الانتهاك: إخطار بوقف البناء يطال بركة مياه.
الموقع: خربة الفارسية شرق الأغوار الشمالية.
تاريخ الانتهاك: 16 تشرين الثاني 2016م.
الجهة المعتدية: ما تسمى سلطة البناء والتنظيم الإسرائيلية.
الجهة المتضررة: السكان البدو في منطقتي الفارسية والحمة.
تعتبر المياه هي عنوان البقاء والاستمرار على هذه الأرض … فسخرها الله لكل شيء حي … إلا أن الاحتلال يعتبر أن مياه فلسطين سخرت له حيث سيطر على المياه الجوفية وعيون المياه فيها ويمنع أي مصدر للمياه للفلسطينيين، ويهدم ويخطر آبار المياه التي ينشئها الفلسطينيون لهم ويلاحق مصادر المياه أينما وجدت بالسيطرة عليها و/أو هدمها.
فالفلاح الفلسطيني والبدو القاطنين على طول الأغوار الفلسطينية يلاحقهم الاحتلال في مصادر المياه منذ احتلال الضفة الغربية عام 1967م ففرض قيوداً في الحصول على المياه في الضفة الغربية لا سيما الأغوار، وعمد على السيطرة على كافة المخزون المائي في الضفة الغربية، وبالتالي حرم المزارعين والقاطنين في الأغوار من ابسط حقوقهم التي كفلتها الأعراف الدولية.
تفاصيل الانتهاك:
يذكر أن قوات كبيرة من جيش الاحتلال برفقة ما تسمى الإدارة المدنية اقتحموا منطقة "خلة خضر" الواقعة الى الشرق من خربة الفارسية وذلك في ظهيرة يوم الأربعاء الموافق 16 تشرين الثاني 2016م، حيث قام جيش الاحتلال بوضع إخطاراً عسكرياً بالقرب من بركة مياه قيد الإنشاء بسعة 200 متر مكعب، وذلك بتمويل من منظمة G.V.C الايطالية.
وبحسب الإخطار العسكري الذي يحمل الرقم 203719 فقد أمهل الاحتلال المتصرفون في البركة حتى 24 من الشهر الحالي كموعد نهائي من اجل استكمال إجراءات الترخيص، حيث يتزامن الموعد مع موعد جلسة البناء والتنظيم في ما تعرف محكمة بيت أيل للنظر في قانونية المنشات المخطرة بوقف البناء..
صورة 1: خزان الماء المخطر
الإخطار الذي يحمل الرقم 203719 والذي استهدف بركة المياه في خربة الفارسية
وحول تداعيات هذا الإخطار العسكري، تحدث عارف دراغمة رئيس مجلس قروي المالح و المضارب البدوية لباحث مركز أبحاث الأراضي بالقول:
" يعاني أهالي الأغوار الشمالية وخاصة التجمعات البدوية من أزمة مائية خانقة، حيث يضطرون لشراء المياه عبر صهاريج متنقلة بسعر 10 شواقل للمتر المكعب الواحد، وهذا مكلف مادياً في ظل الاستهداف المستمر من قبل الاحتلال الاسرائيلي، الذي يدمر الأخضر واليابس، حيث يقوم جيش الاحتلال بمصادرة صهاريج المياه تحت ادعاء تواجدها ضمن منطقة مغلقة عسكرياً".
وأضاف دراغمة:
"بدأ العمل ببناء البركة المعدنية في مطلع شهر تشرين الأول الماضي، وذلك لتأمين المياه للتجمعات البدوية عبر تجميع مياه شركة ميكروت في تلك البركة بسعة 200كوب، ثم يقوم المزارعون والسكان البدو في منطقة الفارسية من الاستفادة من تلك المياه مباشرة، وهذا يخفف العبء عليهم في نقل المياه عبر جرارات زراعية، لكن جيش الاحتلال كان سباق في إخطار البركة بوقف البناء بهدف خلق واقع جديد للسكان هناك وفرض المزيد من الضغوطات عليهم، مما انعكس ذلك على حياة ما يزيد عن 300 فرداً يقطنون خربة الفارسية وخربة الحمة".
خربة الفارسية:
تقع خربة الفارسية في الجزء الشرقي من محافظة طوباس تحديداً في منطقة وادي المالح على بعد 20 كيلومتراً عن مدينة طوباس، حيث تمتد أراضي الخربة من حاجز التياسير غرباً وحتى نهر الأردن شرقاً. ويبلغ عدد سكانها 241 نسمة علماً بأن عددهم قبل الاحتلال الإسرائيلي في عام 1967 كان يزيد عن 1000 نسمة يعتمدون بشكل أساسي في حياتهم الاقتصادية على الزراعات الحقلية وعلى تربية المواشي.
وينحدر أهالي الخربة من عائلات بشارات وضبابات وضراغمة من مدينة طوباس وبلدة طمون. ويسكن اهالي الخربة في بيوت من الشعر او الزينكو.
وكانت تشتهر الخربة بوجود ينابيع المياه فيها وخصوبة تربتها مما أهلها لتكون نقطة جذب لكثير من مزارعي المنطقة ولتصبح مصدرا رئيسيا للغذاء لمناطق شمال الضفة الغربية.
يشار الى أن خربة الفارسية تعرضت للهدم مرات عديدة على قوات جيش الاحتلال الاسرائيلي، حيث جرى تشريد السكان مرات عديدة، و يرفض الاحتلال ترخيص التجمع البدوي بأي شكل من الأشكال.
اعداد: