- الانتهاك: سرقة الآثار التاريخية.
- الموقع: قرية دير شرف شمال مدينة نابلس.
- تاريخ الانتهاك: 17 نيسان 2014م.
- الجهة المتضررة: أهالي قرية دير شرف.
تفاصيل الانتهاك:
منذ بداية الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية، وضع الاحتلال في صلب أجندته سرقة وتزوير التاريخ والمعالم الأثرية التي تنتشر على نطاق واسع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وذلك بعد أن استكمل السيطرة التامة على الأرض وصادر الثروات الطبيعية التي تشتهر بها بلادنا. فكان تزييف التاريخ غاية، والسيطرة على المناطق الأثرية وبخاصة المقدسات الإسلامية منها والمسيحية وسيلة سعى عبرها الاحتلال لخداع الرأي العام العالمي وإقناعهم بالأكاذيب، التي يروجون لها حول علاقتهم التاريخية بفلسطين وأنهم شعب الله المختار.
ولذلك سخرت حكومات الاحتلال المتعاقبة ميزانيات ضخمة لتنفيذ هذا المخطط، وابتكر الاحتلال عدة طرق ووسائل لتحقيق تلك الغايات، فما يتم الآن من تغيير في معالم المدينة المقدسة، ومن تغيير لنقوش الحجارة القديمة تحت حجج ترميمها وتغيير الأبواب والمرافق العامة، لهو خير دليل على ذلك.
سرقة آثار في قرية دير شرف:
يشار إلى أن ما تسمى الإدارة المدنية الإسرائيلية أقدمت في 17 من شهر نيسان الحالي 2014 وأثناء العمل على تأهيل طرق تمر بقرية دير شرف والمحاذي لمستعمرة " شافي شمرون" على سرقة قبور رومانية قديمة تم اكتشافها أتناء عملية الحفريات. يشار إلى جنود الاحتلال الإسرائيلي ضرب طوق في المنطقة المحيطة بمنطقة الحفريات، حيث أقدم جنود الاحتلال بتسهيل عملية سرقة الآثار الرومانية من قبل الإدارة المدنية الإسرائيلية.
يشار في نفس السياق، إلى أن الإدارة المدنية رفضت التعاون مع وزارة السياحة و الآثار الفلسطينية حول طبيعية الآثار التي تم اكتشافها، بالإضافة إلى منع كوادر وزارة السياحة الفلسطينية من مجرد الوصول إلى المنطقة التي وصفها الاحتلال الإسرائيلي بأنها تقع ضمن صلاحياته كونها ضمن المنطقة المصنفة C من اتفاق أوسلو. يشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي ابتكر عدة طرق ووسائل في عمليات سرقة وتزييف التاريخ وطمس الهوية العربية الفلسطينية، فقد عمل على جعل معظم المناطق الأثرية والمقامات الدينية ضمن المناطق المصنفة جـ حسب اتفاق أوسلو عام 1993، وهذا يعني ضمنياً أن الاحتلال اخضع الغالبية العظمى من المناطق الأثرية التي تشتهر بها بلادنا تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة و البالغ عددها (1200) موقع اثري حسب معطيات وزارة السياحة الفلسطينية.
وفي نفس الوقت لا تمتلك أي جهة فلسطينية مختصة أي سيادة على تلك المناطق، وهذا بدوره منح الاحتلال حق التصرف في تلك المناطق، وتغيير معالمها وأسمائها بما يتماشى مع معتقداتهم ورغباتهم الذاتية.
بل تعدى الأمر إلى حد إطلاق القصص والروايات المزيفة حول تاريخ تلك الآثار القديمة، كما يحدث الآن حول قبر النبي يوسف عليه السلام في مدينة نابلس، وكذلك الحال في المقامات الدينية مثل ذو الكفل وياشوع وذو النون في بلدة كفل حارس في محافظة سلفيت، بالإضافة إلى آثار بلدة سبسطية، المدينة السامرية القديمة والتي تعتبر جميعها في نظر الاحتلال من المقدسات اليهودية.
ولم تقتصر الحال عند هذا الحد، بل كان هناك العديد من المناطق الأثرية التي قام الاحتلال بضمها إلى نفوذ المستوطنات القائمة في الضفة الغربية، واعتبارها جزءاً لا يتجزأ منها، كما يحدث الآن في منطقة دير أبو سمعان شمال غرب بلدة كفر الديك وبالقرب من مستوطنة علي زهاف، حيث يقوم الاحتلال اليوم بإجراء حفريات واسعة النطاق هناك بحجة توسيع مستوطنة علي زهاف، بحيث طالت عملية التجريف سرقة معظم الآثار الرومانية هناك من منطقة دير أبو سمعان
اعداد: مركز أبحاث الاراضي – القدس