على مدار أكثر من ثلاث سنوات وباب العامود أحد أبواب البلدة القديمة في القدس المحتلة يشهد سلسة من الإجراءات القمعية المكثفة لقوات الاحتلال التي تنتشر فيه وتتمركز عند المداخل المؤدية إليه، حيث تقوم بعمليات تفتيش بشكل استفزازي للمقدسيين دون تمييز تطال الشبان والنساء وحتى الأطفال، حيث تتعمد تفتيشهم بطرق إستفزازية، عدا عن التنكيل بالشبان واعتقال البعض منهم، وإصدار أمر بمنعهم من الوصول لمنطقة باب العامود لفترة قد تصل إلى 14 يوم، ولا تتردد شرطة الاحتلال في فتح نيران أسلحتها الأوتوماتكية باتجاه الفلسطينيين بمجرد الاشتباه وراح ضحية الاشتباه عدد من الشهداء حيث تم إعدامهم ميدانياً دون وجود سبب ولا دافع لإطلاق النار عليهم بحسب ما أفاده شهود عيان في المنطقة . فمنذ أحداث شهر أكتوبر 2015، وسلطات الاحتلال شددت من إجراءاتها الأمنية في باب العامود والمنطقة الممتدة بين باب العامود وباب الساهرة ، حيث قامت بتركيب كاميرات مراقبة ونشر المزيد من قواتها في المكان.
ونتيجة للعملية الأخيرة التي قام بها ثلاث شبان من بلدة دير أبو مشعل غرب مدينة رام اللة والتي أدت إلى مقتل مجندة إسرائيلية واستشهاد الشبان الثلاثة، فقد صعّدت سلطات الاحتلال من إجراءاتها بشكل كبير، واتخذت على الفور عدة خطوات كان من بينها إيقاف تصاريح الدخول للفلسطينيين القادمين من الضفة الغربية، حيث في اليوم التالي للعملية، انتشرت قوات كبيرة من شرطة الاحتلال في باب العامود والبلدة القديمة وقاموا بإغلاق شارع السلطان سليمان الواصل بين باب الساهرة وباب العامود، وشرعوا بتفتيش المارة، وكل من يحمل هوية السلطة الفلسطينية (الخضراء) كان يتم نقله إلى حافلات تتبع لمصلحة السجون، حيث كان يتم تجميعهم ونقلهم إلى معبر قلنديا.
كما قامت بلدية وشرطة الاحتلال بخلع بعض الأشجار في منطقة مغارة الكتان (ما يطلق عليها مغارة سليمان) الواقعة بين باب العامود وباب الساهرة ، وذلك من أجل أن يتم كشف أكبر مساحة ممكنة ليتسنى لقوات شرطة الاحتلال مراقبة المارة من المكان تحت حجج وذرائع أمنية، حيث تم تقطيع ما يقارب ثماني أشجار كانت تحيط في المنطقة.
وتندرج هذه الخطوة ضمن سلسلة إجراءات كانت قوات الاحتلال قد اتخذتها بهدف السيطرة الكاملة على المنطقة، فقبل عام زادت الشرطة من عدد كاميرات المراقبة بالمكان، حيث نصب عدد إضافي من كاميرات المراقبة على مدخل باب العامود بشكل خاص، وقبلها قامت بنصب برج مرتفع للمراقبة، إضافة إلى وضع بوابات كهربائية لتفتيش الفلسطينيين على مداخل أبواب البلدة القديمة وأحياءها .
كل هذه الإجراءات تأتي بالتزامن مع حملة واسعة من الاعتقالات تشهدها المدينة منذ شهور بحق أبناءها وبالأخص داخل أحياء البلدة القديمة التي تشهد إجراءات قمعية مشددة.
اعداد: