في 24 أيار 2017م نظمت في مدينة القدس المحتلة مسيرة الأعلام الإسرائيلية السنوية، والتي تقام في كل عام بحسب التقويم العبري حيث يحتفل فيها المستعمرون بما يسمونه ذكرى "توحيد القدس"، وهو اليوم الذي تم إحتلال فيه الجزء الشرقي من المدينة المحتلة، وكانت منذ الصباح قد إنتشرت قوات كبيرة من شرطة الاحتلال وقوات حرس الحدود والشرطة الخاصة في المدينة. وقاموا بإغلاق بعض الشوارع الرئيسية في المدينة والمؤدية إليها من أجل تسهيل وصول الحافلات التي تحمل المستوطنين من كافة المستوطنات في الضفة الغربية، كما قامت بنصب الحواجز على طول الطريق بين باب العامود وباب الساهرة ، وأجبرت التجار المقدسيين على إغلاق محلاتهم التجارية عند الساعة الثالثة عصراً في باب العامود وطريق الواد وصولاً إلى حائط البراق حيث سيتجمعون هناك .
وكانت مسيرة هذا العام تتصادف مع الذكرى الخمسون على إحتلال القدس، حيث شارك فيها عدد كبير جداً من المستوطنين بشكل إستفزازي وهم يرفعون أعلام دولة الإحتلال ويرددون هتافات عنصرية وعبارات الكراهية والشتائم ضد العرب والفلسطينيين، وكانت قوات الشرطة قد إنتشرت بشكل كبير عند باب العامود من أجل تفريغه من المواطنين لإفساح المجال أمام المستوطنين . حيث كان قد تجمع العشرات من المقدسيين والمتضامنين الأجانب رافعين الأعلام الفلسطينية والشعارات التي تؤكد على أن القدس أرض محتلة وليست عاصمة "لإسرائيل".
الأمر الذي دفع قوات الشرطة إلى قمع المتظاهرين والإعتداء عليهم بالدفع والضرب والشتائم واللكمات التي تركزت على الوجه، وتم الاعتداء على عدد من الشبان والنساء والأطفال الذين تواجدوا بالمكان وإعتقال عدد منهم . ثم استعانت شرطة الاحتلال بوحدة الخيالة الذين قاموا بملاحقة المواطنين وإرهابهم الأمر الذي أدى إلى حدوث تدافع بين المواطنين أدت إلى إصابة سيدة فلسطينية بساقها نتيجة وقوعها أرضاً .
ويأتي ذكرى احتلال المدينة وسط تصريحات السياسيين الإسرائيلين الذين اعتبروا هذه الذكرى مميزة على الشعب الإسرائيلي كونها تصادف الذكرى الخمسين . وكان قد صرح رئيس وزراء الاحتلال "بنيامين نتنياهو" بأن ما جرى في شهر حزيران من العام 1967 كان عبارة عن تحرير للقدس وليس احتلال! مؤكداً على أن القدس ستبقى عاصمة أبدية موحدة لدولة "إسرائيل" ولن يتم التنازل عنها باعتبارها مدينة يهودية للشعب اليهودي.
اعداد: