في الثاني من أيلول 2015 أقدمت ما تُسمى بسلطة الطبيعة الاسرائيلية على وضع سكك حديدية وأسلاك حول جزء من مقبرة باب الرحمة الإسلامية المُلاصقة لسور المسجد الأقصى الشرقي والمُطلة على قرية سلوان. وكانت سلطة الطبيعة قد ادعت بأنها تملك قراراً من محكمة الاحتلال يسمح لها بالعمل على ما هو مساحته 1800 متر مربع من مساحة المقبرة، وذلك من أجل إقامة مسار سياحي تهويدي عليها بمسميات يهودية. وقام أهالي بلدة سلوان بالتصدي لموظفي سلطة الطبيعة، الذين اعتدوا على المقبرة وعلى قبور أموات أبناء القرية، مما دفع بقوات من شرطة الاحتلال للوصول إلى المكان وابعاد المواطنين عن المكان وتوفير الحماية لموظفي سلطة الطبيعة لاستكمال أعمالهم.
وتعود قضية هذا الجزء من مقبرة باب الرحمة الاسلامية إلى العام 1995 عندما أعلنت لجنة ما تُسمى بلجنة حماية الآثار في جبل الهيكل أن هذه الأرض تعود ملكيتها لصندوق "هعوقل" وهو صندوق يهودي يزعم أن كل ما هو حول المسجد الأقصى وأسفله عبارة عن آثار يهودية للهيكل المزعوم.
وفي عام 2004 قام عراب الاستيطان "آرييه كينغ" عدة جمعيات استيطانية بتقديم شكوى ضد شرطة الاحتلال وسلطة الآثار ورئيس الحكومة وسلطة الطبيعة الاسرائيلية لسماحهم للمُسلمين بدفن موتاهم في قطعة الأرض، مُطالباً إياهم بمنع بناء أو استخدام تلك القطعة مُطلقاً. وعلى أثرها، فقد صدر قرار من محكمة الاحتلال يفيد بأن دولة الاحتلال ستقوم بمنع اي تغيير بقطعة الأرض وستمنع بناء قبور جديدة عليها، وأيضاً ستمنع الدفن فيها بتاتاً حتى وإن كان في قبور قديمة، إضافة إلى أنها ستهدم القبور الجديدة غير المُستخدمة والتي يقدر عددها بحوالي 30 قبر.
وفي 15 آب 2012 منعت شُرطة الاحتلال أبناء المرحومة عائشة قراعين (أم حسين- 80 عاماً) من بلدة سلوان، من دفن والدتهم في قبرها في مقبرة باب الرحمة، وذلك بحجة أن القبر يقع ضمن منطقه مُصادرة بغرض إقامة حدائق توراتية.
مقبرة باب الرحمة ممنوع دفن الميت بحجة مصادرة جزء منها لصالح الاحتلال
إن سلطات الاحتلال تسعى إلى مُصادرة ما هو أكثر من ذلك، فهي تسعى إلى وضع اليد على كامل مقبرة باب الرحمة الإسلامية كونها ملاصقة لسور المسجد الأقصى من الجهة الشرقية، ويقع ضمنها الباب الذهبي وهو أحد أبواب المسجد الأقصى "المُغلقة"، حيث وبحسب معتقداتهم الدينية، فإن الدخول لما يسمونه جبل الهيكل أي المسجد الأقصى سيكون من خلال هذا الباب، وهو "الباب الذهبي" .
اعداد: