في 6 نيسان 2016م أقدمت عائلة الصيداوي على هدم جزء من مسكنها الواقع في حي جامع الهجرة في بلدة بيت حنينا شمال مدينة القدس المحتلة، وذلك بعد أن أخطرتها بلدية الاحتلال بهدم الجزء المضاف بحجة البناء بدون ترخيص.
وأفادت المواطنة شيرين عطية محمد صيداوي لباحث مركز أبحاث الأراضي: " قام زوجي بشراء هذا المسكن في عام 2013م، وهو بيت قديم مبني قبل العام 1967 أي قبل الاحتلال الإسرائيلي للمدينة، وتبلغ مساحته 120 متر مربع، وقام حينها بتقسيم المسكن إلى قسمين، قسم أنا وابنتين (قبل أن أنجب ثلاثة توائم)، والقسم الآخر تعيش فيه والدة زوجي وزوجته الثانية)، وبعد أن قام بتقسيم المسكن، أصبحت الشقة ضيقة علينا، فكان مكون من غرفتين نوم ومطبخ وحمام. فقمت بتوسيع المسكن عبر إضافة غرفتين بمساحة 40 متر مربع، بحيث كل غرفة 20 مترمربع، وتم بناء إحداهما من الإسمنت، والثانية من الخشب والألمنيوم، ولم نتقدم حينها بطلب ترخيص من بلدية الاحتلال بسبب أن البلدية لا تمنح تراخيص بناء للمقدسيين في مدينة القدس المحتلة، وبعد انقطاع 14 عام من الإنجاب، أنجبت ثلاثة توائم، فقمت بتجهيز إحدى الغرف لتكون لهم لرعايتهم."
تضيف قائلة:
في عام 2015، بدأت أعمال الحفر والإنشاء في بناء المجمع الكبير "رامي ليفي"، وقامت بلدية الاحتلال باستهداف المنطقة بشكل عام، فقامت بتوزيع أوامر هدم، وتسلمنا قراراً من بلدية الاحتلال يقضي بهدم الغرفتين من المسكن (الجزء المضاف)، وذلك بحجة عدم الترخيص. قمنا حينها بتوكيل المحامي عوني يغمور والذي استطاع أن يقوم بتأجيل الهدم أكثر من مرة، لكن في تاريخ 12 كانون ثاني 2016م، أصدرت بلدية الاحتلال قراراها بهدم المسكن بحجة البناء بدون ترخيص، وأمهلتنا لغاية تاريخ 12 نيسان 2016.
وفي صباح يوم الأربعاء الموافق 6 نيسان 2016، وقبل انتهاء المهلة، وأثناء غياب زوجي عن المنزل، حضرت قوات كبيرة من شرطة الاحتلال ترافقهم جرافة كبيرة، طرقوا أبواب المنزل ثم اقتحموه وأطفالي نيام. أخبرني أحد الضباط أنهم ينوون هدم الجزء المضاف من المسكن وقاموا بتوقيعي على ورقة تبين فيما بعد أنها أجرة الهدم والبالغة 70 ألف شيقل. خشيت وقتها بأن تجبرنا بلدية الاحتلال على دفع المبلغ الذي لا طاقة لنا على دفعه ، فطلبت من شبان يعملون في ورشة بناء قريبة أن يقوموا بهدم الغرفتين كي لا تقوم البلدية بهدمهما وأدفع 70 ألف شيقل. وافق موظف البلدية وسمح للشبان بهدم الجدران والسقف بواسطة معاول ومعدات يدوية وبقي يراقبهم لغاية انهيار السقف والجدران، وعندما شاهدت المشهد، وقعت على الأرض لفقداني الوعي وتسبب وقوعي بكسر أسناني، وبعد ذلك انسحبت قوات الاحتلال من الموقع. والآن، قمت بتحويل إحدى الغرف إلى غرفة لأطفالي وعاد المسكن ضيق ولا يسعنا جميعنا.
صورة 1: المواطنة شيرين عطية التي أجبرها الاحتلال على هدم مسكنها في بيت حنينا
صورة 2: المسكن بعد هدمه
إن نية الاحتلال باتت واضحة وهدفها فقط هدم البناء الفلسطيني من أجل الاستيطان ومخططاته، فمن أجل إنشاء مجمع تجاري استيطاني ضخم لـ " رامي ليفي"، تم تهديد بناء من غرفتين لأسرة وسعّت سكنها الضيق ولا طاقة لها في عمل مسكن كبير بل قامت بإنشاء غرفتين صغيرتين متواضعتين لأطفالها الصغار نظراً للحاجة الماسة لها ولحقها في سكن آمن ملائم، إلا أن الاحتلال أمر بهدم هاتين الغرفتين … وبقي تجمع رامي ليفي يُبنى على أراضي أهالي بيت حنينا.
صورة 3: تجمع رامي ليفي الذي يقام على اراضي بيت حنينا
اعداد: