في الثالث عشر من شهر شباط من العام 2015, سلم الضابط لشؤون الطبيعية والحدائق الوطنية في الادارة المدنية الاسرائيلية المواطن عنان أحمد ابراهيم ضراغمة في قرية تياسير شمال شرق مدينة طوباس أمرا عسكريا يقضي بإخلاء أرضه البالغة مساحتها 9 دونمات ومزروعة بحوالي 300 شجرة زيتون هذا بالإضافة الى ازالة سلسلة حجرية بطول 300 متر تحيط بالأرض بذريعة أن الارض المستهدفة مصنفة على انها "محمية طبيعية". وكان الامر العسكري الذي يحمل رقم 2028 (قواعد التصرف في المحمية الطبيعية (يهودا والسامرة) 5733-1972 وقواعد التصرف في الحدائق العامة (يهودا والسامرة) 5734-1974)) قد أمهل المواطن ضراغمة 48 ساعة لتنفيذ أمر الاخلاء واعادة الارض الى سابق عهدها. وجاء في الامر العسكري ايضا انه في حال لم ينفذ المواطن ضراغمة أمر الاخلاء, فانه سوف يكون معرض للاعتقال والمحاكمة ولعقوبة سجن و/أو غرامة بأقسى أحكام القانون. انظر الخارطة رقم 1
الخارطة رقم 1: موقع أرض المواطن عنان ضراغمة
فيما يلي نص الامر العسكري الاسرائيلي:-
بموجب صلاحيتي كمفتش السلطة لحماية الطبيعة والحدائق الوطنية في منطقة يهودا والسامرة, فاني امرك بالخروج من المحمية الطبيعية و/أو الحديقة الوطنية "ناحال بيزيك سلي" التي تمكث بها بصورة غير قانونية. بالإضافة الى ذلك, يلزمك هذا الامر اخلاء بصورة فورية, سويا معك, كل غرض ادخل معك أو الذي انشأ على يدك داخل المحمية الطبيعية أو الحديقة الوطنية بدون تصريح من قبل السلطات واعادة المنطقة لسابق عهدها. |
صورة رقم 1: الامر العسكري الاسرائيلي الذي تسلمه المواطن عنان أحمد ابراهيم ضراغمة
تجدر الاشارة الى أنه في السابع عشر من شهر شباط من العام 2015, وعقب مرور أربعة ايام على تسليم الامر العسكري الاسرائيلي للمواطن ضراغمة, داهمت قوات الاحتلال الاسرائيلي أرض المواطن ضراغمة وقامت باقتلاع عشرات اشجار الزيتون في الم،طقة وازالة السلسلة الحجرية.
المحميات الطبيعية في الضفة الغربية المحتلة
في الضفة الغربية المحتلة تم تصنيف 48 موقعا على انها محميات طبيعية ويبلغ مجموع مساحتها 703 كم مربع (12.4% من مجموع مساحة الضفة الغربية المحتلة). تجدر الاشارة الى أن 88% من مجموع مساحات المحميات الطبيعية في الضفة الغربية المحتلة يقع في المنطقة التي تم تصنيفها "ج" بحسب اتفاقية أوسلو الثانية للعام 1995 والتي ما زالت تخضع للسيطرة الاسرائيلية الكاملة, أمنيا واداريا. فيما تقع 12% من مساحة المحميات الطبيعية في الضفة الغربية في المناطق المصنفة "ا" و "ب" حيث تخضع هذه المناطق للسيطرة الفلسطينية. للمزيد من التفاصيل, انقر الرابط التالي والخارطة رقم 2
الخارطة رقم 2: المحميات الطبيعية في الضفة الغربية المحتلة
تحليل الامر العسكري الاسرائيلي
في تحليل للامر العسكري الاسرائيلي الصادر, فانه وعقب احتلال اسرائيل للاراضي الفلسطينية في العام 1967, صادرت اسرائيل مساحات شاسعة من الاراضي الفلسطينية تحت مسمى "محمية طبيعية" أو "حديقة وطنية" من خلال الامر العسكري الاسرائيلي رقم 363 للعام 1969 والامر العسكري الاسرائيلي رقم 373 للعام 1970 على التوالي. وقد استخدمت إسرائيل هذه الاوامر لمصادرة الأرض من خلال الاعلان عنها محمية طبيعية وفرض قيودا مشددة على البناء واستخدام الأراضي في هذه المناطق للمطالبة بحماية البيئة. الا أن اسرائيل لم تلتزم بالقيود التي فرضتها من خلال الاوامر العسكرية السابقة الذكر بل سارعت لاستغلال هذه المحميات الطبيعية والحدائق الوطنية بما يتناسب ومصالحها الاستعمارية التي تمثلت حينها ببناء المستوطنات وتوطنين المستوطنين فيها. وعلى الرغم من أنه من المفترض أن تكون هذه المحميات الطبيعية لحماية البيئة، فان السلطات الاسرائيلية تعتبر الامر جزءا أساسيا من برنامج مصادرة الأراضي الفلسطينية.
وكانت المحمية الطبيعية الذي اطلق عليها "ناحال بيزيك ايلي" واحدة من ضمن عدة مناطق أعلنت اسرائيل عنها بانها محمية طبيعية في الضفة الغربية المحتلة من خلال الاوامر العسكرية 363 و 373 وعددها 20[1].
ويجيز قانون (قواعد التصرف في المحمية الطبيعية (يهودا والسامرة) 5733-1972 وقواعد التصرف في الحدائق العامة (يهودا والسامرة) 5734-1974)) للحكومة الاسرائيلية بتطبيق سلسلة من القواعد في المناطق المعلنة "محمية طبيعية أو حدائق وطنية" بغية حمايتها[2] على حد تصريحات الجانب الاسرائيلي مثل تقييد الوصول الى المنطقة او البناء فيها أو استغلالها لأي غرض كان[3], الا أن هذه القواعد[4] تعطي السلطات الاسرائيلية أدوات فعالة لمصادرة الاراضي الفلسطينية.
كما تجدر الاشارة الى انه يمكن اعادة تصنيف المناطق التي تعلنها اسرائيل على انها "مناطق امنية" الى محميات طبيعية بموافقة وزير الدفاع الاسرائيلي. فمثلا, اذا قامت اسرائيل بتصنيف منطقة معينة في الضفة الغربية المحتلة على انها "منطقة أمنية" تحت أي ظرف معين, فانه بالإمكان اعادة تصنيف هذه المنطقة الى محمية طبيعية وذلك حتى تمنع اسرائيل وصول الفلسطينيين الى هذه المنطقة وبالتالي مصادرتها.
وكانت حركة السلام الاسرائيلية في وقت سابق من العام 2007 قد نشرت تقريرا[5] يوضح فيه أن اسرائيل أقامت العديد من المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة في مناطق كانت اصلا مصنفة محميات طبيعية من قبلها (الحكومة الاسرائيلية), الامر الذي يظهر تلاعب اسرائيل بالقوانين التي تسنها لصالح مطامعها الاستعمارية في المنطقة.
[1] Dispossession and Exploitation Israel’s Policy in the Jordan Valley and Northern Dead Sea
http://www.btselem.org/download/201105_dispossession_and_exploitation_eng.pdf
[2] National Parks and Nature Reserves Regulations (Prohibitions on Causing Damage to Protected Nature Values), 1968.
http://faolex.fao.org/cgi-bin/faolex.exe?database=faolex&search_type=query&table=result&query=ID:LEX-FAOC033422&format_name=ERALL&lang=eng
[3] Nature Reserves Regulations (Order and Behavior), 1979.
[4] National Parks and Nature Reserve Law (No. 5723 of 1963).
[5] Construction of Settlements and Outposts on Nature Reserves in West Bank
Dror Etkes and Hagit Ofran
Prepared by
The Land Research Center
LRC