في السادس عشر من شهر ايلول من العام 2015، اصدرت سلطات الاحتلال الاسرائيلية اوامر عسكرية تقضي الى اخلاء ما مجموعه 26 دونم من اراضي بلدة قراوة بني حسان الواقعة الى الشمال الغربي من محافظة سلفيت، بالإضافة الى اقتلاع 123 شجرة تم زراعتها في الاراضي المستهدفة، تحت ادعاء ان المنطقة المستهدفة مصنفة "محمية طبيعية".
وفي مقابلة اجراها فريق العمل الميداني في معهد الابحاث التطبيقية-القدس (أريج)، مع رئيس مجلس بلدية قراوة بني حسان السيد عزيز عاصي، أوضح بان اصحاب الاراضي عثروا على أمرين عسكريين في اراضيهم الواقعة في الى الشمال الغربي من البلدة قراوة بني حسان، والاوامر العسكرية الصادرة تحمل رقم 2207 و2208، وصادر عن الادارة المدنية الاسرائيلية في منطقة يهودا والسامرة، والمتفرع عنها "ضابط الشؤون حماية الطبيعة والحدائق الوطنية"، وهذا ما جاء في الاوامر العسكرية الصادرة: "بموجب صلاحياتي كمفتش السلطة لحماية الطبيعة والحدائق الوطنية في منطقة يهودا والسامرة، فأني أمرك الى الخروج من المحمية الطبيعية و/أو الحديقة الوطنية التي تمكث فيها بصورة غير قانونية، بالإضافة الى ذلك يلزمك هذا الامر بالإخلاء بصورة فورية، كذلك إزالة أي غرض ادخل معك أو تم بناءه في منطقة المحمية الطبيعية و/أو الحديقة الوطنية بدون تصريح من قبل السلطات ذات الاختصاص واعادة المنطقة كما كانت سابقا".
وبناءا عليه حددت الاوامر العسكرية الصادرة العوائق التالية:
رقم الامر العسكري |
المساحة المستهدفة |
العوائق التي يجب ازالتها |
2207 |
10 دونم |
38 شجرة |
2208 |
16 دونم |
85 شجرة |
المجموع |
26 دونم |
123 شجرة |
من خلال تحليل الصور الجوية للمنطقة المستهدفة، تبين بانها تقع ضمن المناطق المصنفة "ج" حسب اتفاقية أوسلو الثانية والمؤقتة والموقعة عام 1995 بين السلطة الوطنية الفلسطينية واسرائيل، حيث ان المناطق المصنفة "ج" (والتي تشكل ما نسبته 60% من مساحة الضفة الغربية) تقع تحت السيطرة الاسرائيلية الكاملة، امنيا واداريا. كما تبين ايضا بان الاراضي المستهدفة تقع ضمن منطقة قامت سلطات الاحتلال الاسرائيلية بتصنيفها "محمية طبيعية" و/أو حديقة وطنية. أنظر الخارطة المرفقة
على الرغم من ان اصحاب الاراضي قاموا باستصلاح المنطقة وزراعتها بعدد من الاشجار، الا ان سلطات الاحتلال الاسرائيلية، ومن خلال سعيها الى عقاب الفلسطينيين باستخدام اي وسيلة ممكن، ادعت بان زراعة المنطقة بالأشجار غير قانوني بحجة ان المنطقة مصنفة "محمية طبيعة" وعليه يجب اقتلاع الاشجار من منطقة المحمية الطبيعة.
ويلاحظ من الخارطة اعلاه، بان سلطات الاحتلال الاسرائيلية سمحت لنفسها و للمستوطنين الاسرائيليين ببناء المستوطنات الاسرائيلية والبؤر الاستيطانية وجدار العزل العنصري على مناطق مصنفة "محمية طبيعة"، على الرغم من ان هذه الاعمال تضر بالبيئة وبالمحمية الطبيعية التي تدعي وجودها في المنطقة، وفي المقابل تمنع على الفلسطينيين زراعة الاراضي بالأشجار لان الاراضي مصنفة "محمية طبيعية". وهنا تظهر السياسة الإسرائيلية العنصرية اتجاه الفلسطينيين.
ومن المهم ذكره ان الهدف من هذه الاوامر العسكرية التي اصدرتها سلطات الاحتلال الاسرائيلية بحق الفلسطينيين في بلدة قراوة بني حسان هي حرمان الفلسطينيين من استخدم اراضيهم تحت ادعاءات مختلفة، ودفعهم الى الرحيل عن المنطقة المستهدفة. على الرغم من انها منطقة غير حيوية أي بعيدة عن المستوطنات الاسرائيلية أو البؤر الاستيطانية وذلك بعيدة عن جدار العزل العنصري. لذلك فان الهدف الاول والاخير لمثل هذه الاوامر هي معاقبة الفلسطينيين وتضيق الخناق عليهم.
بلدة قراوة بني حسان هي احدى بلدات محافظة سلفيت، وتقع شمال غرب مدينة سلفيت. يحدها من الشرق بلدتي دير استيا وحارس، ومن الجنوب سرطة، ومن الغرب بلدة بديان ومن الشمال وادي قانا وتجمع كيدوميم الاستيطاني. تبلغ مساحة بلدة قراوة بني حسان 9,443 دونم، ويبلغ عدد سكانها بحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني لعام 2007، 3,752 فلسطيني. بعد الاحتلال الاسرائيلية للضفة الغربية عام 1967، اقامت اسرائيل مستوطنين اسرائيليين (مستوطنة برقان ومستوطنة كريات نيتافيم) على اراضي بلدة قراوة بني حسان، بحيث تصادر ما مساحته 341 دونم من اراضي البلدة. لمزيد من المعلومات: http://vprofile.arij.org/salfit/ar/pdfs/vprofile/Qarawat.pdf
في الختام.. يتبين من ما حدث مؤخرا في بلدة قراوة بني حسان، والتي هي مثال واحد فقط على الممارسات الاسرائيلية بحق الفلسطينيين، بان سلطات الاحتلال الاسرائيلية تسعى بشتى الوسائل لفرض العقوبات على الفلسطينيين، لدفعهم الى الاستسلام والرحيل عن اراضيهم وبالتالي تسهيل عملية سيطرة سلطات الاحتلال الاسرائيلية والمستوطنين على هذه الاراضي، واستخدامها للمشاريع الاستيطانية.
اعداد: معهد الابحاث التطبيقية – القدس
(أريج)