في 25 تموز 2016م أقدم مواطن مقدسي على هدم مسكنه "بنفسه" هدما ذاتياً، وذلك بعد أن تلقى إخطاراً من بلدية الاحتلال يقضي بهدم مسكنه بحجة البناء بدون ترخيص، ويقع المسكن في حي الثوري في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، ويعود للمواطن وليد محمود صادق شويكي. وأفاد المواطن وليد شويكي لباحث مركز أبحاث الأراضي بالتالي: "كنت أسكن في منزل عائلتي الواقع في حي الثوري، وعندما قررت الزواج، قمت ببناء مسكن في ساحة منزلهم للانفصال عنهم، وكان ذلك في العام 2014م، حيث قمت ببناء المسكن الذي هو عبارة عن 40 مترمربع مكون من غرفة نوم وصالة ومطبخ وحمام، وهو مبني من البناليت، وتبلغ قيمة تكلفته ما يقارب 70 ألف شيقل. وأثناء بناء المسكن، حضر موظفون عن بلدية الاحتلال وقاموا برمي إخطار وقف بناء في فناء المنزل، لكنني أكملت بناء المسكن وسكنت فيه أنا وزوجتي، وفيه رزقنا بطفلة."
يضيف: "وفي شهر أيار 2016، عاد موظفو بلدية الاحتلال، حيث قاموا بتسليمي إخطاراً بإزالة البناء بحجة البناء بدون ترخيص، حينها قمت بتوكيل محامي خوفاً من أن تقوم بلدية الاحتلال بهدمه، لكن لم تنجح جهوده في تمديد أو إلغاء قرار الهدم، لذلك قررت أن أهدم المسكن خوفاً من أن تقوم بلدية الاحتلال بهدم المسكن وتغريمي أجرة الهدم، بالإضافة إلى مخالفة قد تصل إلى 50 ألف شيقل، وفي يوم الاثنين 25 تموز 2016، بدأت بإخراج أمتعتنا والفرش من المسكن، ثم قمت بتفكيكه من الداخل تنفيذاً لقرار بلدية الاحتلال. والآن أنا عدت للعيش في منزل والدتي، وزوجتي وابنتي في مسكن عائلتها، لقد تشتتنا نحن بعد تفكيك المسكن الذي كان يأوينا، أنا لا أستطيع استئجار مسكن في مدينة القدس كون الإيجار مرتفع ."
صورة 1: إخطار الهدم الذي وجه لعائلة شويكي – حي الثوري / سلوان
صورة 2: المواطن شويكي أثناء قيامه بالهدم
صورة 3+4: المسكن أثناء تفكيكه مجبراً من بلدية الاحتلال
الهدم الذاتي – جريمة في حق الإنسانية:
تعريف : هو أن يقوم صاحب المنشأة مجبراً على تنفيذ عملية هدم منشأته بنفسه بصمت، وهذا النمط من الهدم يعتبر قديماً جديداً، كان نمطاً قديماً يتم في الظلام بعيداً عن الإعلام حرجاً وخجلاً في أن يصرح المواطن بأنه "خرب بيته أو منشأته بيده رغم أن أعداد حالات الهدم هذه كثيرة إلا أنها اليوم في ازدياد مما دفع المواطنين ضحايا الهدم "الإجباري الذاتي " بالتصريح عنها وفضحها.
إن هذا النوع من الهدم يستهدف أهالي القدس المحتلة بهدف تهجيرهم منها ضمن مشروع تهويد القدس حيث يعتبر من الخروقات الصارخة للحق في السكن وجريمة في حق الإنسانية لا يقبلها أي منطق.
وان ذريعة الهدم الذاتي كأي ذريعة للاحتلال وهي " البناء بدون ترخيص" (( بيتك قائم بدون ترخيص فهو غير قانوني وعليك هدمه وإزالته في أقرب فرصة، وأن تقوم بتصوير البناء بعد هدمه وتسلمها إلى قسم التفتيش عن البناء والتنظيم في البلدية، مع تحديد تاريخ كسقف زمني ينفذ فيه المالك هدم بيته – خط احمر لا يمكن تجاوزه-، وفي تاريخ تحدده البلدية ستنعقد محكمة البلدية للشؤون المحلية للنظر في عدم تنفيذك قرار الهدم وستفرض عليك غرامة مالية، وستقوم البلدية بهدم وإزالة بيتك على نفقتك أي انك ستدفع تكلفة تنفيذ قرار هدم بيتك إلى بلدية الاحتلال، وإذا لم تدفع ستُسجن إلى حين دفع ما هو مطلوب منك، فيضطر المواطن مجبراً على هدم مسكنه بنفسه)).
هذا وحسب التوثيق الميداني لمركز أبحاث الأراضي فإن بلدية الاحتلال أجبرت أصحاب 86 مسكناً على هدم مساكنهم بأنفسهم خلال الست سنوات الأخيرة (2010 -25 تموز 2016)، مما أصبح ما يزيد عن 532 مواطن بلا مأوى أكثر من نصفهم أطفال يعيش معظمهم حياة خوف ورعب دون استقرار ولا أمان.
يوضح الرسم البياني عدد المساكن المهدومة – هدماّ ذاتياً- خلال الخمس سنوات الماضية ( 2010 –25 تموز 2016)م
الآثار السلبية التي تلحق بالأسرة عند تنفيذ عملية الهدم الذاتي:
يعد الهدم الذاتي من أشد أنواع الهدم ألماً وقهراً … ليس كالهدم الذي ينفذه الاحتلال … فعند قيام الاحتلال بهدم المسكن فالأسرة تبقى متماسكة حاقدة على الاحتلال خاصة الأطفال … بينما عندما ينفذ أمر الهدم رب الأسرة ويهدم المسكن الذي يأوي أسرته تُظهره أمام أبنائه بأنه ضعيف لا يحميهم ولا يوفر لهم الأمن والأمان مما يجعل الأسرة مفككة تشعر بعدم الاستقرار (( فرب الأسرة الذي من المفروض أن يحميهم ويبني لهم مأوى يلائمهم يقوم بهدم مأواهم)) … فلذلك يحبط الأطفال نفسياً ويعيشون حياة ممزقة مأساوية تنعدم فيها الثقة بالأسرة والمجتمع وبالتالي الثقة بالمستقبل، بالإضافة إلى ذلك الخسائر المادية التي سيتكبدها المواطن، وشقاء عمره كله يذهب هدراً.
هدف الاحتلال من استخدام هذا النوع في القدس المحتلة:
- تهجير الفلسطينيين من القدس المحتلة لتصبح غالبية يهودية.
- تُظهر أن الفلسطينيين يهدمون بيوتهم بأنفسهم اعترافاً منهم بخطئهم.
- يبرئ الاحتلال نفسه من جريمة الإخلاء والهدم.
- يوفر الاحتلال على نفسه تعقيدات إجراءات ومواجهات واحراجات الهدم.
- عدم تنفيذ الهدم الذاتي يشكل مصدر دخل مربح للاحتلال ( إصدار مخالفات بآلاف الشواقل).
- تخفي العدد الحقيقي لأعمال الهدم الصامت ”الذاتي“.
- ترك آثار نفسية صعبة على الأسر الفلسطينية.
- إسقاط عقدة يهودية تاريخية مزمنة حيث لطخوا جبين التاريخ بأنهم (( يخربون بيوتهم بأيديهم)).
اعداد: