- الانتهاك: منع شق وتأهيل طرق زراعية.
- الموقع: الريف الجنوبي من مدينة نابلس.
- الجهة المعتدية: الإدارة العسكرية الإسرائيلية والمستعمرون المتطرفون.
- الجهة المتضررة: أهالي الريف الجنوبي لنابلس.
تفاصيل الانتهاك:
تعتبر الطرق الزراعية التي يتم تنفيذها من قبل المؤسسات الأهلية والزراعية في الريف الفلسطيني الجميل من أبرز الدعائم الرئيسية في ثبات المزارع الفلسطيني على أرضه التي يستهدفها الاحتلال كل يوم باعتداء جديد في سباق محموم مع الزمن للاستيلاء على اكبر قدر ممكن من الأرض الفلسطينية. يشار الى أن مجلس المستعمرات الإسرائيلية قد شرع مؤخراً بحملة شرسة واسعة ضد كافة المشاريع الإنمائية الزراعية في الريف الفلسطيني الجميل، حيث أن الهدف منه هو النيل من إرادة المزارع الفلسطيني، ناهيك عن تحويل مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية إلى مناطق غير مستغلة تصنف فيما بعد كمناطق خاضعة للنشاط الأمني الإسرائيلي والاستيطاني منقطع النظير.
ومن الملفت للانتباه، أن هناك تدخل ملحوظ من قبل ما تسمى الإدارة العسكرية الإسرائيلية وسلطة حماية الطبيعة، وذلك لثني المزارعين عن شق عدد كبير من الطرق الزراعية، تحديداً ضمن المناطق الشرقية من الريف الفلسطيني، حيث يستند هؤلاء على ما يعرف بقانون حماية الطبيعية في الحد من تنفيذ الطرق الزراعية بحجة حماية الطبيعة؟!.
يأتي هذا الإعلان بالتزامن مع خطوات أخرى من قبل جيش الاحتلال نفسه لعرقلة إقامة الطرق الزراعية، حيث يدعي الاحتلال ان المنطقة مغلقة عسكرياً، وأحيانا يتذرع بأن المنطقة تصنف ضمن المناطق C وبهذا لا يمكن شق الطرق الزراعية الا بموافقة مسبقة من قبل لجنة التنظيم والبناء الإسرائيلية والتي بدورها لا تسمح بترخيص مثل تلك الطرق.
ولكن الهدف الرئيسي من عملية منع شق وتأهيل طرق زراعية وسط مئات الدونمات الزراعية هو لتصبح الأراضي الزراعية مهجورة متروكة يصعب الوصول إليها ليتسنى للمستعمرين السيطرة على الأراضي. وعلى النقيض حول ما يدعي به الاحتلال، نرى بأن هناك توسيع ونشاط مكثف في المستعمرات الإسرائيلية إضافة لشق طرق تخدم المستعمرات الإسرائيلية، والأمثلة على ذلك كثيرة يلمسها اي مواطن فلسطيني أثناء مروره بالقرب من المستعمرات الإسرائيلية المتناثرة على التلال الفلسطينية.
ومن الملاحظ، أن تلك الطرق الاستعمارية بعضها يمر بين غابات من أشجار الزيتون مثلما هي اليوم في منطقة واد قانا شمال مدينة سلفيت، حيث لا يكترث الاحتلال بذلك ولا يلتفت بالأصل إلى أي قانون لحماية الطبيعة، بل يجد من القرارات العسكرية الجائرة وسيلة له لتدمير الأخضر واليابس.
مصادرة آليات زراعية:
في سياق ما ذكر سابقاً، أقدم جيش الاحتلال الإسرائيلي بالتنسيق مع ما تسمى سلطة حماية الطبيعة الإسرائيلية في الأول من شهر أيلول من العام 2016م على مصادرة باجر عجل من نوع " JCB" وذلك أثناء شق طريق زراعي بطول ثلاثة كيلومترات في الجهة الشمالية الشرقية من قرية بيت دجن شرق مدينة نابلس.
