تزامن عيد الاضحى المبارك هذا العام مع الاعياد اليهودية، مما انعكس وبشكل سلبي على المواطن الفلسطيني بشكل عام، والفلسطينيين في مدينة القدس بشكل خاص. حيث شهد شهر ايلول من العام 2015، تصاعدًا في انتهاكات سلطات الاحتلال الاسرائيلي والمستوطنين الاسرائيليين بحق الفلسطينيين، وممتلكاتهم وبشكل خاص مقدساتهم. حيث دأب المستوطنون الاسرائيليون بحماية قوات من جيش الاحتلال الاسرائيلي على اقتحام باحات المسجد الاقصى ومحاولة اداء طقوس تلمودية فيه، وهذا وتزامنت عملية تدنيس المسجد الاقصى من قبل المستوطنين، مع فرض حصار مشدد على المسجد، وحرمان المئات من الفلسطينيين والمصليين من دخوله.
وبسبب الاعتداءات الاسرائيلية المستمرة بحق المسجد الاقصى المبارك، شهدت عشرات المناطق الفلسطينيين مواجهاتٍ عنيفة ، بين الشبان الفلسطينيين الغاضبين من تدنيس الاقصى وبين جيش الاحتلال الاسرائيلي، ما أسفر عن جرح العشرات من الفلسطينيين واعتقال عدد كبير اخر. هذا بالإضافة الى عمليات الاقتحامات لشبه اليومية للمناطق الفلسطينية الخاضعة لسيطرة السلطة الوطنية الفلسطينية، وتفتيش المنازل واعتقال عدد من ساكنيها. ومن الجدير ذكره هنا، سعي سلطات الاحتلال الاسرائيلية وعلى رأسها السلطة القضائية على فرض غرامات مالية وعقبات بالسجن لسنوات طويلة تصل الى 20 عاما بحق الفلسطينيين الذين يتم اعتقالهم على خلفية رمي الحجارة.
كما استمرت سلطات الاحتلال الاسرائيلي بفرض حصارها على قطاع غزة، وكما استمرت بانتهاك الهدنة الموقعة مع الفصائل الفلسطينية في القطاع، حيث عمدت سلطات الاحتلال طول شهر ايلول من العام 2015، على الاعتداء على الفلسطينيين في قطاع غزة، من خلال اطلاق النار على المزارعين الفلسطينيين خلال عملهم في اراضيهم المحاذية للشريط الحدودي، كما يتعرض الصيادون الفلسطينيون الى اطلاق نار مستمر من قبل الزوارق الحربية الاسرائيلية، مع العلم بانهم لا يتجاوزون خلال عملية ابحارهم في بحر غزة الثلاث اميال بحرية، الا ان سلطات الاحتلال الاسرائيلية تعترض طريقهم وتعرض حياتهم للخطر.
ناقوس الخطر يدق في مدينة القدس المحتلة…. اسرائيل تفرض حصارها المشدد على المدينة
تعاني المدينة المقدسة من سيطرة سلطات الاحتلال الاسرائيلية عليها ومن عربدة المستوطنين الاسرائيليين واستباحتهم لمقدسات المدينة. فتواجه مدينة القدس المحتلة وسكانها، اجراءات سلطات الاحتلال الاسرائيلية العنصرية، والتي تسعى الى تغير طابع وهوية المدينة المقدسة. كما يواجه الفلسطينيين في المدنية تهديدا وجوديا، حيث تسعى الجمعيات الاستيطانية وبمساعدة سلطات الاحتلال الى السيطرة على منازل الفلسطينيين وطردهم منها، واعطاء المنازل الفلسطينية للمستوطنين الاسرائيليين، ك سعيا منها الى تهويد المدينة ودفع سكانها الفلسطينيين الى الهجرة منها.
هذا ومنذ مطلع شهر ايلول من العام 2015، قامت سلطات الاحتلال الاسرائيلي بفرض حصار مُشدد على المدينة المقدسة، كما وقامت بإغلاق باحات المسجد الاقصى بوجه الفلسطينيين، وكما اعلنت عن "قائمة سوداء" تضم اسماء عدد من مرابطات المسجد الاقصى، حيث يمنع عليهم الدخول الى المسجد الاقصى. ومن الجدير ذكره بانه في الوقت التي تمنع فيه سلطات الاحتلال الفلسطينيين من دخول المسجد الاقصى واقامة الصلاة فيه، تسمح لقطعان المستوطنين الاسرائيليين باقتحام المسجد وتدنيسه بشكل يومي.
هذا وقد قامت سلطة البيئة (الطبيعة) الاسرائيلية بإغلاق حديقة عامة في بلدة سلوان لا تتجاوز مساحتها 1 دونم، حيث ادعت بان عمليات تنقيب جرت في المنطقة واثبتت وجود "اثار تلمودية" فيها.
كما قامت بلدية القدس الاسرائيلية بمصادرة اراضي فلسطينية من مقبرة باب الرحمة الواقعة في مدينة القدس حيث عمدت على وضع سياج على قطعة اراض تصل مساحتها الى 7000 متر مربع.
هذا وقامت بلدية القدس الاسرائيلية ايضا، بالمصادقة على تغيير 30 اسم لشوارع في مدينة القدس الشرقية، بحثت سيتم تغيير اسما هذه الشوارع والتي هي اسماء فلسطينية، الى اسماء عبرية، مما يساهم في تغيير طابع المدينة الفلسطيني الى اسرائيلي.
اما الجمعيات الاستيطانية العاملة في المدينة المقدسة، فكان لها دور خلال شهر ايلول من العام 2015، حيث سيطرت جمعية عطيرت كوهيم الاستيطانية على منزل فلسطيني في حي بطن الهوى في بلدة سلوان، و ادعت الجمعية بان ملكية المنزل تعود للجمعية، والتي بدورها سربته للمستوطنين.
وفيما يخص البناء الاستيطاني في المدينة المقدسة، صادقت بلدية القدس الاسرائيلية وبشكل نهائي على بناء 153 وحدة استيطانية في مستوطنة راموت الاسرائيلية الواقعة الى الشمال من مدينة القدس.
فيما اعلنت شركات بناء اسرائيلية عن تسويق مبنيين استيطانيين في مستوطنة نيفي يعكوف، ضمن مشروع استيطاني يتكون من اربع بنايات استيطانية، كل بناية تتكون من 9 طوابق. في حين حصلت شركة اسرائيلية اخرى على التراخيص اللازمة لبناء 3 بنايات استيطانية في مستوطنة هار حوما (جبل ابو غنيم)، حيث تتكون كل بناية من 9 طوابق، بحيث تحوي في المجموع على 142 وحدة استيطانية. كما أعلنت بلدية القدس الاسرائيلية وشركة موريه للبناء عن البدء بنفيذ مشاريع استيطانية احياء استيطانية في مستوطنة هار حوما بحيث تسعى البلدية الى استثمار 75 مليون شيقل في هذا المشروع.
اعتداءات المستوطنين الاسرائيليين تتجاوز 60 اعتداء خلال شهر ايلول
خلال شهر ايلول من العام 2015، شن قطعان المستوطنين الاسرائيليين القاطنين في المستوطنات الإسرائيلية غير الشرعية المنتشرة على اراضي الضفة الغربية المحتلة، عشرات الاعتداءات بحق الفلسطينيين، وممتلكاتهم، ومقدساتهم. فخلال الشهر المنصرم، نفذ المستوطنون الاسرائيليون بحماية جيش الاحتلال الاسرائيلي، ما يقارب 62 اعتداء. توزعت على مختلف محافظات الضفة الغربية المحتلة، حيث كان النصب الاكبر من هذه الاعتداءات في محافظة القدس، حيث وصلت عدد اعتداءات المستوطنين الاسرائيليين في محافظة القدس 24 اعتداء، في حين تم رصد 14 اعتداء في محافظة نابلس، و ما يقارب 13 اعتداء في محافظة الخليل.
واتسمت اعتداءات المستوطنين الاسرائيليين خلال شهر ايلول من العام 2015، بالمزيد من العنف، والحقد وسعي نحو احداث اكبر قدر ممكن من الاضرار للفلسطينيين، بالإضافة الى ان المستوطنين الإسرائيليين اصبحوا يميلون وبشكل كبير للاعتداء على الاطفال، وهذه ما تم رصده في كل من محافظتي الخليل والقدس. حيث تعرض عدد من الاطفال للاعتداءات على يد المستوطنين الاسرائيليين، بالإضافة الى قيامهم باستخدام الاسلحة النارية لاعتداء على الفلسطينيين، وبهذا اصبح مجموع الاعتداءات على الفلسطينيين 16 اعتداء. في حين قام المستوطنين الاسرائيليين باقتحام الاماكن الاثرية وتدنيس الاماكن الدينية، حيث تم رصد 28 اعتداء بحق هذه الاماكن، ومن ضمنها 17 اعتداء بحق المسجد الاقصى المبارك.
اما فيما يخص الاعتداء على ممتلكات الفلسطينيين، فقد تم رصد 11 اعتداء، وتتمثل هذه الاعتداءات، باقتحام المنازل الفلسطينية واحتلالها، و رشق المنازل بالحجارة، وايضا اطلاق النار على سيارات الفلسطينيين.
أوامر عسكرية اسرائيلية لهدم 28 منزل ومنشأة
اصدرت الادارة المدنية الاسرائيلية عشرات الاوامر العسكرية التي تستهدف بالهدم ما مجموعه 28 منزل ومنشأة في مختلف مناطق الضفة الغربية المحتلة. وتتذرع سلطات الاحتلال الاسرائيلية بان المنازل والمنشآت المستهدفة، تم بناؤها بشكل غير قانوني، اي دون الحصول على ترخيص من الادارة المدنية الاسرائيلية، وذلك لان هذه المنازل والمنشآت تقع في المناطق المصنفة (ج) بحسب اتفاقية أوسلو الثانية لعام 1995، حيث ان المناطق المصنفة ج في الضفة الغربية المحتلة تقع تحت السيطرة الاسرائيلية الكاملة.
هذا و تركزت اغلبية الاوامر العسكرية الاسرائيلية في محافظة الخليل، حيث اصدرت سلطات الاحتلال الاسرائيلية أوامرها لهدم 17 منزل ومنشأة. ومن الجدير ذكره بان أوامر الهدم الاسرائيلية تركزت وبشكل كبير في مناطق مسافر يطا، وهي تلك المناطق التي يوجد فيها عدد من الخرب والقرى الفلسطينية المحاصرة بعدد من المستوطنات والبؤر الاستيطانية، وهي تلك المنطقة التي تسعى سلطات الاحتلال الاسرائيلي الى افراغها من الفلسطينيين وذلك تماشيا لمشاريعها الاستيطانية والتوسعية في تلك المنطقة.
اما في محافظة بيت لحم فقد سلمت سلطات الاحتلال الاسرائيلية أومر هدم تستهدف 9 منازل ومنشآت فلسطينية. حيث تركزت هذه الاوامر في بلدة تقوع الواقعة الى الجنوب الشرقي من محافظة بيت لحم.
اوامر عسكرية لإخلاء اراضي فلسطينية واقتلاع ما مجموعه 263 شجرة
اصدرت سلطات الاحتلال الاسرائيلي أوامر عسكرية لإخلاء 26 دونم من الاراضي الفلسطينية الواقعة في بلدة قراوة بني حسان في محافظة سلفيت، بالإضافة الى اقتلاع 123 شجرة مزروعة في الاراضي المستهدفة، حيث ادعت سلطات الاحتلال بان الاراضي المستهدفة مصنفة على انها محمية طبيعية. كما اصدرت سلطات الاحتلال الاسرائيلي امر عسكري لاقتلاع 140 شجرة من راضي فلسطينية تقع ايضا في بلدة قراوة بني حسان، وايضا ادعت سلطات الاحتلال الاسرائيلية بان عملية زراعة الاشجار غير قانوني لان الاراضي المزروعة بالأشجار مصنفة "محمية طبيعية".
عمليات هدم اسرائيلية تطال 6 منازل فلسطينية و 11 منشأة اخرى
خلال شهر ايلول من العام 2015، هدمت جرافات الاحتلال الاسرائيلي 6 منازل فلسطينية بالإضافة الى 11 منشاة أخرى، وتدعي سلطات لاحتلال الاسرائيلية، بان عملية الهدم استهدفت منازل غير قانونية أو غير مرخصة، اي ان هذه المنازل والمنشآت تقع في المناطق المصنفة "ج" والتي تقع تحت سيطرة سلطات الاحتلال الاسرائيلية.
ففي محافظة رام الله، هدمت جرافات الاحتلال الاسرائيلية 4 منازل فلسطينية و 3 منشآت أخرى.
وفي محافظة القدس، هدمت سلطات الاحتلال منزل واحد و 6 منشآت أخرى.
في الختام
لا تترك اسرائيل اي فرصة أو مناسبة الا وتستغلها للاعتداء على الفلسطينيين وممتلكاتهم ومقدساتهم في اي منطقة من مناطق الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة. حيث لا تلتفت الحكومة اليمينية الاسرائيلية الى اي من الضغوطات التي يمارسها العالم ضدها، وعلى الرغم من مصادقة البرلمان الاوروبي على وضع ملصقات على البضائع القادمة من المستوطنات الاسرائيلية القائم على اراضي الضفة الغربية المحتلة، تسعى اسرائيل الى جلب 20,000 عامل من الصين للعمل في المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة. وكما ايضا تعزيزا للوجود الاستيطاني في الضفة الغربية، عملت الحكومة الاسرائيلية على شطب 76 ميلون دولار امريكي من ديون المستوطنات الاسرائيلية المقامة على اراضي الضفة الغربية المحتلة والجولان السوري المحتل ايضا وذلك بهدف تعزيز مشروعها الاستيطاني و التوسعي.
اعداد: معهد الابحاث التطبيقية – القدس
(أريج)