- الانتهاك: الاحتلال الإسرائيلي يوسع دائرة التدريبات العسكرية في الأغوار الشمالية.
- الموقع: الأغوار الشمالية/ محافظة طوباس.
- تاريخ الانتهاك: 25 نيسان 2015م.
- الجهة المعتدية: جيش الاحتلال الإسرائيلي.
- الجهة المتضررة: السكان البدو القاطنين في الأغوار الفلسطينية.
تفاصيل الانتهاك:
تعتبر التدريبات العسكرية التي ينفذها الاحتلال الإسرائيلي في غور الأردن وسيلة ابتكرها جيش الاحتلال الإسرائيلي لضرب الوجود الفلسطيني هناك، حيث يختار الاحتلال الأوقات الحساسة من كل عام لتنفيذ تلك التدريبات العسكرية.
مما لاشك فيه، أن لتك النشاطات العسكرية والتي تتم بشكل منظم كان وما يزال لها بالغ الأثر السلبي سواء في الوقت الحاضر أو حتى على المدى البعيد، لتكون سبباً رئيسياً في تدمير شرايين الحياة هناك، فالاحتلال لا يأبه بما تسببه تلك التدريبات من ويلات على المنطقة كلها.
تجدر الإشارة الى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي شرع حديثاً بتنفيذ تدريبات عسكرية في مناطق متفرقة من الأغوار الفلسطينية، حيث تتركز تلك التدريبات في محيط الخرب البدوية في كل من الفارسية، أم الجمال، يرزا، حمصة، حمصه الفوقا، مكحول، الرأس الأحمر، البرج و الميتة في محافظة طوباس، بالإضافة الى منطقة حوض لفجم والطويل في الأغوار الوسطى.
يشار في السياق ذاته، أن لتلك التدريبات بالغ الأثر السلبي على السكان القاطنين هناك، حيث أن جيش الاحتلال حول المراعي هناك الى ثكنات عسكرية، وغالباً ما يتم افتعال النيران في تلك المراعي بهدف عدم استفادة المزارع منها مرة أخرى كما حدث حديثاً من إحراق ما يزيد عن 500دنم من الاراضي الرعوية في منطقة حمصة الفوقا، وبالتالي سينعكس ذلك بشكل مباشر على المزارعين والسكان البدو عبر حرمانهم من الاستفادة من الأراضي الزراعية سواء الزراعة أو مناطق الرعي، في ظل ارتفاع كلفة شراء الأعلاف التي ترهق كاهل المزارع هناك.
وتعتبر المساكن البدوية في غور الأردن هي نفسها غير بعيدة عن طائلة الاستهداف، فتعبر تلك المنشآت حلقة من حلقات التدريب في المنطقة، مما يعرض الأهالي الى الخطر المحدق، فهناك العشرات من العائلات البدوية القاطنة في الأغوار تضررت من إجراء تلك التدريبات، فهناك الجريح والشهيد وهناك من أضحى يعاني من إعاقة أفقدته قدرته على العطاء والحياة.
وليس بعيداً عن طائلة الاستهداف المزارع والحقول التي تزين الأغوار والتي تعتبر مصدر لتأمين دخل العشرات من العائلات القاطنة هناك، فالاحتلال يقتنص فرصة اقتراب موسم حصاد القمح في كل عام في تنفيذ مناورات عسكرية تدمر الحقول وتسلبها خيراتها لتسحق تحت جنازير الدبابات و آليات الاحتلال المختلفة.
ولا ننسى العامل النفسي، فالتدريبات المكثفة في المنطقة وما يتبعها من مخلفات مختلفة، كانت مسببة لحدوث حالات الخوف الشديد والهلع من التنقل والتحرك في المنطقة من قبل السكان المحللين، ولعل الشهيد احمد عبد الرحمن ابو الشيخ (41) عاماً لهو شاهد حقيقي على عمق تلك المأساة، حيث ارتقى شهيدا أثناء رعيه للأغنام في أواخر شهر تشرين الثاني 2014م في المنطقة، حيث انفجرت به قنبلة من بقايا التدريبات العسكرية في غور الأردن.
الى منطقة المالح، لم يسلم الطفل علي محمد عليان العوض هو أيضاً من مخلفات تلك التدريبات، حيث أصيب ببقايا مخلفات التدريبات العسكرية هناك، وأصيب على أثرها برضوض شديدة كانت أن تودي بحياته في مطلع العام الحالي 2015م لولا لطف الله.
الصور 1-3: وضع معسكرات للجيش في وسط الأراضي الزراعية وآليات الاحتلال تبدأ بالتوافد إلى الأراضي الزراعية
الأغوار الفلسطينية هدفاً للاحتلال الإسرائيلي:
اكتسبت الأغوار الفلسطينية أهميتها منذ القدم، حيث ساعد مناخها الدافئ وبالإضافة إلى خصوبة تربتها وإمكانية استغلالها للزراعة طيلة السنة عدى عن وفرة المياه في حوضها الذي يعد من أهم الأحواض المائية في فلسطين وذلك في أعمار المنطقة منذ قدم التاريخ.
وقد أعلنت السلطات الإسرائيلية وفور احتلالها للضفة الغربية عام 1967م عن أن غور الأردن والبالغ مساحته 720 ألف دونم يعد بمثابة حدود دولة الاحتلال الشرقية وذلك انطلاقاً من قناعة حكومات الاحتلال المتعاقبة بما قاله "يغال ألون" وزير العمل الإسرائيلي سابقاً ونظريته حول الأهمية الأمنية لغور الأردن والذي قال " لكي يتحقق الدمج بين حلم سلامة البلاد وإبقاء الدولة يهودية يجب فرض نهر الأردن كحدود شرقية للدولة اليهودية".
ولتحقيق هذا الهدف على أرض الواقع سعى الاحتلال إلى تنفيذ العديد من الخطط والبروتوكولات والتي تصب في نهاية المطاف إلى تكريس واقع الأغوار وانتزاع الطابع العربي والفلسطيني منه، ومن بين تلك الطرق التي اتبعها الاحتلال هو تحويل ما يزيد عن 400 ألف دونم إلى مناطق عسكرية مغلقة يحظر على الفلسطينيين ممارسة أي نشاط زراعي أو عمراني أو غير ذلك، وأنشأت 97 موقعاً عسكرياً هناك، وزرع الاحتلال المئات من الدونمات الزراعية في الأغوار بالألغام الأرضية، حتى باتت بعض تلك المناطق محاذية لبعض التجمعات السكنية البدوية مثل خربة يرزا ومنطقة واد المالح فهي موجودة بين منازلهم وفي مراعيهم، بل وبالقرب من مصادر المياه.
اعداد: