بعد مرور عام على هبة القدس الجماهيرية، التي اندلعت في مطلع شهر تشرين الاول 2015، احتجاجا على الاجراءات الاسرائيلية في مدنية القدس بشكل عام وفي المسجد الاقصى بشكل خاص، لا تزال الاراضي الفلسطينية المحتلة تعاني من الاجراءات الاسرائيلية العقابية التي انتهجتها سلطات الاحتلال الاسرائيلي. وبهذا شهدت اراضي الضفة الغربية وقطاع غزة خلال شهر تشرين الاول 2016، تصاعد في الانتهاكات الاسرائيلية المختلفة بحق الفلسطينيين، حيث عمد جيش الاحتلال الاسرائيلي على اقتحام وتفتيش العشرات من المنازل الفلسطينية والمحالات التجارية، الامر الذي ادى الى اندلاع المواجهات مع الشبان الفلسطينيين، مما ادى الى جرح العشرات وارتقاء عدد من الشهداء، واعتقال المئات…
هذا وشهدت الاراضي المحتلة اغلاقات مستمرة في عدد من القرى والبلدات الفلسطينية، الذي ادت الى عرقلة حركة الفلسطينيين و تعطيل سير حياتهم اليومية. كما رُصد خلال شهر تشرين الاول من العام الحالي ارتفاع ملحوظة في اعتداءات المستوطنين الاسرائيليين. هذا وعمد جيش الاحتلال الاسرائيلي ومستوطنيه على تدمير البيئة الفلسطينية وتضيق الخناق على المزارع الفلسطيني في ظل موسم قطف الزيتون، وذلك من خلال اقتلاع المئات من اشجار الزيتون واللوزيات والحمضيات، وتجريف الاراضي الزراعية، واغلاق الطرق الزراعية ومنع المزارعين من الوصول الى اراضيهم لجني ثمار الزيتون.
بالإضافة الى الاجراءات الاسرائيلية العقابية على الارض، لا تزال سلطات الاحتلال تسير بوتيرة عالية في عمليات البناء الاستيطاني وتوسيع المستوطنات، وفرض المزيد من السيطرة على الاراضي الفلسطينية بهدف تنفيذ مشاريعها الاستيطانية. ففي الاول من شهر تشرين الاول 2016، صادقت اللجنة الفرعية للتخطيط والبناء في الإدارة المدنية الاسرائيلية على مخطط جديد لإقامة مستوطنة اسرائيلية جديدة على الاراضي الفلسطينية المحتلة الواقعة الى الشرق من مستوطنة شيلو الاسرائيلية غير الشرعية الواقعة الى الجنوب من محافظة نابلس، حيث وبحسب المخطط التي صادقت عليه سلطات الاحتلال الاسرائيلي سيتم بناء 98 وحدة سكنية استيطانية في الموقع الجديد ، وهي جزء من مخطط أكبر لإقامة 300 وحدة سكنية في المستوطنة الجديدة. واستكمالا لتنفيذ هذا المخطط، اعلنت الادارة المدنية الاسرائيلية عن ايداع المخطط رقم 1/3/205 الذي يستهدف اراضي في قرية جالود، جنوب محافظة نابلس، في المنطقة الواقعة الى الشرق من مستوطنتي شيلو وشيفوت راحيل الاسرائيلية. حيث و بحسب الاعلان الصادر سيتم تغير وضع الاراضي من اراضي زراعية الى اراضي تستخدم لبناء وحدات سكنية استيطانية، ومباني عامة وتجارية و مناطق مفتوحة وشبكة من الطرق.
هذا وفي الثامن من شهر تشرين الاول 2016، كشفت صحيفة "كول هعير" الاسرائيلية عن قيام شركة تسرفاني شمرون للبناء عن قيامها ببيع مشروع مباني تسرفاني في مستوطنة هار حوما الاسرائيلية غير الشرعية الواقعة الى الجنوب من مدنية القدس. حيث بحسب الصحيفة، فان المشروع القائم على 4.5 دونم من الاراضي يتكون من 142 وحدة سكنية استيطانية موزعة على ثلاثة مباني، بحيث يتكون كل مبنى من 9 طوابق.
اما في السادس عشر من شهر تشرين الاول من العام الحالي، كشفت صحيفة "كول هعير" الاسرائيلية ايضا عن قيام شركة يورو اسرائيل عن بيع المبنى الثالث ضمن مشروع "مباني يورو" في مستوطنة نيفي يعكوف الاسرائيلية، شمالي مدينة القدس، حيث يتكون المشروع من 78 وحدة سكنية استيطانية موزعة على اربعة مباني، يتكون كل مبنى من 9 طوابق. حيث اعلنت الشركة عن بيع 64 وحدة سكنية استيطانية، وكما ان عملية تنفيذ المرحلة الاولى من المشروع (اول مبنيين) قد شارفت على الانتهاء. علاوة على ذلك، تقوم شركة يورو اسرائيل بتنفيذ 3 مشاريع في المستوطنات الاسرائيلية المختلفة، حيث تقوم ايضا ببناء 122 وحدة سكنية استيطانية في مستوطنة هار حوما الاسرائيلية (جنوب مدينة القدس)، 24 وحدة سكنية استيطانية في مستوطنة بسغات زئيف (شمال مدنية القدس)، 78 وحدة سكنية استيطانية في مستوطنة نيفي يعكوف (شمال مدينة القدس)، 32 وحدة سكنية استيطانية في مستوطنة ارئيل (شمال مدنية سلفيت)، و 96 وحدة سكنية استيطانية في مستوطنة موديعين (غرب مدنية رام الله).
بالإضافة الى ذلك، اعلت شركة أ. هارون للبناء عن بيع 21 وحدة سكنية ضمن مشروع "هابرت" في مستوطنة بسغات زئيف الاسرائيلية (شمال مدينة القدس)، حيث سيتم بناء 65 وحدة سكنية ضمن هذا المشروع موزعة على 3 مباني. كما اعلنت الشركة ايضا عن تنفيذ مشروع في مستوطنة جيلو الاسرائيلية (جنوب مدينة القدس) لبناء 88 وحدة سكنية استيطانية، حيث سيتم نشرت عطاءات هذه الوحدات خلال الاشهر القادمة.
في حين اعلنت شركة نوفي همنعين للبناء عن تنفيذ مشروع تجاري على مدخل مستوطنة ميشور ادوميم الاسرائيلية (شرق مدنية القدس) حيث سيقام على 72 دونم من الاراضي ويتضمن 3 مناطق للشراء، قاعة افراح، منطقة مطاعم، ومناطق مفتوحة، هذا واعلنت الشركة انها استثمرت ما يصل الى 350 مليون شيكل لتنفيذ هذا المشروع.
المستوطنون الإسرائيليون يكثفون من اعتداءاتهم خلال شهر تشرين الاول 2016 لتتجاوز 75 اعتداء
اقدم المستوطنون الاسرائيليون بحماية قوات من جيش الاحتلال الاسرائيلية على تنفيذ ما مجموعه 76 اعتداء ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم و مقدساتهم في مختلف المحافظات الفلسطينية. حيث شهدت محافظة القدس النصيب الاكبر من هذه الاعتداءات التي وصلت الى 29 اعتداء. اما في محافظة نابلس، فقد تم تسجيل 16 اعتداء، هذا وبالإضافة الى ذلك تم تسجيل 10 اعتداءات في محافظة الخليل، و8 اعتداءات في محافظة سلفيت.
هذا وتنوعت طبيعة هذه الاعتداءات بين اقتحام الاماكن الدينية والاثرية والتي سجلت 34 اعتداء، والاعتداء على الفلسطينيين (بالضرب، اطلاق النار أو الدهس) والتي وصلت الى 15 اعتداء، ومنها عندما اقدم مستوطن اسرائيلي على دهس مسن فلسطيني وزوجته وابنه على مدخل مدينة قلقيلية والتي ادت لاحقا الى وفاة الاب متأثر بجراحه. هذا ورصدت وحدة مراقبة الاستيطان في معهد اريج، النشاطات الاستيطانية للمستوطنين الاسرائيليين، والمتمثلة باحتلال الاراضي الفلسطينية واقامة بؤرة استيطانية عليها، او توسيع مستوطنات او بؤر استيطانية قائمة، حيث تم رصد ما مجموعه 11 نشاط استيطانية، ومنها استحداث بؤرة استيطانية جديدة في خربة تل الحمة الواقعة في مناطق الاغوار الشمالية، حيث تم احتلال قطعة ارض تصل مساحتها الى 300 دونم ووضع عدد من البيوت المتنقلة والخيم فيها، كما تم مد البؤرة الاستيطانية الجديدة بخطوط المياه والكهرباء.
عمليات الهدم مستمرة…. جرافات الاحتلال تهدم ما مجموعه 34 مسكن و38 منشأة
في حملتها المسعورة ضد الفلسطينيين ومنشآتهم، اقدمت جرافات الاحتلال الاسرائيلي خلال شهر تشرين الاول من العام الجاري على هدم 34 مسكن و 38 منشأة اخرى (تجارية، حظائر لتربية المواشي، آبار مياه، وغيرها) في مختلف المناطق الفلسطينية المحتلة، تحت ذريعة البناء غير المرخص.
هذا وتتعرض المناطق الفلسطينية الواقعة في منطقة الاغوار الشمالية في محافظة طوباس الى عمليات هدم واسعة، حيث هدمت جرافات الاحتلال الاسرائيلي ما مجموعه 13 مسكن و 26 منشأة. فقد هدمت جرافات الاحتلال 10 خيام سكنية و 17 منشأة لتربية المواشي ولاستخدامات زراعية اخرى في خربة الرأس الاحمر في منطقة الاغوار الشمالية، كما وهدمت 3 خيام سكنية و 8 منشآت اخرى في خربة الدير. هذا واقدمت جرافات الاحتلال الاسرائيلي على تجريف وتدمير طرق بطول 2 كيلومتر في خربة الحديدية.
اما في محافظة القدس، فقد هدمت جرافات الاحتلال الاسرائيلي 19 منزل و 3 منشآت. وتوزعت على النحو التالي: منزل في حي السعدية في البلدة القديمة في القدس، هذا وهدمت سلطة آثار اسرائيل "قبرين" في مقبرة باب الرحمة في البلدة القديمة، هدم ومصادرة خيمة تستخدم كصت تدريس في تجمع البدوية ابو نوارة، شرق بلدة العيزرية، شرق مدينة القدس، كما تم هدم 3 خيم في لإحدى تجمعات البدو في بلدة حزما، شمال مدينة القدس، هدم 8 خيم سكنية لبدو الكرشان التي تسكن في منطقة الخان الاحمر القريبة من مستوطنة معاليه ادوميم الاسرائيلية، الواقعة في الجزء الشرقي من مدينة القدس. هذا وبالإضافة الى ذلك، هدمت جرافات الاحتلال الاسرائيلي مبنى مكون من طابقين ويحوي اربع شقق سكنية في بلدة سلوان، كما وهدمت 3 منازل في بلدة بيت حنينا، شمال مدينة القدس.
سلطات الاحتلال الاسرائيلي تصدر اوامرها العسكرية لهدم 9 مساكن ومنشآت
بالإضافة الى عمليات الهدم التي حصلت خلال شهر تشرين الاول 2016، اصدرت سلطات الاحتلال الاسرائيلي اوامر هدم/وقف عمل وبناء تستهدف ما مجموعه 9 مساكن ومنشآت، وكما هي العادة تتذرع سلطات الاحتلال بان المنازل والمنشآت المستهدفة تم بناؤها دون ترخيص من سلطات الاحتلال ذات الاختصاص.
حيث في محافظة الخليل، اصدرت الادارة المدنية الاسرائيلية اوامر هدم/وقف عمل وبناء تستهدف 4 مساكن ومنشآت، وجاءت على النحو التالي: منزلين في بلدة يطا، جنوب مدينة الخليل، و منزل وقطع ارض في منطقة الديرات شرق مدينة يطا.
أما في محافظة نابلس، اصدرت الادارة المدنية الاسرائيلية أوامر هدم/ وقف عمل وبناء تستهدف 4 مساكن ومنشآت. حيث في صدر امر وقف عمل وبناء يستهدف منزل و منتزه و جدار استنادي في قرية فروش بيت دجن، الواقعة في الجزء الجنوبي الشرقي من محافظة نابلس. هذا وسلمت سلطات الاحتلال امر اغلاق لمسكن يقع في الطابق الثاني في احدى العمارات السكنية في مخيم بلاطة للاجئين في مدينة نابلس.
هذا واصدرت سلطات الاحتلال الاسرائيلي امر وقف عمل وبناء يستهدف طريق في قرية الزاوية، غرب مدنية سلفيت.
في موسم قطف الزيتون.. جنود الاحتلال ومستوطنيه يقتلعون اكثر من 785 شجرة
في ظل بداية موسم قطف الزيتون في مطلع شهر تشرين الاول، اقدم جيش الاحتلال الاسرائيلي ومستوطنيه على تضيق الخناق على المزارعين الفلسطينيين الذين تقع اراضيهم بالقرب من المستوطنات الاسرائيلي غير الشرعية المنتشرة على الاراضي الفلسطينية المحتلة. حيث تعرض المزارعون الى شتى الاعتداءات الاسرائيلية، من ملاحقات واعتقالات، والضرب واطلاق النار، والمنع من دخول اراضيهم. بالإضافة الى ذلك، اقدم جيش الاحتلال والمستوطنون ايضا على اقتلاع وتدمير وحرق ما مجموعه 786 شجرة، منها 616 شجرة زينون و 155 شجرة لوزيات و 15 دالية عنب.
كان النصيب الاكبر من عمليات اقتلاع وتدمير الاشجار الفلسطينية في محافظة الخليل، حيث اقدم جيش الاحتلال الاسرائيلي على تجريف عشرات الدونمات من الاراضي الزراعية التي اسفرت عن اقتلاع وتجريف ما مجموعه 715 شجرة. حيث في بلدة بيت اولا، تم اقتلاع وتجريف 615 شجرة (450 شجرة زيتون، 150 لوزيات، و15 دالية عنب). اما في بلدة خاراس اقدمت جرافات الاحتلال على اقتلاع وتجريف 100 شجرة (95 شجرة زينون، و 5 اشجار لوزيات).
وفي محافظة رام الله والبيرة، اقتحمت قوات من جيش الاحتلال الاسرائيلية بلدة سلواد، الواقعة في الجزء الشمالي الشرقي من المحافظة، واطلقوا القنابل المضيئة على الاراضي الزراعية مما ادى الى احتراق 30 شجرة زيتون.
اما في محافظة قلقيلية،" اقدم جيش الاحتلال الاسرائيلي على اطلاق القنابل على الاراضي الزراعية في قرية كفر قدوم، شرق مدينة قلقيلية، مما ادى الى احتراق 23 شجرة زيتون.
هذا واقدم المستوطنون الإسرائيليون على اقتلاع وتدمير 18 شجرة زينون في قرية نحالين، غرب محافظة بيت لحم.
قطاع غزة المحاصر
لا تزال سلطات الاحتلال الاسرائيلي تفرض حصارها على قطاع غزة. ولا تزال الانتهاكات الاسرائيلية تتواصل بحق القطاع في انتهاك واضح وصريح لاتفاقية التهدئة الموقعة بين سلطات الاحتلال الاسرائيلي والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة برعاية جمهورية مصر العربية، وذلك عق انتهاء الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة في صيف 2014. حيث يقوم جيش الاحتلال الاسرائيلي المتمركز على طول الشريط الحدودي لقطاع غزة، بأطلاق النيران على الفلسطينيين في حال تواجدهم بالقرب من الشريط الحدودي، كما تطلق النيران وبشكل دوري على منازل ومنشآت واراضي الفلسطينيين القريبة من الشريط الحدودي، كما تقوم جرافات الاحتلال باقتحام تلك المناطق وتجريف مساحات واسعة منها، واقامة السواتر الترابية. هذا وتقوم البوارج الحربية الاسرائيلية التي تتمركز على مقربة من شواطئ قطاع غزة باستهداف الصيادين الفلسطينيين خلال ممارستهم مهنة الصيد، على الرغم من عدم تجاوزهم الثلاث اميال بحرية، حيث تعرض الصيادون خلال شهر تشرين الاول الى عمليات ملحقة مستمرة، اسفرت عن اصابة العشرات من الصادين، واعتقال عدد منهم ومصادرة وتدمير قواربهم. اما في ما يخص معابر قطاع غزة التي تسيطر عليها سلطات الاحتلال الاسرائيلي، فتعد مصيدة للفلسطينيين، حيث يقوم جيش الاحتلال المتمركز على هذه المعابر باعتقال الفلسطينيين، طلاب ورجال اعمال ومرضى، خلال اجتيازهم لهذه المعابر. كما تمنع سلطات الاحتلال الاسرائيلي عمليات استيراد وتصدير البضائع من والى قطاع غزة، وتمنع دخول مواد البناء اللازمة لإعادة اعمار ما دمرته الحرب الاسرائيلية الاخيرة على قطاع غزة في صيف 2014.
اعداد