- الانتهاك: إحراق ما يزيد عن 30 دونماً من الأراضي الغورية على الحدود مع الأردن.
- الموقع: جنوب شرق قرية بردلة / محافظة طوباس.
- تاريخ الانتهاك: الرابع من شهر أيلول 2014م.
- الجهة المعتدية: جيش الاحتلال الإسرائيلي.
تفاصيل الانتهاك:
تعتبر التدريبات العسكرية التي يجريها جيش الاحتلال الإسرائيلي في قلب الأغوار الفلسطينية من اكبر التحديات التي تحول بشكل قاطع في وقف عجلة التنمية والاستقرار في غور الأردن. فخلال الأعوام الثلاثة الماضية شهدت مناطق الأغوار تدريبات عسكرية مكثفة، أسفرت عن تهجير العشرات من العائلات البدوية في أكثر من 13 تجمع بدوي شمال غور الأردن، بحيث تركت هذه العائلات في العراء تتجرع البرد القارص وحر الصيف دون أي مأوى تلجأ إليه، بل تعدى الضرر إلى نفوق عدد كبير من رؤوس الأغنام وتدمير ما يزيد عن 60 دونماً مزروعة بمختلف الأنواع من المحاصيل الصيفية والشتوية، دون اكتراث بقيم الإنسانية وكرامة الإنسان الفلسطيني.
تجدر الإشارة إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تتجرأ بين الفينة والأخرى إلى إلقاء القنابل الضوئية في السماء والتي ما تلبث أن تقع على الأرض بين الأعشاب اليابسة، والنتيجة الحتمية هي إحراق الأراضي الزراعية أو الرعوية في غور الأردن.
هذا المشهد تكرر مرات عديدة خاصة خلال فترة الصيف من كل عام، ففي الصيف الحالي في الرابع من شهر أيلول 2014م أقدم جيش الاحتلال على إطلاق قنابل مضيئة شرق الطريق رقم 90 الالتفافي، تحديداً على مسافة 2كم من مستعمرة " شدموت مخولا" جنوباً، والنتيجة الحتمية هي إحراق ما يزيد عن 30 دونم من الأراضي غير المستغلة زراعياً والواقعة غرب السياج الفاصل مباشرة مع الحدود مع الأردن.
هدا العمل كان له بالغ الأثر السلبي على المزارعين في الأغوار، كون النيران امتدت لتطال عدد من الأراضي الرعوية هناك والتي يستغلها رعاة الماشية في رعي أغنامهم، في ظل سيطرة الاحتلال على معظم المراعي في الأغوار لصالح إقامة معسكرات الجيش والمناطق العازلة.
الصور 1-2: الأرض المحترقة بالقرب من السياج الفاصل على الحدود الأردنية
الأغوار الفلسطينية هدفاً للاحتلال الإسرائيلي:
اكتسبت الأغوار الفلسطينية أهميتها منذ القدم، حيث ساعد مناخها الدافئ وبالإضافة إلى خصوبة تربتها وإمكانية استغلالها للزراعة طيلة السنة عدى عن وفرة المياه في حوضها الذي يعد من أهم الأحواض المائية في فلسطين وذلك في اعمار المنطقة منذ قدم التاريخ. وقد أعلنت السلطات الإسرائيلية وفور احتلالها للضفة الغربية عام 1967م عن أن غور الأردن والبالغ مساحته 720 ألف دونم يعد بمثابة حدود دولة الاحتلال الشرقية وذلك انطلاقاً من قناعة حكومات الاحتلال المتعاقبة بما ما قاله "يغال ألون" و زير العمل الإسرائيلي سابقاً ونظريته حول الأهمية الأمنية لغور الأردن والذي قال " لكي يتحقق الدمج بين حلم سلامة البلاد وإبقاء الدولة يهودية يجب فرض نهر الأردن كحدود شرقية للدولة اليهودية".
ولتحقيق هذا الهدف على أرض الواقع سعى الاحتلال إلى تنفيذ العديد من الخطط والبروتوكولات والتي تصب في نهاية المطاف إلى تكريس واقع الأغوار وانتزاع الطابع العربي والفلسطيني منه، ومن بين تلك الطرق التي اتبعها الاحتلال هو تحويل ما يزيد عن 400 ألف دونم إلى مناطق عسكرية مغلقة يحظر على الفلسطينيين ممارسة أي نشاط زراعي أو عمراني أو غير ذلك، وأنشأت 97 موقعاً عسكرياً هناك، وزرع الاحتلال المئات من الدونمات الزراعية في الأغوار بالألغام الأرضية، حتى باتت بعض تلك المناطق محاذية لبعض التجمعات السكنية البدوية مثل خربة يرزا ومنطقة واد المالح فهي موجودة بين منازلهم وفي مراعيهم، بل وبالقرب من مصادر المياه.
اعداد: