افتتحت جمعية "عطيرت كوهانيم" الاستيطانية المتطرفة باباً رئيسياً للمدرسة الدينية التي تقع في مبنى البريد الكائن في شارع صلاح الدين في مدينة القدس المحتلة، والتي كانت قد أعلنت عنها بعد أن قامت بشراء العقار من شركة بيزك للاتصالات الإسرائيلية قبل عام. حيث قامت الجمعية بفتح باب للمدرسة يقع أسفل مبنى البريد، حيث كان المدخل الرئيسي له من مركز شرطة الاحتلال، واستمر العمل فيه لمدة شهر قبل أن تعلن رسمياً عن افتتاحه بتاريخ 21 حزيران 2015.
ولا شك بأن موقع هذه المدرسة الدينية هنو حساس للغاية ، فهي تقع في شارع صلاح الدين والذي يعتبر أحد أهم الشوارع التجارية النشطه في مدينة القدس المحتلة. كما أن طلاب هذه المدرسة هم من المتطرفين الذين يقومون بالاعتداء يومياً على الأطفال والنساء والممتلكات الفلسطينية، عدا عن أنهم النواة الإرهابية لعصابات دفع الثمن المتطرفة.
ولا يمكن اخفاء تورط حكومة الاحتلال عن مسؤوليتها في وجود هذه البؤرة الاستيطانية في شارع صلاح الدين ، فمثل هذه الصفقات لا يمكن أن تتم إلا بدراسة وموافقة وتصريح وضوء أخضر من حكومة الاحتلال للشروع بتنفيذه. كما أن الجمعيات الصهيونية المتطرفة مثل عطيرت كوهانيم والعاد وغيرها من المنظمات المتطرفة العنصرية الاستيطانية هي التي تقوم بفرض أجندتها على حكومة الاحتلال للمصادقة والموافقة على مشاريعها الاستيطانية من عمليات البيع للعقارات أو الاستيلاء عليها أوالحصول على أوراق ثبوتيه وتزوريها ووضع المخططات التهويدية الكبيرة مثل الحديقة التلمودية في العيسوية و مشروع هدم حي البستان في سلوان وطرد سكانه وتحويله إلى حديقة تلمودية واستبدال وتبديل وتزوير الروايات التاريخيه لتنسجم مع الرواية التلمودية لتثبيت دولة اسرائيل وربطها بالتاريخ !!
في عام 2014م الاحتلال الاستيطاني استولى على مبنى البريد المركزي في القدس المحتلة:
دأب الاحتلال منذ بدايته على نهب والاستيلاء ونقل ممتلكات الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة سواء كانت أراض أو مبان أو بيوت إلى المجموعات الكلونيالية اليهودية الاستيطانية التي تمثل الذراع القوي للاحتلال (غير الرسمي).
نشرت جماعة "عطيرات كوهانيم" الاستعمارية الاستيطانية اليهودية رسالة وصورة قالت فيها، أنها اشترت أكثر من 1000م2 في مبنى في موقع استراتيجي قبالة البلدة القديمة – شمال باب الساهرة وعلى بعد اقل من 100 متر – وفي قلب المنطقة التجارية خارج سور القدس التاريخي – في شارع صلاح الدين، وجاء في الرسالة : أن المبنى سيستخدم جزء منه كمدرسة دينية والجزء الآخر سكن لطلاب المدارس الدينية اليهودية قبل أداء الخدمة في جيش الاحتلال الإسرائيلي، وان دخول البناية التي يجري ترميمها منذ أشهر دون أن ينشر شيء عن ذلك سيكون بعد عيد الفصح اليهودي الذي سيبدأ في منتصف نيسان 2014، وناشدت "عطيرات كوهانيم" في رسالتها أعضاء وأصدقاء للتبرع لذلك.
أقامت الحكومة الأردنية البناء في الخمسينات على أراض وقفية إسلامية لتكون البناية المركزية للبريد الأردني، قام الاحتلال الإسرائيلي باحتلال مبنى البريد المركزي في حزيران 1967، وفي عام 2000 احتلت شرطة الاحتلال الإسرائيلي جزء من مبنى البريد وحتى يومنا هذا .
هذه ليست هي المرة الأولى والوحيدة التي تمرر فيها سلطات الاحتلال الرسمية أملاك الفلسطينيين لهذه المؤسسات الدينية وغيرها العنصرية ، حيث عقدت وزارة الشرطة والأمن الداخلي صفقة مع "عطيرات كوهنيم" أخلت بموجبها الشرطة مقرها في رأس العامود التي استولت عليه اثر احتلالها للقدس عام 1967م وأخلته مقابل أن تقوم "عطيرات كوهانيم" ببناء مقر آخر للشرطة على أراضي الطور الشرقية غرب "معاليه ادوميم" على طريق القدس أريحا، كذلك تطلق سلطات الاحتلال أيدي عصابة "العاد" العنصرية اليهودية في أراضي ومباني سلوان جنوب المسجد الأقصى بشكل عام والعديد من حالات الاستيلاء على المنازل في عين حلوة والبستان وموقع القصور الأموية، و تسجيل بيوت المقدسيين التي استولى عليها الاستعمار اليهودي في البلدة القديمة من القدس بأسماء المستوطنين اليهود، والعديد من الأمثلة التي تناولها مركز أبحاث الأراضي – جمعية الدراسات العربية بالقدس- في تقاريره من قبل. لكن بحسب القانون الدولي، فإن القدس هي مدينة محتلة منذ العام 1967 ولا يجوز للمحتل أن يشتري ويتملك فيها كونها مدينة محتلة حتى وان استوفت شروط البيع والشراء!؟.
اعداد: