الانتهاك: ضخ كميات كبيرة من مياه الصرف الصحي.
تاريخ الانتهاك: الثالث من كانون الثاني 2014م.
المكان: قرية جلبون.
الجهة المعتدية: مستعمرو مستعمرة " ميراف".
الجهة المتضررة: أربع عائلات فلسطينية.
تفاصيل الانتهاك:
يعد التلوث البيئي الناتج عن تلك المستعمرات الإسرائيلية المحيطة بقرية جلبون معضلة كبيرة تؤرق السكان، حيث تضخ تلك المستعمرات مخلفاتها ومياه المجاري الصادرة عنها عبر العبارات المقامة على طول الجدار الفاصل باتجاه القرية من الجهة الشمالية والشرقية، حيث أن هذا التلوث بات يهدد أهالي القرية لما تسبب به تلك المياه العادمة من خسائر اقتصادية وأمراض ومشاكل صحية مختلفة والناتجة عن تلك المستعمرات.
صور 1-4: عملية ضخ مياه الصرف الصحي عبر العبارات على الجدار العنصري باتجاه أراضي قرية جلبون
فطبيعة قرية جلبون الواقعة في منطقة منحدرة تشكل مجرى واد بالنسبة لمستعمرة ‘ميراف’ التي تعتلي المناطق الجبلية المجاورة للمستعمرة، مما دفع المستعمرين إلى القيام بضخ مياه المجاري بالإضافة إلى مخلفات مزارع الأبقار في المستعمرة إلى داخل القرية، مما أدى إلى تلوث وديان القرية مخترقة بذلك مقبرة القرية الشرقية والتي تلوثت بفعل تلك المياه وأدى إلى تصدع عدد كبير من القبور فيها والتي هي أيضا لم تسلم من دنس المحتل، ثم تستمر تلك المياه العادمة بالجريان مسافة 4كم مخترقةً بيوت القرية لتصب في سهول القرية الزراعية الشرقية وتلوث المنطقة بالكامل حيث أن تلك السهول مزروعة بالقمح والخضار الصيفية في المنطقة المعروفة باسم المصرارة، حيث يمتلك عشرات المزارعين أراضي زراعية هناك، مما أدى ذلك إلى فقدان المزارعين عملهم هناك و إلى تلف الكثير من المحاصيل وتحويل المنطقة إلى منطقة منكوبة بفعل تلك الملوثات حيث بات عدد كبير من المواطنين لا يفضلون شراء الخضروات من سهل جلبون لما يشاهدونه أو يسمعون عنه من تلوث هذا السهل الخصيب واثر تلك الملوثات على صحة الإنسان.
ذكر أن المنطقة الشمالية من القرية ليست بأحسن حال فمستعمرة ‘معالي جلبوع’ تضخ معظم المياه العادمة الصادرة عنها بالإضافة إلى مخلفات مزارع الأبقار عبر العبارات الموجودة على طول الجدار الفاصل في الجهة الشمالية باتجاه القرية مما أدى إلى تلوث المنطقة هناك وإلى تضرر عدد من المنازل التي تجري المياه العادمة بينها بل مخترقةً بعض المنازل مثل منزل المواطن فخري إبراهيم علي أبو الرب، علماً بأن عدد المنازل المتضررة في تلك المنطقة بلغ 30 منزلاً يقطنها عائلات عديدة، حيث أن تلك المياه تسببت في انتشار الأمراض الجلدية في المنطقة، بالإضافة إلى انتشار الحشرات والقوارض في المنطقة بشكل كثيف خصوصاً في فصل الصيف، بالإضافة إلى أثرها على قطاع الثروة الحيوانية والغطاء النباتي في المنطقة .
بالإضافة إلى ذلك فإن المخلفات الصناعية الناتجة عن بعض المصانع مثل مصنع المخللات الموجودة داخل المستوطنة تساهم بشكل كبير في تلويث المنطقة وإتلاف المحاصيل الزراعية فيها حيث أدت هذه المخلفات إلى إحراق هذه المحاصيل وإتلافها بشكل كامل، إضافة إلى أن التربة في المواقع التي تجري فيها المياه تتأثر بشكل واضح، ويتحول لونها ليصبح أسوداً، ولا تعود صالحة للزراعة. خصوصاً إذا ما علمنا أن تلك الملوثات تسير مسافة 2كم في أراضي القرية.
السيد هشام عبد الله ناجي أبو الرب (49) عاماً، أفاد لباحث مركز أبحاث الأراضي حول معاناته الناجمة عن تدفق مياه المجاري القادمة من مستعمرة معالي جلبوع من أمام منزله: ‘ بات الأمر لا يطاق وأصبحت الحياة جحيماً، تحولت منازلنا في الحي إلى سجن كبير بفعل المياه العادمة القادمة من المستعمرة، فالشوارع التي تمر أمام منازلنا أصبحت محظورة ويصعب السير فيها جراء الأوساخ والمخلفات التي تجرها المياه من جهة، والروائح الكريهة التي تنبعث منها، والحشرات والبعوض الذي أصبح ينتشر بكثافة، ويمنعنا من فتح نوافذ المنازل، أو النظر منها إلى الخارج لبشاعة المنظر، حيث أن أبناء أخي هشام أبو الرب قد أصيبوا بأمراض جلدية ناتجة عن الحشرات التي تملأ المنطقة بسبب تلك الملوثات، حتى النباتات والمحاصيل التي زرعتها قد تلفت بالكامل، وبيوت النحل التي كنت قد وضعتها في المنطقة قد تلفت أيضا وبالتالي فقدت أيضا مصدر دخلي بسبب تلك الملوثات.
وبدوره يعقب السيد فخري إبراهيم علي أبو الرب ويقول: (( وضعي ليس بأحسن حال عن جيراني فالمياه العادمة الصادرة من مستوطنة ميراف تمر في منتصف ساحة بيتي تقسم بيتي إلى قسمين حيث أنني أصبحت بحاجة إلى جسر لكي أعبر عنه داخل منزلي بسبب تلك الملوثات بالإضافة إلى ذلك فإن الحشرات المنتشرة في المكان أدت إلى إصابة قطعان الأغنام التي توجد في مزرعتي المجاورة للمنزل إلى العديد من الأمراض و بت بحاجة إلى تخصيص ميزانية لكي أغطي مصاريف العلاج للأغنام والتي عددها 22 رأس و هذا بدوره أثقل كاهلي)).
بالإضافة إلى ما تقدم فإن الروائح المنبعثة عن مزارع الأبقار الموجودة في المستوطنات المجاورة خصوصاً أثناء هبوب الرياح الشرقية تسبب في نقل الروائح الكريهة إلى داخل القرية مسببةً في تلوث الهواء الجوي أيضاً، محولةً بذلك حياة السكان في القرية إلى جحيم لا يطاق.
تجدر الإشارة هنا، أن مشاكل التلوث في قرية الجلبون بدأت منذ تاريخ تأسيس تلك المستوطنات التي توجد على القمم الجبلية المحيطة بالقرية، وتفاقمت المشكلة منذ إقامة جدار الفصل والضم العنصري عام 2002م، حيث حاول المجلس القروي إيجاد حل إلى تلك المشكلة من خلال اللجوء إلى القضاء وإلى المنظمات الحقوقية المختلفة، وتلقى العديد من الوعود لحل المشكلة إلا أن المشكلة ما زالت تراود مكانها على أمل في المستقبل القريب إيجاد حل جذري وسريع لها يضمن لأهالي القرية حقوقهم ويعالج بعض المشاكل البيئة التي يعانون منها.
عن قرية الجلبون:
تقع قرية الجلبون إلى الشمال الشرقي من مدينة جنين، وتبعد عن مدينة جنين (10كم)، وتبلغ مساحة القرية الإجمالية ( 9,308 ) دونماً ويبلغ مسطح البناء (590) دونماً، وصادر الاحتلال الإسرائيلي من أراضيها لصالح المستعمرات الإسرائيلية والجدار العنصري (1432) دونماً يتركز معظمها في الجهة الجنوبية علماً بان مستعمرة جلبوع ومستعمرة ملك يشوع تم بناءها على خط الهدنة أي أراضي محتلة من جلبون عام 1948، وبلغ عدد سكانها وبلغ عدد سكانها حسب إحصائيات الجهاز المركزي للاحصاء الفلسطيني عام 2007 ( 2,390) نسمة. وتقع الجلبون في منطقة جبلية ترتفع 300 متر عن سطح البحر، ويحيط بها من الجهة الشمالية قرية فقوعة، وقرية المغير، ومن الجهة الجنوبية قرية المغير، وأراضي قرية دير أبو ضعيف من الجهة الغربية. يوجد في قرية الجلبون عائلة واحدة وهي عائلة أبو الرب حيث أن 90% من سكان القرية لاجئين من داخل أراضيهم المحتلة عام 1948م والمجاورة لقرية الجلبون والتي هي بالأصل كانت جزء لا يتجزأ من قرية الجلبون قبل الاحتلال الإسرائيلي عام 1948.
المصدر: وحدة نظم المعلومات الجغرافية – مركز أبحاث الأراضي.