اقتحمت مجموعات من المستعمرين، بتاريخ 25/7/2017م، منزل عائلة أبو رجب في البلدة القديمة من الخليل، ودخلت إلى المنزل وتحصنت فيه ورفعت الأعلام الإسرائيلية عليه. فقد اقتحم نحو (50) مستعمراً بحراسة من جيش وشرطة الاحتلال المنزل، وعربدوا في المكان، ودخلوا إلى المنزل بحجة شراءه من مالكيه، الأمر الذي ينفيه مالكي المنزل. وبعد اقتحام المستعمرين للمنزل، أصبح تحت سيطرتهم، حيث يقيم المستعمرون في الطابق الثاني والثالث من المنزل المكون من ثلاثة طوابق، ويقيم في الطابق الأول عائلة الشيخ علي أبو رجب.
الصور 1+2: منظر للمنزل المُستولى عليه من قبل المستعمرين
ومنذ ادعاء المستعمرين بشراء هذا المنزل، ومحاولاتهم السيطرة عليه، أصبحت عائلة الشيخ أبو رجب شبه محاصرة بداخله، إذ لا يسمح جنود الاحتلال له ولأولاده بالخروج أو الدخول إلى المنزل عبر مدخله الرئيس، فيضطر المواطن وأولاده إلى الخروج والدخول عبر ممر خلفي باتجاه جامع أبو الريش، وعبر أماكن وطرقات يسيطر عليها الاحتلال يعربد فيها المستعمرون.
بدايات القضية :
تعود بدايات القضية إلى تاريخ ( 29/3/2012 ) حين اقتحمت مجموعة من المستعمرين منزلاً تملكه عائلة أبو رجب الخليلية، بحجة شراءه من مالكيه، حيث قام المستعمرون بتكسير أبواب المنزل فجراً، والدخول إليه والإقامة فيه، وأطلقوا عليه اسم " بيت المكفيلا " .
وبعد أن علمت لجنة اعمار الخليل بعملية الاستيلاء على المنزل، قامت برفع دعوى قضائية عبر مكتبها القانوني وفتح تحقيق في ادعاء المستعمرين بشراء المنزل.
وبتاريخ ( 4/4/2012 ) نجح الفريق القانوني باستصدار قرار من سلطات الاحتلال بإخراج المستعمرين من المنزل، حيث قامت شرطة الاحتلال بإخراجهم وحظرت الدخول إلى المنزل وأعلنت المنطقة " منطقة عسكرية مغلقة ".
لم يرق هذا الأمر للمستعمرين، حيث عملوا بعد إخراجهم على نصب خيام أمام المنزل للاحتجاج على قرار إخراجهم من المنزل.
حيثيات القضية :
حسب رئيس الدائرة القانونية في لجنة اعمار الخليل توفيق جحشن، فقد ادعت جمعية استعمارية تدعى " العائدون إلى الخليل " بأنها من اشترت المنزل، فتوجهت الجمعية الاستعمارية إلى ما يسمى بـ (لجنة الاعتراضات ) في مستعمرة " بيت ايل " للاعتراض على قرار إخلاء المستعمرين من المنزل، فخسرت اللجنة الاستعمارية الاعتراض، بحجة أن على الجمعية الاستعمارية التوجه أولاً إلى ما يسمى بـ ( لجنة التسجيل الأولي) في مستعمرة " عوفر " حيث تعمل هذه اللجنة على تسجيل العقار في حال شراءه بصورة قانوينة .
تم إمهال لجنة اعمار الخليل مدة ( 45 ) يوماً للاعتراض على صفقة البيع، فقام الفريق القانوني بتقديم الاعتراضات والطعن في عملية البيع وتسريب العقار للجمعية الاستعمارية، فقدمت الاعتراضات بأسماء من لهم حقوق في العقار، بالإضافة للمجاورين له، وكذلك الأوقاف نظراً لوجود مسجد أبو الريش وهو مسجد قديم يحمل طابو مجاوراً لمنزل عائلة أبو رجب، حيث قضت محكمة الاحتلال بأن مستندات البيع المتوفرة لدى الجمعية الاستعمارية غير قانونية وباطلة، ولا تثبت أي علاقة قانونية بين الجمعية الاستعمارية والمستندات، نظراً لعدم توفر المستندات الأصلية، حيث يعتبر هذا الانجاز الخطوة الأولى في طريق إفشال عملية تسريب العقار إلى الجمعية الاستعمارية .
أطماع المستعمرين في منزل عائلة أبو رجب ؟:
يهدف المستعمرون من خلال السيطرة على منزل عائلة أبو رجب الى ربط مستعمرات " كريات أربع وخارصينا " الواقعة على أراضي شرق مدينة الخليل بالبؤر الاستعمارية الستة الممتدة بين هذه المستعمرات تل الرميدة جنوب غرب المدينة، حيث تقع البؤر الاستعمارية التالية ما بين مستعمرتي كريات أربع وخارصينا وتل الرميدة :
1_ البؤرة الاستعمارية المسماه" غوتنك " على منطقة الاستراحة على مقربة من الحرم الإبراهيمي.
2_ البؤرة الاستعمارية المسماة" أبراهام افينو " – سوق الحسبة .
3_البؤرة الاستعمارية " بيت هداسا " – الدبويا
4_ البؤرة الاستعمارية المسماة " بيت هشيشا "
5_ البؤرة الاستعمارية المسماة " بيت رومانو "- مدرسة أسامة .
6_ البؤرة الاستعمارية " رماتي شاي " على أراضي تل الرميدة .
وفي تفصيل أكثر يمكن القول بأن منزل عائلة أبو رجب بقي الشيء الوحيد غير المسيطر عليه بالكامل من قبل المستعمرين، في سلسلة استيلاءات استعمارية تضم العديد من الأماكن، إذ يعتبر هذا المنزل هو الحلقة الوحيدة التي تعيق تواصل البؤر الاستعمارية والمناطق المسيطر عليها، ولعل المتتبع لاستيلاء المستعمرين وسلطات الاحتلال على المنطقة المسيطر عليها كاملاً في البلدة القديمة من الخليل يلاحظ ذلك من خلال وقوع مستعمرتي "كريات أربع" و"خارصينا" في الجهة الشرقية، ثم سيطرتهم على منطقة وادي الحصين، ثم التوجه نحو الجنوب الغربي فيجد سيطرة المستعمرين والاحتلال على ما يسمى بطريق المصلين أو " تلة ايرز " ، ثم يجد مركز لشرطة الاحتلال بجوار الحرم الإبراهيمي، ثم يصل إلى الحرم الإبراهيمي والمسيطر عليه أيضاً، ثم تجد المدرسة الإبراهيمية المسيطر عليها كذلك، ثم يقع منزل عائلة أبو رجب، ثم سيطرة الاحتلال على طريق السهلة إلى الغرب من منزل أبو رجب، ثم سيطرته على شارع الشهداء ثم التوجه نحو الجنوب الغربي لنجد سيطرته على تل الرميدة وإقامة البؤرة الاستعمارية " رمات يشاي " .
طبيعة المنزل :
تجدر الإشارة إلى منزل عائلة أبو رجب يتألف من ثلاثة طوابق، الطابق الأول عبارة عن مخازن، أما الطوابق الثاني والثالث فهو عبارة عن شقق سكنية وهو مبني مطلع الثمانينات من القرن الماضي، إذ تبلغ مساحة الطابق الواحد نحو ( 150م2 )، كما يتبع المنزل قطعة ارض مزروعة بأشجار الزيتون .
الصور 3-5: مسكن عائلة أبو رجب بعد السيطرة عليه واعتلاء سطحه ووضع أعلام إسرائيلية
الصور 6+7: احتفالات المستعمرين بعد الاستيلاء على المسكن
صورة 8+9 :منظر عام لمنطقة أبو الريش وموقع المسكن المستولى عليه
اعداد: