في 15 تشرين ثاني 2016م هدمت جرافات الاحتلال أساسات مسجد المنظار (ام القرى) الواقع في واد الحمص في بلدة صور باهر جنوب مدينة القدس المحتلة، وذلك بحجة البناء بدون ترخيص.
وأفاد الشيخ عبد القادر محمد عفانة، عضو في لجنة المسجد لباحث مركز أبحاث الأرضي:
كان من المخطط أن نقوم ببناء مسجد بمساحة 200 مترمربع على قطعة أرض خاصة تبرع بها أحد سكان الحي من ورثة المرحوم أحمد البسيط، وتم جمع تبرعات من أهالي الحي من أجل الشروع ببناء المسجد، حيث أن الحي بحاجة إلى مسجد، فهنالك مسجد واحد يبعد عن الحي مسافة 1500 متر وطريقه غير معبدة. وفي شهر أيلول 2016، بدأنا في الشروع بعملية بناء المسجد من خلال صب الإسمنت المسلح على مساحة 200 مترمربع ليكون أساس بناء المسجد، وبعد شهر، حضر موظفون من بلدية الاحتلال وقاموا بتصوير البناء، ثم قاموا بتسليم عامل البناء قرار بوقف البناء وإعادة الأرض كما كانت عليه من قبل.
يضيف:
نحن لم نتقدم بطلب للحصول على رخصة بناء بإعتبار أن المنطقة غير منظمة، وأن بلدية الاحتلال لا تقوم بمنح تراخيص بناء، ولو وافقت فإن الإجراءات قد تستمر 5 سنوات. وفي يوم الثلاثاء الموافق 15 تشرين ثاني 2016، عند الساعة التاسعة صباحاً، حضرت قوات كبيرة من شرطة الاحتلال ترافقها جرافة جنزير من نوع هونداي، حيث توجهت إلى موقع بناء المسجد، وأغلقت المنطقة ومنعت أحداً من الوصول إلى المنطقة، ثم شرعت جرافة الاحتلال بهدم أساسات المسجد واستغرقت عملية الهدم 7 ساعات من الساعة 9:00 صباحاً ولغاية الساعة 14:00 ظهراً. يذكر أن عدد من المساكن والمنشآت في واد الحمص الواقع في صور باهر يتهددها خطر الهدم بحجة البناء بدون تراخيص، عدا عن أن واد الحمص يفصله عن قرية الشيخ سعد جدار شائك (جدار الضم والتوسع العنصري).
هذا ووثق فريق البحث الميداني في مركز أبحاث الأراضي الاعتداء على 8 مساجد وكنيسة في الضفة الغربية المحتلة، حيث كانت أعلاها في القدس المحتلة تليها محافظة الخليل، حيث هدم الاحتلال مسجدين وهدد بهدم آخر في القدس المحتلة، واقتحم ودمر مسجدين في محافظة الخليل، إضافة إلى إلقاء قنابل الغاز في مسجد بمحافظة قلقيلية.
ناهيك عن الاعتداءات المتواصلة على المسجد الأقصى المبارك في القدس، حيث جرى اقتحامه أكثر من 121 مرة خلال العام الجاري 2016، كما مُنع رفع الآذان 538 وقتاً في الحرم الإبراهيمي في الخليل – حتى تاريخه -، يوضح الرسم البياني عدد المساجد والكنائس المعتدى عليها خلال عام 2016م – حسب المحافظات:
إن الاعتداءات على الأماكن الدينية الإسلامية والمسيحية خاصة دور العبادة منها تعتبر أماكن مقدسة يحظر الاعتداء عليها لأي ديانة كانت، فهي محرمة في الكتب والشرائع السماوية، ومرفوضة في القوانين والمعاهدات الدولية الإنسانية، وإن حق حرية العبادة حق كفلته كافة القوانين والشرائع إلا إن الاحتلال الإسرائيلي ومستعمريه لا يحترمون ما أنزله الله في كتابه، وضاربين بعرض الحائط كافة القوانين الدولية، منتهكين دور العبادة بكافة أشكال الاعتداءات من حرق و/أو تكسير وتدمير و/أو كتابة شعارات عنصرية وتحريضية، كما أنها حرقت نسخ من القرآن الكريم وكتب دينية أثناء استهدافها للمساجد والكنائس، وكتابة شعارات مسيئة وشتم وسب الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وبحق المسيح عيسى عليه السلام.
النصوص والمواثيق الدولية التي تتعلق بأماكن العبادة:
- نصت القوانين على حظر ارتكاب أي من الأعمال العدائية الموجهة ضد الآثار التاريخية أو الأعمال الفنية أو أماكن العبادة التي تشكل التراث الثقافي أو الروحي للشعوب.
- اتفاقية جنيف الرابعة المــادة (27) : للأشخاص المحميين في جميع الأحوال حق الاحترام لأشخاصهم وشرفهم وحقوقهم العائلية وعقائدهم الدينية وعاداتهم وتقاليدهم. ويجب معاملتهم في جميع الأوقات معاملة إنسانية، وحمايتهم بشكل خاص ضد جميع أعمال العنف أو التهديد، وضد السباب وفضول الجماهير.
- المادة ( 56) من لائحة الحرب البرية لاتفاقية لاهاي لعام 1907 على أن أملاك المجالس البلدية والأملاك المخصصة للعبادة والبر والتعليم والفنون لها حمايتها ولو كانت مملوكة لدولة العدو، فهي تأخذ حكم الملكية الخاصة، وكل مجزأ أو تخريب أو تحطيم متعمد لمثل هذه المنشآت محرم ويجب أن يحاكم عليه.
- بحسب المادة 53 من بروتوكول جنيف الأول لسنة 1977, حظرت الأعمال العدائية الموجهة ضد أماكن العبادة التي تشكل التراث الثقافي والروحي للشعوب.
اعداد: