- الانتهاك: مصادرة أراض زراعية من أملاك فلسطينية خاصة لصالح النشاطات الاستعمارية.
- القرى المستهدفة: الساوية، اللبن الشرقيه وقريوت جنوب مدينة نابلس.
- تاريخ الانتهاك: شهر تشرين الثاني 2014م.
- الجهة المعتدية: مستعمرو مستعمرة " عيلي".
- الجهة المتضررة: أهالي القرى المذكورة.
تفاصيل الانتهاك:
نقلاً عن صحيفة " هآرتس" الصادرة عن دولة الاحتلال الإسرائيلي في عددها الصادر بتاريخ 17 تشرين الثاني 2014م، فقد ورد أن ما تسمى الإدارة المدنية الإسرائيلية تعتزم بناء وحدات استعمارية جديدة تقدر بنحو 620 وحدة استعمارية جديدة في مستعمرة " عيلي" جنوب محافظة نابلس ضمن مخطط هيكلي جديد مقترح من قبل ما تسمى دائرة التنظيم والبناء الإسرائيلية. ولكن من اللافت للانتباه أن من ضمن الأراضي التي سيشملها المخطط الهيكلي الجديد حوالي 221 دونما تعتبر ملكية فلسطينية خاصة، تعود في ملكيتها الى مزارعين من قرى الساوية، اللبن الشرقي وقرية قريوت جنوب نابلس. وقد برر الاحتلال بأن الأرضي التي سيتم بناء وحدات سكنية عليها هي أراض دولة وبهذا لم يتم اصدار أي إعلان في الصحف الرسمية بهدف تقديم الاعتراض على قرار المصادرة على اعتبار أنها أملاك حكومية – أي أراضي تابعة لدولة الاحتلال- .
وبالتالي فإن هناك 221 دونما زراعياً تعود في ملكية خاصة لفلسطينيين، سيتم بناء وحدات سكنية عليها دون أي حق ودون أن يكون هناك أي قرار بالمصادرة، أو حتى دون إعطاء المزارعين الفلسطينيين أي فرصة للاعتراض، مما يعتبر ذلك سرقة في وضح النهار من قبل مؤسسات الاحتلال الإسرائيلي، التي تدعي أن المستعمرات الإسرائيلية المقامة في الضفة الغربية تقع على ارض دولة بحسب وصفها. هدا وتعتزم المجالس القروية في القرى الثلاث المتضررة وعبر مؤسسة " يش دين" تقديم اعتراض على المخطط الهيكلي الذي يجري تعديله وذلك الى المحكمة العليا الإسرائيلية.
استغلال الاراضي المحيطة بمستعمرة " عيلي" لصالح المستعمرة:
ومن الملاحظ وبحسب البحث الميداني المباشر لباحث مركز أبحاث الاراضي: " فإن مستعمرو مستعمرة "عيلي" قاموا بتحويل مساحات كبيرة من أراضي قرية قريوت المحيطة بالمستعمرة، وتحويلها الى "مناطق عازلة" و " طرق" تخدم المستعمرة، وقد استغل المستعمرون عدم قدرة المزارعين الفلسطينيين من الوصول إليها في الاستيلاء عليها بالتدريج وبشكل منظم لصالح توسعة المستعمرة بغير وجه حق.
إتباع طرق متعددة في التحايل بهدف سلب الأراضي الفلسطينية لصالح المستعمرات:
تجدر الإشارة الى انه ومند بداية الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية عام 1967م، وضع الاحتلال الإسرائيلي في صلب أجندته السيطرة الكاملة على معظم أراض الضفة الغربية لصالح الأنشطة الاستعمارية بالإضافة الى المناطق المغلقة عسكريا. حتى عصابات المستعمرين، اخذوا على عاتقهم استغلال الأزمات والظروف السياسية في كسب ما يمكن كسبه لصالح توسعة المستعمرات، فكان الجدار العنصري وسيلة لنهب المئات من الدونمات لصالح توسعة المستعمرات كما يحدث لعدد كبير من المستعمرات في الضفة الغربية والتي من أبرزها مستعمرة "ايتمار" و " الون موريه" في محافظة نابلس، ومستعمرة " الكانا" في محافظة سلفيت.
وفي حين استغل المستعمرون عدد من معسكرات الجيش الأردني والبريطاني في تحويلها رويداً رويداً الى مستعمرات إسرائيلية، مثل " مستعمرة كدوميم" شرق محافظة قلقيلية، و " مستعمرة شافي شمرون" شمال محافظة نابلس، بالإضافة الى " مستعمرة مسكيوت" شرق محافظة طوباس. ومما لاشك فيه، انه ومند بداية انتفاضة الأقصى عام 2000م وحتى اليوم، فقد اصدر ما يسمى جيش الاحتلال الإسرائيلي العشرات من إخطارات المصادرة من أراض فلسطينية تحت بند أغراض أمنية، ولكن على ارض الواقع فقد تحولت تلك الأراضي المصادرة مع مرور الوقت الى بؤر استعمارية لتشكل فيما بعد مستعمرة إسرائيلية، ومن أبرز تلك المستعمرات " مستعمرة عادي عاد" و" أحيا" جنوب شرق محافظة نابلس، ومستعمرتي " نحلئيل" و " عمونة" شمال شرق محافظة رام الله.
مستعمرة "عيلي" في سطور:
قصة بدأت في عام 1984م، حينما استفاق الأهالي على هدير غريب، حيث اتخذ المستعمرون أماكن لهم في إحدى التلال الجبلية بعد أن تمكّنوا من بسط سيطرتهم عليها بطرق الاحتيال واستخدام وسائل عديدة للتزوير لتكوين النواة الأولى للخراب في المنطقة التي كانت تعج في الماضي بالخضرة والحياة، فبدأت معاناة الأهالي. 'وادي علي' هو الاسم الحقيقي للمنطقة التي حاول هؤلاء المستعمرون القادمون من أصقاع الدنيا تزوير الحقائق فيها عبر سرقة الاسم ليكون قريباً من اسم الوادي الذي يفصل بين حدود أراضي محافظتي نابلس شمالاً ومحافظة رام الله جنوباً في حين تزعم المصادر الصهيونية أن الوادي ومنطقة مستعمرة 'شيلو' القريبة جداً ومنطقة سيلون الكنعانية القديمة من أراضي قريوت ليست سوى الحدود الفاصلة بين مملكتي السامرة في الشمال ويهودا في الوسط والجنوب.
مع مرور الوقت والزمان أصبحت تلك المستعمرة تتوسع بوتيرة عالية وباتت تتربع على مساحات واسعة من أحواض تلة الشونة وعيلي وجبل الصنعة 1 وجبل الصنعة 2 والمرحان و قلعة الحمرا، وباتت لا تبعد سوى 30 متراً عن بيوت قرية قريوت في المنطقة المعروفة باسم المروح، فأصبحت تبدو تلك المستعمرة على أرض الواقع منغرسة في الأرض برؤوس سرطانية سبعة في إشارة إلى التلال التي تتربع عليها. يذكر أن مستعمرة 'شيلو' تضم فندقاً وكلية دينية، وبالتالي مركزاً لتعليم وغرس الأفكار العنصرية الهادفة إلى تدمير كل ما هو عربي وغرس روح العداء والحقد في نفوس هؤلاء الطلاب.
بالإضافة إلى ذلك فإن المستوطنة تضم مقبرة تقع على الشارع الرئيس بين نابلس ورام الله، حيث تعتبر تلك المقبرة شاهداً من الشواهد الخطيرة التي تحمل دلالات عدم إمكانية تفكيك المستوطنة أو غيرها حيث إنه في حال إقامة مقبرة للمستعمرين فإن ذلك يؤكّد الموقف العقائدي للمستعمرين الذين يعتقدون ببركة دفنهم في الأرض المقدسة.
اعداد: