في 9 آب 2016م أقدم المواطن أحمد وائل هايل بركات على هدم مسكنه (قيد الإنشاء) هدماً ذاتياً وذلك بعد أن تسلم قرار بهدم المسكن من بلدية الاحتلال بحجة البناء بدون ترخيص، المسكن يقع في حي رأس العامود في شارع أريحا القدس، وهو يقع في طابق ثاني كان قد أقامه فوق منزل عائلته، وتبلغ مساحته 130 مترمربع ومكون من 3 غرف نوم ومطبخ وحمام .
وأفاد المواطن أحمد بركات لباحث مركز أبحاث الأراضي : " قبل شهرين، قررت أن أقوم ببناء مسكن لي على سطح مسكن عائلتي الكائن في راس العامود، وذلك بسبب ضيق المسكن، وحيث يسكنه 9 أفراد، وكنت قد بدأت ببناء المسكن من الواح من الجبص "البناليت" والألمنيوم، وأثناء عملية البناء، حضر موظفون من بلدية الاحتلال وقاموا بتصوير البناء، وألصقوا قرار وقف البناء على باب المنزل، بالإضافة إلى دعوة للمثول أمام محكمة بلدية الاحتلال، ولكنني لم أذهب إلى المحكمة ولم أقم بمراجعة بلدية الاحتلال، وواصلت بناء المسكن، بعدها في عشرة أيام، حضر الموظفون مرة اخرى وقاموا بإلصاق قرار وقف بناء آخر. وفي تاريخ 8 آب 2016، حضر موظفوا البلدية وقاموا بتسليمي باليد قرار هدم إداري للمسكن صادر عن محكمة بلدية الاحتلال، وبمهلة 72 ساعة، وإلا فإن بلدية الاحتلال ستقوم بهدم المسكن، وهذا سيكلفني أن اقوم بدفع رسوم الهدم والتي قد تصل إلى 80 ألف شيقل التي لا طاقة لي على دفعها. وفي يوم الثلاثاء الموافق 9 آب 2016، قمت بهدم المسكن وتفكيكه وذلك تنفيذاً لقرار بلدية الاحتلال الجائر بحقي وحق كل مقدسي."
الهدم الذاتي – جريمة في حق الإنسانية:
تعريف : هو أن يقوم صاحب المنشأة مجبراً على تنفيذ عملية هدم منشأته بنفسه بصمت، وهذا النمط من الهدم يعتبر قديماً جديداً، كان نمطاً قديماً يتم في الظلام بعيداً عن الإعلام حرجاً وخجلاً في أن يصرح المواطن بأنه "خرب بيته أو منشأته بيده رغم أن أعداد حالات الهدم هذه كثيرة إلا أنها اليوم في ازدياد مما دفع المواطنين ضحايا الهدم "الإجباري الذاتي " بالتصريح عنها وفضحها. إن هذا النوع من الهدم يستهدف أهالي القدس المحتلة بهدف تهجيرهم منها ضمن مشروع تهويد القدس حيث يعتبر من الخروقات الصارخة للحق في السكن وجريمة في حق الإنسانية لا يقبلها أي منطق.
وان ذريعة الهدم الذاتي كأي ذريعة للاحتلال وهي " البناء بدون ترخيص" (( بيتك قائم بدون ترخيص فهو غير قانوني وعليك هدمه وإزالته في أقرب فرصة، وأن تقوم بتصوير البناء بعد هدمه وتسلمها إلى قسم التفتيش عن البناء والتنظيم في البلدية، مع تحديد تاريخ كسقف زمني ينفذ فيه المالك هدم بيته – خط احمر لا يمكن تجاوزه-، وفي تاريخ تحدده البلدية ستنعقد محكمة البلدية للشؤون المحلية للنظر في عدم تنفيذك قرار الهدم وستفرض عليك غرامة مالية، وستقوم البلدية بهدم وإزالة بيتك على نفقتك أي انك ستدفع تكلفة تنفيذ قرار هدم بيتك إلى بلدية الاحتلال، وإذا لم تدفع ستُسجن إلى حين دفع ما هو مطلوب منك، فيضطر المواطن مجبراً على هدم مسكنه بنفسه)).
هذا وحسب التوثيق الميداني لمركز أبحاث الأراضي فإن بلدية الاحتلال أجبرت أصحاب 87 مسكناً على هدم مساكنهم بأنفسهم خلال الست سنوات الأخيرة (2010 – 9 آب 2016)، مما أصبح ما يزيد عن 541 مواطن بلا مأوى أكثر من نصفهم أطفال يعيش معظمهم حياة خوف ورعب دون استقرار ولا أمان.
يوضح الرسم البياني عدد المساكن المهدومة – هدماّ ذاتياً- خلال الخمس سنوات الماضية ( 2010 –2 آب 2016)م
الآثار السلبية التي تلحق بالأسرة عند تنفيذ عملية الهدم الذاتي:
يعد الهدم الذاتي من أشد أنواع الهدم ألماً وقهراً … ليس كالهدم الذي ينفذه الاحتلال … فعند قيام الاحتلال بهدم المسكن فالأسرة تبقى متماسكة حاقدة على الاحتلال خاصة الأطفال … بينما عندما ينفذ أمر الهدم رب الأسرة ويهدم المسكن الذي يأوي أسرته تُظهره أمام أبنائه بأنه ضعيف لا يحميهم ولا يوفر لهم الأمن والأمان مما يجعل الأسرة مفككة تشعر بعدم الاستقرار (( فرب الأسرة الذي من المفروض أن يحميهم ويبني لهم مأوى يلائمهم يقوم بهدم مأواهم)) … فلذلك يحبط الأطفال نفسياً ويعيشون حياة ممزقة مأساوية تنعدم فيها الثقة بالأسرة والمجتمع وبالتالي الثقة بالمستقبل، بالإضافة إلى ذلك الخسائر المادية التي سيتكبدها المواطن، وشقاء عمره كله يذهب هدراً. هدف الاحتلال من استخدام هذا النوع في القدس المحتلة:
- تهجير الفلسطينيين من القدس المحتلة لتصبح غالبية يهودية.
- تُظهر أن الفلسطينيين يهدمون بيوتهم بأنفسهم اعترافاً منهم بخطئهم.
- يبرئ الاحتلال نفسه من جريمة الإخلاء والهدم.
- يوفر الاحتلال على نفسه تعقيدات إجراءات ومواجهات واحراجات الهدم.
- عدم تنفيذ الهدم الذاتي يشكل مصدر دخل مربح للاحتلال ( إصدار مخالفات بآلاف الشواقل).
- تخفي العدد الحقيقي لأعمال الهدم الصامت ”الذاتي“.
- ترك آثار نفسية صعبة على الأسر الفلسطينية.
- إسقاط عقدة يهودية تاريخية مزمنة حيث لطخوا جبين التاريخ بأنهم (( يخربون بيوتهم بأيديهم)).
اعداد: