في يوم الاثنين الموافق 21 آذار 2016م قامت عائلة العباسي بهدم مسكناً لها قيد الإنشاء كانت تقوم ببناءه بهدف السكن فيه، وذلك بعد تهديد بلدية الاحتلال للعائلة بقرار يقضي بهدم المسكن بحجة البناء بدون ترخيص. ويعود المسكن للمواطن خليل عبد الرحيم مصطفى العباسي، وهو عامل ورب عائلة تقيم في حي عين اللوزة الواقع في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى. حيث قام ببناء مسكن بمساحة 50 مترمربع من "البناليت" مكون من غرفة نوم ومطبخ وحمام وصالة صغيرة، وذلك من أجل أن ينتقل إبنه محمد خليل العباسي للسكن فيه بهدف الزواج والاستقرار.
وأفاد عبد الرحيم العباسي نجل صاحب المسكن لباحث مركز أبحاث الأراضي:
في شهر كانون ثاني 2016، قرر والدي أن يقوم ببناء مسكن بمساحة 50 مترمربع لشقيقي محمد العباسي بهدف أن ينتقل ليعيش فيه بعد زواجه، وقمنا بالبدء ببناء المسكن من البناليت على سطح منزلنا وعلى مساحة 50 مترمربع، وأثناء عملية البناء، حضر موظفون من بلدية الاحتلال وقاموا بتصوير البناء، وفي 19 شباط 2016م حضر موظفو البلدية مرة أخرى وقاموا بتسليمنا قراراً هدم إداري بحجة البناء بدون ترخيص، وفي 8 آذار حضر موظفو بلدية الاحتلال مرة اخرى وقاموا بتسليمنا قرار هدم إداري آخر. وفي 21 آذار تسلمنا قرار من محكمة الاحتلال يقضي بهدم المسكن خلال مهلة أقصاها 24 ساعة.
يضيف :
وفي ذات اليوم الذي تسلمنا فيه الإخطار الأخير، قررنا أن نقوم نحن بهدم المسكن قبل انتهاء فترة الـ24 ساعة، وذلك لأنه في حال قامت بلدية الاحتلال بهدم المسكن فسوف نتكلف من قبل بلدية الاحتلال بدفع تكاليف الهدم وأجرة الجرافات وأفراد شرطة الاحتلال والتي قد تصل إلى 50 ألف شيقل، وعند الساعة الخامسة مساءاً، قمنا بتفكيك ألواح البناليت وتفكيك المسكن.
وفي اليوم التالي الموافق 22 آذار 2016، وعند الساعة الثانية فجراً، حضرت قوات كبيرة من شرطة الاحتلال ترافقهم جرافة و"كباش" لكي يقوم بتحميل المسكن من على السطح، وقام أفراد الشرطة باقتحام المسكن والتوجه إلى السطح، لكنهم وجدوا أن المسكن قد تم تفكيكه وإزالته، فقاموا بتصوير المكان وأن المسكن لم يعد موجود قبل أن ينسحبوا من المكان.
تصنف بلدة سلوان في سجلات بلدية الاحتلال بأنها أرض خضراء أي "أرض ليست للبناء" والحصول على ترخيص بناء فيها هو أشبه بالمستحيل، فإسرائيل تسعى لتهجير سكانها منها وترحيلهم عنها من خلال المضايقات التي تمارسها بحقهم، وذلك من أجل تنفيذ مخططها التهويدي والذي يقضي بتحويل سلوان إلى ما يسمونها "عير دافيد" أي مدينة داوود على حسب تعبيرهم. وهذا لا يتم إلا بتهجير سكانها ومنعهم من البناء والسكن والتوسع فيها، من أجل دفعهم إلى خيار النزوح عنها.
اعداد: