في 22 آذار 2017 أقدمت سلطات الاحتلال على إغلاق مسكن عائلة الشهيد فادي أحمد حمدان القنبر من سكان حي القنبر الواقع في بلدة جبل المكبر جنوب مدينة القدس المحتلة، وذلك ضمن سياسة العقاب الجماعي التي تنتهجها دولة الاحتلال بحق عائلات الأسرى والشهداء الذين اتهموا بتنفيذ عمليات ضد قوات الاحتلال.المسكن مبني من الطوب والإسمنت، وهو بمساحة 90 متر مربع، مكون من طابقين، ويحتوي على ثلاث غرف وحمام ومطبخ، وكان يعيش فيه الشهيد فادي مع زوجته وأطفاله الأربعة.
وأفاد والد الشهيد فادي " أحمد حمدان القنبر" لباحث مركز أبحاث الأراضي:
بعد أن قام فادي بتنفيذ العملية ضد قوات الاحتلال في جبل المكبر في شهر كانون ثاني 2017، توجهت قوات كبيرة من شرطة الاحتلال نحو المنزل، وقامت بإغلاق المنطقة بشكل كامل، ونشرت قواتها داخل الحي ثم قام أفراد من الشرطة باقتحام المسكن وتفتيشه وتحطيم محتوياته، قبل أن يتم إعتقالنا أنا وزوجتي (والدة فادي) وزوجة الشهيد وأشقاءه، واقتيادنا إلى مركز توقيف المسكوبية، حيث قاموا بالتحقيق معنا هناك وتوقيفنا لغاية الساعة التاسعة مساءاً، وقامت قوات الاحتلال باقتحام المسكن عدة مرات بشكل متكرر، وكانت تقوم بأخذ قياسات لمنزل ابني فادي، وتقوم بمعاينة المكان، وذلك بعد أن قامت بتسليمنا قرار بهدم المسكن بحجج أمنية على حد تعبيرهم، حيث كانت قوات الشرطة تقوم بإقتحام المسكن بشكل يومي وتقوم بإحداث ثقوب داخل المسكن من أجل فحص إمكانية اما هدمه أو تفجيره أو إغلاقه بالباطون.
وفي 22 آذار 2017، عند الساعة الثامنة صباحاً، اقتحمت قوات كبيرة من شرطة الاحتلال وحرس الحدود الحي، وشرعت بإغلاق الحي بشكل كامل ومنعت أحداً من الدخول أو الوصول إليه. وبعدها بقليل حضرت سيارات (خلاطات باطون)، حيث تم سكب كميات من الباطون المسلح داخل المسكن بعد أن تم إغلاق نوافذه بالصفائح الحديدية، واستمرت عملية سكب الباطون لغاية الساعة الرابعة عصراً.
يضيف :
وفي اليوم التالي، وعند الساعة الثامنة صباحاً، عادت قوات الاحتلال إلى المنطقة وقامت بإغلاقها وإستكملت عملية سكب الباطون داخل المسكن، واستمر ذلك لغاية الساعة الثانية ظهراً ، وكانت قد استخدمت 18 سيارة (خلاطة باطون)، حيث تم تفريغ 180 كوب من الباطون داخل المسكن.
وفي اليوم الثالث عند الساعة السادسة مساءاً، اشتعلت النيران في مسكني الملاصق لمسكن ابني فادي، حيث أن ضغط الباطون أدى إلى حدوث تماس كهربائي، مما أدى إلى اشتعال النار في المسكن، حيث أتت النيران على كل ما في المنزل والذي تبلغ مساحته 70 مترمربع. تم مساعدتنا من سكان أهل الحي على إعادة ترميم المنزل، وطلائه وفرش المسكن بالأثاث، حيث تعيش عائلة ابني الشهيد فادي معنا في نفس المنزل الذي يتكون من غرفتين وصالة وحمام ومطبخ.
يذكر أن الشهيد فادي متزوج ولديه 4 أطفال، أكبرهم عز وعمره 6 سنوات، وأصغرهم محمد وعمره عام واحد .. وما زال جثمان الشهيد فادي محتجزاً لدى سلطات الاحتلال والتي تماطل في تسليم جثامين الشهداء لذويهم كشكل من أشكال العقاب الجماعي والنفسي .
عندما تقوم سلطات الاحتلال بعملية هدم بذريعة أمنية فإنها تستند بذلك على قانون الطوارئ البريطاني خلال فترة الانتداب على فلسطين، وفقاً لنظام 119 لسنة 1945م، علماً بأن هذا القانون الجائر قد تم إلغاؤه في أواخر عهد الانتداب ذاته، وتم إلغاءه ضمن المعاهدات الإنسانية الدولية، لذلك لا حق لهذا الاحتلال تنفيذه. إن الهدم يطال أبرياء وهم أسرة الضحية "الوالدين والأشقاء" و/ أو إذا كان متزوجاً فانه يطال أبناءه وزوجته، وكذلك يتسبب في تصدع بقية شقق البناية والتي يسكنها أناس آخرون لا يعرفون الضحية جيداً في حال إذا كان ساكناً في بناية . وبما أن المادة (119) من هذا القانون تطرق لـ " هدم ومصادرة " فهذا يعني انه لا يمكن للمواطن إعادة بناء منزل جديد مكان المنزل المهدوم. كما تحرص سلطات الاحتلال على تمديد العمل بقانون الطوارئ الصادر عن الانتداب البريطاني على فلسطين بشكل سنوي، لاستخدامه ضد المواطنين الفلسطينيين.
اعداد: