- الانتهاك: إغلاق الطرق الزراعية في بلدة يعبد.
- الموقع: شرق بلدة يعبد.
- تاريخ الانتهاك: 18 حزيران 2014م.
- الجهة المعتدية: جيش الاحتلال الإسرائيلي.
- الجهة المتضررة: مزارعو بلدة يعبد.
تفاصيل الانتهاك:
في مؤشر جديد على التصعيد الإسرائيلي بحق الأرض والإنسان الفلسطيني وتقييد نشاطاته وحريته في الوصول إلى أرضه، أقدم جيش الاحتلال الإسرائيلي في 18 من شهر حزيران 2014م على تعزيز إغلاق الطرق الزراعية " المغلقة" في بلدة يعبد تحديداً في الجهة الشرقية من البلدة. تأتي هده الخطوة من قبل الاحتلال بالتزامن مع العمليات العسكرية التي يجريها جيش الاحتلال في الضفة الغربية بهدف التضييق على السكان والنيل من إرادتهم.
يشار إلى أن الاحتلال عمل على إغلاق الطرق الزراعية البديلة والتي تقع بجوار الطرق الزراعية المغلقة مند شهر شباط 2014م، حيث نشط الأهالي حديثاً على فتح طرق فرعية مجاورة لتلك المغلقة خدمة لمصالحهم الزراعية، فما كان لجيش الاحتلال على إغلاق تلك التفرعات التي بلغ عددها 8 طرق فرعية تحت بند ما يسميه الاحتلال " تعزيز الإغلاق والحصار".
صور من الإغلاقات الحديثة الثمانية
الإصرار على تدمير الاقتصاد الزراعي والصناعي:
وفي زيارة لفريق البحث الميداني في مركز أبحاث الأراضي إلى موقع الطرق الزراعية المغلقة تبين حجم الضرر الذي ألحقه إغلاق الطرق الزراعية الثمانية وإغلاق التفرعات المجاورة، عدى عن إغلاق مدخل بلدة يعبد الشرقي ببوابة حديدية، حيث يعتبر هذا الطريق حلقة وصل ما بين خربتي (امريحة، مكحل) وبلدة يعبد، ناهيك عن صعوبة تواصل المزارعين مع مساحات شاسعة من أراض البلدة الزراعية والمزروعة بالدخان والخضار بالإضافة إلى المحاصيل الحقلية المختلفة. وخلال جولة الباحث الميداني التقى عدد من المزارعين من بلدة يعبد حيث استطلع آرائهم عن حجم الكارثة التي يعانونها جراء الإغلاق، فأكد المزارع علي سعيد العبادي (42عاما) " أن جل المزارعين في بلدة يعبد باتوا يلاقون صعوبة بالغة في إدخال الجرارات الزراعية أو حتى الأدوات الزراعية من ضمنها المبيدات الزراعية، والسبب هو حسب وصف المزارع العبادي هو إجبار السكان والمزارعين السلوك عبر طريق وحيد للوصول إلى أراضيهم إلا وهو حاجز " دوتان" العسكري، حيث أن ذلك الحاجز يشهد تواجد دائم لجيش الاحتلال عليه، وكل مواطن يعبر الحاجز يتعرض للتفتيش الدقيق ناهيك عن الإذلال الذي يتعرض له، وبهذا يتحكم الاحتلال بحركة الدخول والخروج من تلك الأرض الزراعية".
أما المواطن علي فضل تركمان (23عاماً) من خربة امريحة المجاورة كان له رأي آخر، حيث أكد الأخير أن أهالي خربة امريحة الواقعة في الجهة الجنوبية الغربية من بلدة يعبد و البالغ عددهم (500 نسمة) باتوا في حصار مطبق، فخربة امريحة والتي يقطنها خمس عائلات بدوية تعاني الحرمان المستمر وتوصف الحياة في الخربة بأنها " بدائية" فلا خدمات توصف أو حتى مسجد للعبادة فيها، وتعتبر بلدة يعبد والتي من المفترض أنها مصدر الحصول على الخدمات لديهم، تبعد عنهم قرابة 8 كيلومترا ولكن بسبب إغلاق الشارع الرئيس " مدخل بلدة يعبد الشرقي" بات على سكان الخربة قطع مسافة تقدر بنحو 20 كيلومترا للوصول إلى العيادة أو المدرسة في بلدة يعبد.
وعلى جانبي الطريق الرئيسي والمعروف باسم طريق" جنين – طولكرم" حيث يجلس المواطن علي إبراهيم أبو رميلة " 18عام" يبع أكياس الفحم الذي تشتهر به بلدة يعبد، حيث كشف لباحث مركز أبحاث الأراضي عن قيام جنود الاحتلال بتنفيذ حرب نفسية لسكان المنطقة وللمزارعين على حد سواء عبر قيام جنود الاحتلال بعمل دوريات عسكرية على مدار الوقت تقوم بالتحرش بالمواطنين والمارة والتضييق عليهم، لدرجة أن الكثير من السكان يفضل التوقف على جانبي الطرق للشراء خوفاً من قيام جنود الاحتلال باعتراض طريقهم و استفزازهم بشكل أو بآخر.
ولكن يبق التساؤل، ما دور المجلس البلدي في تخفيف معاناة السكان؟ وهل تقدم المجلس البلدي في بلدة يعبد بشكوى إلى ما يسمى " الارتباط المدني" للمطالبة بإعادة فتح الطرق الزراعية؟ وما حجم الضرر الذي يتكبده المزارعون في يعبد جراء إغلاق الطرق الزراعية؟. للإجابة عن تلك التساؤلات توجه الباحث الميداني في مركز أبحاث الأراضي إلى بلدية يعبد، حيث التقى نائب رئيس البلدية السيد محمد العبادي للحديث أكثر عن أزمة إغلاق الطرق الزراعية في بلدة يعبد.
مطامع لا حدود لها:
يشار إلى أن إغلاق طرق بلدة يعبد الزراعية وإغلاق المدخل الشرقي للبلدة يرجع تاريخه إلى عام 2000م، عشية انطلاق انتفاضة الأقصى، ومنذ ذلك التاريخ وحتى اليوم وجيش الاحتلال يماطل بإعادة فتح تلك الطرق الزراعية، والتي تخدم ما لا يقل عن (7000)دونم من ضمنها خربتي (امريحة، مكحل) بحسب ما أفاد به السيد محمد العبادي. لكن أهالي بلدة يعبد وبجهود ذاتية أقدموا على فتح طرق زراعية مجاورة للتي تم إغلاقها فما كان لجيش الاحتلال بإعادة إغلاق الطرق الزراعية المفتوحة حديثا.
وأكد السيد " العبادي" لباحث مركز أبحاث الأراضي" تعتبر المنطقة الشرقية من يعبد محط أنظار الاحتلال فهناك مستعمرتان تجثمان في المنطقة و هي مستعمرة " ميفودوتان" و " حرمش" تصادر أراض من بلدة يعبد، ويحاول الاحتلال التضييق على السكان لصالح تلك المستعمرتين، عبر إغلاق الطرق الزراعية وأحياناً كثيرة طرد المزارعين من أراضيهم.
وأشار السيد العبادي إلى وجود مخطط إسرائيلي لتدمير صناعة الفحم في بلدة يعبد، فخلال السنوات الثلاث الماضية تم أخطار ما لا يقل عن 13 منشاة لتصنيع الفحم في بلدة يعبد بوقف العمل، حيث تشكل تلك المفاحم مصدر دخل للعشرات من العائلات في بلدة يعبد، و بالتالي ضرب اقتصاد البلدة المنهك بسبب ممارسات الاحتلال.
وحول الإجراءات القانونية لوقف سياسة إغلاق الطرق الزراعية في بلدة يعبد، أكد السيد العبادي أن المجلس البلدي في يعبد تقدم بشكاوى عديدة إلى ما يسمى الارتباط المدني الإسرائيلي عبر محافظة جنين، ولكن النتيجة هي وعودات كاذبة تارة، ومماطلة وعدم المبالاة تارة أخرى، والخاسر الوحيد هو المزارع الفلسطيني في بلدة يعبد.
اعداد: مركز أبحاث الاراضي – القدس