في ظل الحملة الشرسة التي يقوم بها جيش الاحتلال الاسرائيلي في الارض الفلسطينية المحتلة والتي تستهدف حكومة الوحدة الوطنية بشكل خاص والشعب الفلسطيني بشكل عام, كانت بلدة الخضر الفلسطينية على موعد مع الجرافات الاسرائيلية مساء يوم الثامن عشر من شهر حزيران من العام 2014 عندما اقتحمت قوة من جيش الاحتلال الاسرائيلي معززة بالجرافات الاسرائيلية وقوات الحراسة لتزلزل الهدوء والسكينة في البلدة وتستهدف عددا من المنازل الفلسطينية بذريعة البناء الغير مرخص, لوقوع المنازل المستهدفة في المنطقة المصنفة "ج" والتي تخضع للسيطرة الاسرائيلية الكاملة, أمنيا واداريا. انظر الخارطة رقم 1
الخارطة رقم 1: موقع المنازل الفلسطينية المستهدفة في بلدة الخضر وبئر المياه
فقد استهدفت الجرافات الاسرائيلية أولا منزل المواطن علي موسى والذي يقطنه 10 أفراد, حيث تبلغ مساحة المنزل المستهدف 150 متر مربع وقد تم استهدافه للمرة الرابعة على التوالي بذريعة البناء الغير مرخص. جدير بالذكر أن المنزل تم بنائه للمرة الرابعة في أواخر العام 2010 بعد ان هدمته جرافات الاحتلال الاسرائيلي للمرة الثالثة في العاشر من شهر نيسان من العام 2010. لمزيد من التفاصيل, انقر هنا. انظر الصور
صورة رقم 1 و صورة رقم 2: منزل السيد علي موسى المستهدف في بلدة الخضر
وفي مقابلة مع نجل المواطن علي أفاد بأن والده تقدم للسلطات الاسرائيلية بطلب الحصول على ترخيص لمنزله منذ سنوات عدة وتقدم بالأوراق اللازمة والمخططات للحصول على الموافقة الاسرائيلية , الا أن طلبه قوبل بالرفض من السلطات الاسرائيلية. ونظرا للظروف الصعبة التي يمر بها المواطن علي وحاجته الماسة لمنزل يأوي فيه أفراد عائلته, قام ببناء المنزل دون ترخيص من السلطات الاسرائيلية نظرا لحاجته الملحة. وفي تناقض اخر, على رأس الجبل المقابل لمنزل السيد علي, تقوم بؤرة استيطانية حديثة المنشئ, تدعى بؤرة حنانيا, فقد قامت السلطات الاسرائيلية وفي فترة قصيرة جدا, بتزويد البؤرة الاستيطانية بالخدمات الاساسية اللازمة لبقائها على الارض. فقد شقت الجرافات الاسرائيلية مؤخرا طريقا يصل هذه البؤرة الاستيطانية بالشارع الالتفافي الاسرائيلي رقم 60. انظر الصورة رقم 3
الصورة رقم 3: الطريق الترابي الذي شقته الجرافات الاسرائيلية لصالح البؤرة الاستيطانية حنانيا
كما زودت السلطات الاسرائيلية البؤرة بخدمات الكهرباء والمياه. تجدر الاشارة الى أن البؤرة الاستيطانية حنانيا تم تشييدها في العام 2002 بعد أن قام مستوطنا (يدعى حنانيا وسميت البؤرة على اسمه) بإقامة كرفانا عل الجبل المقابل لمنزل السيد علي, في المنطقة المعروفة "بعين القسيس" في بلدة الخضر. وحاول المستوطن في الاعوام السابقة بإغراء أصحاب الاراضي الفلسطينيين بمبالغ طائلة من الاموال وذلك في محاولة منه لشراء الارض, الا ان محاولاته قوبلت بالرفض. ومنذ ذلك الوقت, وهذا المستوطن يمارس أساليب المضايقات والتدمير للمزروعات وذلك للسيطرة على الارض والمضي قدما في مشروعه الاستيطاني. الصورة رقم 4 و الصورة رقم 5
الصورة رقم 4 و الصورة رقم 5: البؤرة الاستيطانية حنانيا على اراضي بلدة الخضر
أما المنزل الفلسطيني الثاني الذي تم استهدافه, فيعود للمواطن اسماعيل محمود أحمد موسى ويقطنه أيضا عشرة أفراد. وهذه هي المرة الاولى التي يتم فيها هدم منزل المواطن اسماعيل بذريعة البناء الغير مرخص. تجدر الاشارة الى أن المواطن اسماعيل وأفراد عائلته قد قضوا ليلتهم في العراء بعد أن هدمت السلطات الاسرائيلية منزلهم وبعثرت حاجياتهم في كل مكان. والمنزل مبني من الطوب ومسقوف بالزينكو. الصورة رقم 6 -8
الصورة رقم 6 -8: منزل المواطن اسماعيل محمود أحمد موسى
كما هدمت جرافات الاحتلال الاسرائيلي بئرا للمياه تم تشييده في العام 2010 ومعد ليستوعب قرابة ال 190 ملم مكعب. وجاء استهداف الجرافات الاسرائيلية للبئر في محاولة لقلع الوجود الفلسطيني في المنطقة وقطع الخدمات الاساسية عنها وتدفعها بالنهاية للرحيل, حتى يتسنى لها الاستيلاء على المنطقة وتنفيذ مخططاتها الاستيطانية. الصورة رقم 9
الصورة رقم 9: بئر المياه المستهدف في بلدة الخضر
وفي الجهة المقابلة للمنازل الفلسطينية المستهدفة, قامت اسرائيل بتشييد جدار العزل العنصري موازيا للشارع الالتفافي الاسرائيلي رقم 60 بدعوى توفير الامن والحماية للمستوطنين الذي يستخدمون الشارع الالتفافي الاسرائيلي السابق الذكر. الا أن الادعاءات الاسرائيلية بهذا الصدد أظهرت تناقضا مع ما تخطط اسرائيل لتنفيذه على الاراض الفلسطينية اذ تظهر المخططات الاسرائيلية الى أن اسرائيل تهدف بالنهاية الى ضم تجمع غوش عتصيون الاستيطاني (يضم 11 مستوطنة اسرائيلية) الى حدودها الغير قانونية مع استكمال بناء الجدار في المنطقة ومنع الفلسطينيين من استخدام الشارع الالتفافي الاسرائيلي رقم 60. الصورة رقم 10 و الصورة رقم 11
الصورة رقم 10 و الصورة رقم 11: جدار العزل العنصري على أراضي بلدة الخضر
ملخص,
تستغل اسرائيل الاوضاع السياسة السائدة لتحشد الرأي العام لضرورة تفكيك حكومة الوفاق الفلسطينية و الضغط على الشعب لفلسطيني من خلال ممارسة كافة اساليب الترهيب والتدمير والمضايقات والاغلاقات. الا أن هذه الاساليب لها ابعادا تفوق ما تسوق له اسرائيل حاليا الا هو تنفيذ قائمة من المخططات الاستيطانية في المنطقة والتي تشمل استكمال بناء جدار العزل العنصري في المنطقة ومصادرة أكبر قدر ممكن من الاراضي الفلسطينية لتصبح ضمن حدود "دولة اسرائيل", في نفس الوقت, حرمان الفلسطينيين من أراضيهم وممتلكاتهم ومنع الامتداد العمراني الفلسطيني وتقطيع أوصال الضفة الغربية المحتلة.
اعداد: معهد الابحاث التطبيقية – القدس
(أريج)