يشار إلى أن الطريق المستهدف والذي يقع ضمن ما تعرف بمنطقة " المصايف" يجري تنفيذه من قبل مركز أبحاث الأراضي بتمويل من الممثلية الهولندية ضمن مشروع تحسين مستوى المعيشة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وحول تفاصيل ما جرى أفاد المهندس رسلان شنابلة من مركز أبحاث الأراضي بالتالي:
" منذ أن شرعنا بشق الطريق الزراعي الذي من المتوقع أن يخدم ما لا يقل عن 60 عائلة فلسطينية، لاحظنا تحركات مريبة من قبل المستعمرين في محيط العمل، حيث ان الطريق يقع في منطقة قريبة من البؤرة الاستعمارية " جدعون" التابعة لمستعمرة " ايتمار"، بعد فترة تفاجئنا بقيام جيش الاحتلال بالتنسيق مع سلطة حماية الطبيعة الإسرائيلية باقتحام المنطقة، ومصادرة باجر عجل يستعمل في شق الطريق، حيث تم نقله الى معسكر قريب لجيش الاحتلال، ويتذرع الاحتلال بالعمل دون تنسيق ضمن المناطق المصنفة C ناهيك عن ما يدعون أن هذا العمل يضر بالتنوع البيئي في تلك المنطقة"، لكن الهدف الأساسي هو إرضاء المستعمرين المتطرفين الذين يمنعون أي نشاطاً فلسطينياً على تلك الأراضي المستهدفة.
واستطرد المهندس شنابلة بالقول" في العام الماضي قام جيش الاحتلال بإيقاف العمل في شق طريق زراعية شرق قرية عزموط في محافظة نابلس، حيث كان من المقرر ان يخدم الطريق عشرات الدونمات الزراعية ، حيث جرى اعتقال المقاول ومهندس المشروع من مركز أبحاث الأراضي ومصادرة جرافة جنزير للمقاول".
وفي 14 أيلول 2016 أصدرت الإدارة المدنية العسكرية – مجلس التنظيم الأعلى – اللجنة الفرعية للتفتيش أمراً عسكرياً يقضي بوقف العمل والبناء لطريق المصايف الذي يجري شقه لخدمة مئات الدونمات الزراعية،
وجاء في الإخطار الذي يحمل الرقم 203710، أن الطريق قد شيد دون ترخيص، وحددت تاريخ (6/10/2016م) موعداً لانعقاد جلسة لما يسمى باللجنة الفرعية للتفتيش في مستعمرة " بيت ايل" حيث ستعقد جلستها عند الساعة 10:00 في التاريخ المذكور، وستناقش ما وصفته بهدم البناء أو إرجاع المكان إلى حالته السابقة.
الصور 1-3: الطريق المستهدف في قرية بيت دجن
صورة 4: الإخطار الذي استهدف الطريق والذي يحمل الرقم 203710
صورة 5: صورة جوية لموقع الطريق المستهدف
تجريف طرق زراعية:
بالاضافة الى ما تقدم، أقدم جيش الاحتلال مؤخراً – خلال شهر آب 2016- على تجريف طريق زراعي في قرية قصرة جنوب مدينة نابلس، وذلك عبر تجريف الطريق ووضع كتل ترابية به، حيث جرى تنفيذ الطريق من خلال مؤسسة لجان العمل الزراعي بتمويل من الممثلية الهولندية ضمن مشروع تحسين مستوى المعيشة في الأراضي الفلسطينية المحتلة. بالتوازي مع ذلك، جرف جيش الاحتلال طريقاً آخر قريب من الطريق سابق الذكر كان من المقرر أن يخدم مئات الدونمات في قرية قصرة، حيث جرى تنفيذ الطريق من خلال الإغاثة الدولية الأولية.
اخطارات بوقف البناء لطرق زراعية أخرى:
يذكر ان جيش الاحتلال خلال شهر تموز الماضي أقدم على وقف العمل في شق طريق زراعي في منطقة خربة الطويل شرق بلدة عقربا، حيث جاء الإخطار مع إخطار آخر شفوي يتضمن وقف العمل بشق طريق زراعي بين بلدة عقربا وقرية مجدل بني فضل، وذلك بحجة عدم الترخيص.
يشار إلى أن هذه الأمثلة، تعتبر جزء بسيط من مجمل طرق أخرى تم إيقاف العمل بها أو تجريفها وإغلاقها من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، حيث يستمر الاحتلال في مسلسل سرقة الأرض وتدمير الأراضي الزراعية خدمة للمشروع الإسرائيلي الكبير في الضفة الغربية.
اعداد: