف عبد الله حجة صوت القنبلة وتوجه على الفور الى تلك المنطقة ليشاهد الطفل جميل ملقى على الأرض والدماء تملئ وجهه وهو عاري من الملابس بعد ان مزقها المستعمرين، فقام بحمله على الفور الى منطقة قريبة من بيوت القرية، وقام بتغطيته بواسطة قطعة قماش كانت بحوزته، ومن ثم قام بالاتصال بعم الطفل الذي يدعى محمد عوايص والذي بدوره هرع الى الموقع برفقة والد الطفل، وتم نقل الطفل إلى منزل والده بواسطة سيارة خاصة ومن هناك تم نقله الى مستشفى رفيديا الحكومي بواسطة سيارة إسعاف تابعة للهلال الأحمر الفلسطيني.
وحول الوضع الصحي للطفل جميل دغلس، فان التقارير تشير برضوض مختلفة في كافة أنحاء جسم الطفل بالإضافة الى خدوش مختلفة، حيث تلقى العلاج في قسم الطوارئ وبقي يومين تحت المراقبة قبل مغادرة المستشفى. وبحسب ما ورد عن إحدى المؤسسات الحقوقية، فإن المستعمرين قاموا بتصوير ثياب الطفل وبجانبها قطعة سكين حادة، وقاموا بنشر الصور على صفحة التواصل الاجتماعي وقد ادعوا قتل الطفل الذي حاول مباغتتهم وقتلهم. يذكر ان سجل الإجرام عند المستعمرين في تلك المنطقة حافل بالاعتداءات على المزارعين وقطع الأشجار وحرق المزروعات وتخريب المنازل.
|
الصور 1-4: الطفل جميل أسامة جميل احمد دغلس ويظهر على جسده آثار اعتداء المستعمرين
الصور 5-6: مستعمرة "حومش" التي يدعي الاحتلال إخلائها
نبذة عن مستعمرة "حومش":
أقيمت في عام 1980 على حدود محافظتي نابلس وجنين وعلى حساب أراضي قرية برقة الواقعة الى الشمال من مدينة نابلس على مقربة من قرى سيلة الظهر جنوب جنين، بزاريا غرب نابلس، بيت أمرين شرق نابلس. وقد استولت المستعمرة على حوض رقم 6 المسمى ‘حوض الظهور’ ويشمل قطع أراضي من 1- 22 على التوالي والتي تعود لأهالي قرية برقة. وحتى عام 2005 بلغت مساحة الأراضي المستولى عليها للمستعمرة من القرى المذكورة أعلاه حوالي 781 دونما من بينها 157 دونما منطقة بناء.
في آب 2005 أخلت الحكومة الإسرائيلية المستعمرة الى جانب ثلاث أخرى هي "صانور وكاديم وغانيم" وجميعها في محافظة جنين ضمن خطة أحادية الجانب. ولم تسلم سلطات الاحتلال هذه المستعمرات الأربع للسلطة الفلسطينية بل أبقتها تحت سيطرتها الأمنية المطلقة.
وتم تدمير أبنية المستعمرة بكاملها والمقامة على مساحة 157 دونماً، ولا زالت آثار الدمار والخراب باقية مكان المستعمرة. أما الأراضي الواقعة في محيط المستعمرة والتي كانت أراضي عسكرية مغلقة يمنع على المزارعين الوصول إليها عندما كانت المستعمرة قائمة فقد سمحت سلطات الاحتلال للمزارعين باستعادتها. وفي أعقاب ذلك أسرع المزارعون الى استصلاح اراضهيم التي تحولت الى بور بفعل اجراءات المنع، وقاموا بحفر آبار لجمع مياه الأمطار تحت إشراف وتمويل مديرية زراعة نابلس. وتقدر مساحة الأراضي التي تم استصلاحها حوالي 250 دونما زرعت باشتال اللوز والزيتون والتين والعنب، كما تم شق عدة طرق زراعية.
ولكن على ارض الواقع، نشط المستعمرون في تكوين عصابة أطلق على نفسها " أبناء التلال" ويقومون بالتسلل الى أنقاض مستعمرة "حومش" بشكل دوري وتنفيذ اعتداءات ضد الأرض والإنسان و الزرع، وقد بلغ مجموع تلك الاعتداءات بالعشرات، مما حول حياة السكان الى جحيم لا يطاق هناك.
قرية برقة:
تقع إلى الشمال الغربي من مدينة نابلس وتبعد عنها 17 كم، يصلها طريق محلي معبد يربطها بالطريق الرئيسي نابلس – جنين وطوله 3.5كم، ترتفع عن سطح البحر 450م وتبلغ مساحة القرية العمرانية 480 دونم ومساحة أراضيها الكلية 18,500 دونم، تتبع إدارياً لبلدية نابلس، يدير شؤونها الإدارية مجلس قروي.
تحيط بها أراضي القرى المجاورة، يحدها من الشرق قريتي ياصيد وبيت إمرين، ومن الجنوب سبسطية ومن الغرب قريتي بزاريا ورامين ومن الشمال سيلة الحارثية وعطارة. بلغ عدد السكان حسب احصائيات عام 2007 قرابة 4300 نسمة، مع الإشارة إلى انه يوجد اضعاف هذا الرقم مقيمون في الخارج.