في الأول من تموز 2015م اقتحمت قوات كبيرة من شرطة الاحتلال حي أبو جمل الواقع في جبل المكبر بهدف تنفيذ أمر إغلاق مسكن عائلة الشهيد "عُدي عبد أبو جمل" أحد منفذي عملية الكنيس اليهودي في شهر تشرين ثاني 2014 في دير ياسين المُحتلة. وعند ساعات الفجر الأولى اقتحمت قوات الاحتلال مسكن العائلة وقامت بإخراجهم من المسكن وإفراغه من محتوياته قبل أن تقوم بوضع القضبان الحديدية ولحمها على مداخله ونوافذه.
وبهذا تكون سلطات الاحتلال شردت 6 أفراد من عائلة الشهيد (والد الشهيد عبد “أبو علي” 54 عاما، ووالدته فاطمة أبو جمل، وشقيقته مروة 29 عاماً، وعلي 23 عاما، ومعتز 19 عاما، ومحمد 14 عاماً)، ويتكون المنزل من 5 غرف ومنافعهم ومساحته الإجمالية 300 متر مربع، وقائم منذ عام 1936، علما ان القوات نفذت قرار “قائد الجبهة الداخلية” القاضي بإغلاق منزل الشهيد أبو جمل في شهر رمضان، وإضافة إلى ذلك هدمت القوات الخيمة التي نصبت في ساحة منزلهم لتأويهم.
وأفاد معتز عبد أبو جميل شقيق الشهيد عدي قائلاً:
عند الساعة الثالثة والربع فجراُ قبل السحور، صحوت على صوت طرق باب البيت بطريقة وحشية همجية، حاولت النهوض من الفراش لكنني سمعت من النافذة صوت أحد الجنود الذي أدخل فوهة بندقيته من النافذة موجهها نحوي وهو يأمرني بالبقاء في فراشي لغاية دخول الشرطة عندي. قام أبي المريض من فراشه وفتح باب المنزل، فدخلت قوات الاحتلال لداخل المنزل وانتشرت بداخله بطريقه همجية، وقالوا لوالدي أنهم سيقومون بتنفيذ أمر إغلاق المسكن.
والدي هو رجل مريض أجرى عملية قلب مفتوح قبل فترة بسيطة وهو لا يستطيع التحرك والتنقل بسهولة، قمنا بمساعدة والدي وأدخلناه لغرفة جدتي الملاصق لبيتنا. بعدها قامت قوات الاحتلال باقتيادي لخارج المسكن وقاموا بتقييد يداي ونقلي إلى مركز الشرطة الذي يقع على مدخل الحي بعد أن قال لي الضابط أنني أعيق عمل شرطة الاحتلال، وبقيت هناك لغاية الساعة التاسعة صباحاً.
قوات الاحتلال قامت بإغلاق النوافذ والأبواب بالقضبان الحديدية، واستمر وجودهم لغاية الساعة الثامنة صباحاً، حيث جرت مواجهات بين شبان الحي وقوات الاحتلال، قامت باعتقال عدد من الشبان ونقلهم إلى مراكز التوقيف. وأبلغ الضابط المسؤول العائلة قبل مغادرته بأنه سيعود قريباً لصب الباطون المسلح داخل المسكن.
وكانت قوات الاحتلال قد اقتحمت مساكن عائلة أبو جمل قبل أيام قليلة، وقامت بتصوير مسكن الشهيد غسان أبو جمل ومسكن عائلة الشهيد عدي أبو جمل . وكان برفقتهم ضابط مخابرات قام بتوجيه أسئلة عن عدد أفراد كل عائلة وعن عدد المتزوجين والأطفال .
وعند الساعة السادسة مساءاً قبل الإفطار، عادت قوات الاحتلال من جديد للحي وقامت بإغلاق المنطقة ترافقها شاحنات تحمل الباطون المسلح، وقامت بإغلاق المنطقة قبل أن تشرع بضخ كميات كبيرة من الباطون لداخل المسكن لضمان عدم استخدامه.
وكل يوم تعيش عائلة الشهيد غسان أبو جمل حياة قلق على مصيرها المجهول في حال تنفيذ سلطات الاحتلال القرار بإغلاق المسكن الذي كان يسكنه الشهيد غسان وعائلته. حيث كانت سلطات الاحتلال قد أصدرت قرارات هدم مساكن الشهداء في شهر تشرين ثاني 2015، في اليوم التالي من تنفيذ الشهداء عدي وغسان العملية في المعهد الديني في دير ياسين المحتلة.
سياسة العقاب الجماعي هي سياسة سلطات الاحتلال التي تتلذذ في تنفيذها وهي تهدم مسكناً أو تغلقه، أو تقمع عائلة من مسكنها وتشردها وتشتت شملها بتفريق أفرادها. هذه هي الهمجية التي تنتهجها قوات الاحتلال من أجل إرضاء مؤسساته الصهيونية ويمينه المتطرف وحكومته العنصرية.
اعداد: