في بداية كانون ثاني 2017م أنهت سلطات الاحتلال الإسرائيلي العمل في إقامة مقاطع من الجدار الذي يمر بمحاذاة البلدات والقرى جنوب وغرب محافظة الخليل. فبعد أن بوشر العمل في استبدال الجدار القديم وهو عبارة عن أسلاك شائكة، تم استكمال مقطع من الجدار المكون من الكتل الإسمنتية على مسافة حوالي ( 12كم) حتى تاريخ إعداد هذا التقرير. وتحت حجج أمنية باشرت سلطات الاحتلال ببناء هذا الجدار غرب الخليل، وقد نشرت وسائل إعلام عبرية بأن رئيس وزراء حكومة الاحتلال " بنيامين نتنياهو" قام بجولة في شهر تموز 2016 على الجدار وأصدر أوامره ببناء الجدار الإسمنتي الجديد، على أن يمتد هذا الجدار من بلدة ترقوميا بالقرب من ما يعرف " معبر ترقوميا" وحتى أراضي بلدة الظاهرية الجنوبية بالقرب مما يعرف " معبر ميتار".
الصور 1-2: منظر لمقاطع من الجدار الإسمنتي الجديد
ومن المقرر أن يبلغ طول الجدار الإسمنتي الجديد ( 42كم) وعلى ارتفاعات شاهقة تقدر بحوالي ( 6 أمتار)، كما يتوقع بأن يزود الجدار بأدوات مراقبة الكترونية أو إقامة أبراج للجيش في قطاعات منه، وكذلك عمل بوابات فيه، لتنقل جنود الاحتلال بين طرفي الجدار للوصول إلى القرى والتجمعات السكانية القريبة منه. هذا وقد شرع الاحتلال ببناء المقطع الأول لهذا الجدار ابتداء من المنطقة الغربية لقرية البرج في الوقت الذي كان العمل في مقاطع في مناطق أخرى كغرب بلدة إذنا، وانتقل العمل إلى المنطقة الغربية لقرى بيت مرسم وبيت الروش الفوقا غرب بلدة دورا. وفي حال أتم الاحتلال بناء الجدار فيكون قد عزل واقتطع مساحة تقدر بـ 14,000 دونم من الأراضي خلفه، منها أراض مزروعة بأشجار الزيتون وأخرى كان مالكوها يفلحوها ويزرعونها بالحبوب ورعي مواشيهم فيها.
وبذلك تكون سلطات الاحتلال قد أتمت السيطرة على هذه الأراضي وحرمت مالكيها من الوصول إليها، رغم أنها كانت في بعض الأحيان تسمح لبعض المواطنين مالكي الأراضي خلف الجدار بالوصول إليها في موسم قطف الزيتون فقط وبعض تعقيدات تتمثل في استصدار تصاريح معينة واثبات ملكية الأراضي خلف الجدار، ومرافقة جنود الاحتلال للمزارعين.
وعليه تكون هذه المساحات قد سقطت بالكامل تحت السيطرة الإسرائيلية، كما يتوقع بأن تتوسع عليها المستعمرات غرب الجدار، وإقامة مدن جديدة للمستعمرين عليها، حيث بات يظهر للعيان إقامة الاحتلال لتجمعات سكانية ضخمة إلى الغرب من جدار الضم والتوسع، وعليه يتضح الهدف من إقامة هذا الجدار والذي يتمثل في سلب مزيد من أراضي المواطنين والتوسع عليها.
الصور 3-6: مقارنة ما بين الجدار الإسمنتي والجدار الشائك في بعض المناطق
وكانت سلطات الاحتلال قد مدت شبكة كهرباء ضخمة بمحاذاة هذا الجدار، وحسب مختصين فإن هذا الخط الكهربائي ربما يستخدم لإنشاءات صناعية ضخمة قد تقام إلى الغرب من الجدار. ومن الأضرار الأخرى التي ألحقها الجدار بالمناطق التي مر بها ابتلاع وعزل بعض الأماكن التراثية ومعالم بعض القرى كالمدرسة القديمة في قرية البرج والمقامة منذ الأربعينيات من القرن الماضي، فضلاً عن ابتلاع احد مصادر المياه في هذه القرية وهو نبع مياه " البيارة". أما في بلدة إذنا فقد ابتلع الجدار قسماً من أراضيها وكذلك ابتلع بعض الخرب الأثرية القديمة كخربة البيضا وخربة بيت إعلام، وبعض ينابيع المياه مثل ( بير الخيل وبير غياظة).
الصورة 7: مقطع آخر من الجدار على أراضي المواطنين
ويوضح الجدول التالي مساحات الأراضي التي يقتطعها ويضمها الجدار في البلدات والقرى التي يمر بها غرب محافظة الخليل:
اسم القرية |
المساحة بالدونم |
البُرْج |
549.4 |
صُورِيف |
2,617.1 |
نُوبَا |
1,449.2 |
بِيت أُولا |
463.0 |
إذْنَا |
3,510.8 |
الرَماضِين |
4,833.3 |
بيت عوا/ دير سامت |
360.5 |
الظَاهِرِيَّة |
207.5 |
سِكَّة/ طَوَاس |
39.7 |
المَجْد |
107.7 |
دِير العَسَل التَحْتَا |
63.6 |
دِير العَسَل الفُوقا |
56.8 |
بِيت الرُوشْ التَحْتَا |
49.4 |
مساحة الأراضي المعزولة بالدونم |
14,308 |
تجدر الإشارة إلى أن سلطات الاحتلال كانت قد أقامت الجدار في هذه المناطق في الأعوام 2006-2007 عبر إقامة أسلاك شائكة ونظام الكتروني ملحق بها، وتعبيد شارع محاذي له، إلا أنها تقوم الآن بإزالة هذا السياج وبناء جدار إسمنتي جديد بدلا عنه.
اعداد: